alsharq

د. محمد عياش الكبيسي

عدد المقالات 336

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 11 نوفمبر 2025
شراكة تتقدم نحو التنفيذ.. الدوحة تفتح مرحلة جديدة في التعاون مع كوريا
ناصر المحمدي 10 نوفمبر 2025
منظومة متكاملة
رأي العرب 12 نوفمبر 2025
مسيرة حافلة لـ «حقوق الإنسان»
رأي العرب 11 نوفمبر 2025
أهمية التربية الأسرية

حينما تتبرقع الباطنية بشعارات التجديد (2-3)

22 يناير 2019 , 02:19ص

تستغل الباطنية اليوم حالة الضعف العام الذي تمر به الأمة سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وما يصاحبها من تفكك واضطراب في المنظومة القيمية والعقدية الجامعة، وتراجع مستويات التعليم الديني، وعجز المؤسسات الشرعية والجماعات الإسلامية عن مواجهة التحديات والإجابة عن أسئلة العصر، في الوقت الذي تتطلّع فيه شعوبنا إلى من ينتشلها من وهدتها ويوقظها من رقدتها، حيث راح الباطنيون الجدد يلوّحون للشباب أننا هنا نفسّر لكم القرآن تفسيراً تجديدياً، ونقدّم لكم الإسلام على الطريقة العصرية التي تريح كواهلكم وتفتح الأبواب أمام نزواتكم بلا قيود ولا حدود. يجهدون أنفسهم ليثبتوا أن شرب الخمر ليس حراماً، وأن ظهور المرأة عارية أمام أبيها ليس حراماً، وإنما هو من باب العيب الاجتماعي، وأن الإسلام لا يفرّق بين من يعبد الله وبين من يعبد البقر، ولا بين من يعتقد أن عيسى -عليه السلام- عبد لله، وبين الذي يعتقد أنه ابن لله، فهذا عندهم هو التفسير الصحيح لقوله تعالى: «لا إكراه في الدين»، بل زاد بعضهم أن الديانات السماوية كلها -على ما هي عليه اليوم- داخلة في مسمّى الإسلام، الذي قال الله تعالى فيه: «إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ» و»وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَاِم دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»، ومع نكرانهم الصريح للسنة ولحجّيتها، لكنهم جميعاً يحفظون حديث «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بَأَمْرِ دُنْيَاكُمْ»، لأنهم يفسّرونه بمعنى أن الناس هم الذين يشرّعون لأنفسهم القوانين والأحكام التي يحتاجونها في كل شأن من شؤون حياتهم، فصار هذا الحديث -بالفهم السقيم هذا- عدتهم في نسخ كل النصوص التشريعية الثابتة في القرآن والسنة، مع أن الحديث ليس له علاقة بأية مسألة تشريعية لا من قريب ولا من بعيد، فالحديث إنما ورد في مسألة تلقيح النخل، ومدى فائدة التلقيح من عدمها، وكان -عليه الصلاة والسلام- لا علم له بالفلاحة، فقال: «مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئاً» وهذه ليست صيغة وحي، ولا هي صيغة تشريعية، يؤكّد هذا أنه لما بان أن التلقيح ضروري للنخل قال -عليه الصلاة والسلام-: «إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَناً، فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللهِ شَيْئاً فَخُذُوا بِهِ، فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»، فبأيّ منهج علمي أو عقلي أو حيادي يكون القول المصرّح فيه بالظن دليلاً لنفي النصوص القطعية، وكيف يكون القول المبني على الخبرة البشرية المجردة دليلاً على نقض الأحكام الشرعية الثابتة بالوحي، وحديث التلقيح نفسه يؤكّد وجوب التمسك بشريعة الله، فلماذا يبتر أوله عن آخره؟ إن هذا التلاعب في الاستدلال بالروايات -وهو تلاعب مكشوف ومفضوح كما ترى- تبعه تلاعب في الدلالات اللغوية، فالكلمة لم تعد عندهم تحمل المعنى الذي يعرفه العرب والمثبت في دواوينهم ومعجماتهم، بل يجري تفكيكها وإرجاعها إلى المعاني التي يحتملها الجذر، وهذا التلاعب الغبي قد ينطلي على بعض من ليست له صلة بعلوم اللغة، خاصة إذا اقترن بوهج التجديد، ومؤداه حقيقة إشاعة الفوضى ليس في الدلالات الشرعية والفقهية فحسب، بل إشاعة الفوضى في المصطلحات العلمية كلها وفي مختلف المجالات والتخصصات، كما سنرى.

لماذا هذا الهجوم المتزايد على صحيح الإمام البخاري؟ (4-4)

هناك من يردد سؤالاً آخر مؤدّاه، ماذا نفعل إذا وجدنا في البخاري ما يعارض القرآن الكريم، أو يعارض العقل؟ وهذا السؤال بدأ يتردد مع هذه الموجة كجزء من حملة التشويه ومحاولة النيل من مكانة البخاري...

لماذا هذا الهجوم المتزايد على صحيح الإمام البخاري؟ (3-4)

المسألة ليست مسألة تقديس للبخاري، ولو كانت المسألة كذلك لاتجه الناس إلى موطّأ الإمام مالك إمام دار الهجرة، أو مسند ابن حنبل إمام أهل السنّة، بل لقدّسوا مرويّات البخاري نفسه في كتبه الأخرى، فالمسألة عند...

لماذا هذا الهجوم المتزايد على صحيح الإمام البخاري؟ (2-4)

إن هذا الاضطراب والتخبّط لدى هؤلاء يكشف أيضاً عن جهل عريض في أصول هذه العلوم ومبادئها الأولية، ولذلك لا ترى هذا الطعن إلا منهم ومن أمثالهم، ممن لا علم لهم بالسنّة وعلومها. إن علماء السنّة...

لماذا هذا الهجوم المتزايد على صحيح الإمام البخاري؟ (1-4)

يتعرض صحيح البخاري هذه الأيام لحملة من التشكيك وإثارة الشبهات، مع حالة من الغموض بالنسبة لدوافعها وغاياتها، والعلاقات التي تجمع بين أصحابها، الذين كأنهم تفرّغوا اليوم أو فُرّغوا لهذه المهمة. هؤلاء بالعموم لم يُعرف عنهم...

جريمة نيوزيلندا في إطارها الأوسع

لست أهوّن أبداً من مشروعية الغضب في مثل هذه الصدمات، بل أعتبر هذا دليلاً على حياة الأمة واعتزازها بهويتها وبذاتها، وبالعنوان الكبير الذي يجمعها، رغم محاولات تغييبها وتجزئتها، فحينما أرى شاباً عربياً أو تركياً أو...

وقفة مع التجربة الإسلامية في السودان

قبل ثلاثين سنة، استبشر التيار الإسلامي بالانقلاب الذي قاده الرئيس عمر حسن البشير، وتصاعدت الآمال بالنموذج المرتقب للحكم الإسلامي المعاصر، وصار الناس يتداولون الأخبار والقصص عن زهد الرئيس البشير وتواضعه وحكمته، حتى سمعت من أحد...

خطوات سليمة لبناء مناهج التربية الإسلامية

بقرار من وزارة التعليم في دولة قطر، تشكلت لجنة من الكفاءات العالية لمراجعة وثيقة المعايير المتعلقة بمناهج التربية الإسلامية. وقد جاء القرار بحد ذاته ليعكس رؤية عميقة وواعدة يمكن تلخيصها في الآتي: أولاً: الاهتمام الخاص...

المعايير الناقصة والمغلوطة في محاكمة التاريخ (3-3)

إن الحكم الوراثي السلالي كان جزءاً من ثقافة العرب عموماً، فإذا مات شيخ القبيلة ورثه ابنه، فإن لم يتهيّأ كان أقرب الناس إليه، ودول العالم المجاور للجزيرة -على الأقل- لم تكن تعرف غير هذا، وحينما...

المعايير الناقصة والمغلوطة في محاكمة التاريخ (2-3)

من الغريب جداً أن «المتنورين» بروح العصر وقيمه وثقافته، يجعلون معيار الحكم على تلك المرحلة معياراً مستنداً بالأساس إلى روح «القداسة» أو قداسة «الروح»، فمرة يحدّثونك عن جريمة الخروج على الإمام علي، بمحاكمة أحادية الجانب،...

المعايير الناقصة والمغلوطة في محاكمة التاريخ (1-3)

التاريخ بكل تأكيد لا تصنعه الملائكة، وإنما هو صناعة بشرية بأحداثه ومواقفه ورواياته وتدويناته وتحليلاته واستنتاجاته ومصادره، إلا ما ورد منه بآية قرآنية أو حديث صحيح. هذه المقدمة -التي ينبغي ألا نختلف فيها- تفتح باباً...

حينما تتبرقع الباطنيّة بشعارات التجديد (1-3)

الباطنية مذاهب مختلفة، يجمعها اعتقاد باطن للقرآن يخالف ظاهره، وأن هذا الباطن هو مراد الله تعالى، والمقصد من هذا إنما هو تحريف العقيدة وإبطال الشريعة، وإشاعة الشك والفوضى، وتبديل الأحكام الواضحة بمفاهيم عائمة لا تحق...

رأس السنة الميلادية وأزمة الحوار الإسلامي (2-2)

الحقيقة أن العلماء لم يختلفوا في القطعيات أو البديهيات، لكنها أزمة الحوار التي حوّلت الخلاف في هذه المسألة وغيرها من دائرة الظنّيات إلى دائرة القطعيات، ومن دائرة الفرعيات إلى دائرة الكليات، وهي أزمة تنقل الحوار...