عدد المقالات 117
تأتي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الأردن، في مرحلة تاريخية مفصلية ومهمة لحاضر ومستقبل البلدين والمنطقة عموماً، وخاصة القضية الفلسطينية؛ حيث تسعى كلتا الدولتين الشقيقتين -ممثلتين بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- إلى تدشين آفاق جديدة يؤمل أن تمهِّد لبناء علاقات ذات بُعد استراتيجي مدعومة بمفاهيم تتسم بالحيوية السياسية، لتنسجم وتتشارك مع نظام دولي تتعاظم به أهمية البناء الاستراتيجي والاعتبارات الدولية العميقة. نعم، علاقات بينية أردنية - قطرية، لرسم السياسات الخارجية والابتعاد بها عن سياسة المحاور الضيقة التي نالت في جانب منها بالمصلحة الوطنية لكلا البلدين، وذلك مع الأخذ بالاعتبارات الخاصة لكل من الدولتين. فالعلاقة بين الأردن وقطر تاريخية وأخوية، الاستثناء فيها هو الفتور، لتأتي زيارة الأمير الشاب بدعوة من أخيه جلالة الملك لتدفع بهذه العلاقة إلى مجالات أوسع من التعاون تطال مستويات العمل المشترك كافة؛ اقتصادياً وتجارياً وسياسياً وثقافياً، وبما يخدم مصلحة البلدين، ويعود على الشعبين الشقيقين بأسباب الاستقرار والازدهار، ولتضيف الزيارة المرتقبة نوعاً جديداً من العلاقات السياسية ترتكز على محددات ومصالح عليا، خاصة أن رؤية البلدين مشتركة تجاه كثير من قضايا الإقليم، وتحديداً الرؤية المتعلقة بالقضية الفلسطينية المستندة إلى حل الدولتين وفقاً لمقررات الشرعية الدولية. الحديث عن الدور الذي تضطلع به دولة قطر دولياً وإقليمياً وعربياً، بقيادة الأمير الشاب ومن قبله صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يصعب حصره بمقال أو أطروحة؛ فهو يمثّل سفراً يمتد في الإنجاز والعطاء والالتزام بالمبادئ والقيم والثوابت، سواء أكان تجاه الذات الوطنية القطرية التي جاهدت وكدّت واجتهدت وتحمّلت ليبقى القرار الوطني لدولة قطر مستقلاً عن كلّ أشكال التبعية أو الاستحواذ وبما يخدم مصالحها، أم كان تجاه أمتها العربية وقضايا السلم الدولي. فلم يمنع الحجم الجغرافي والسكاني لدولة قطر الشقيقة من لعب دور فاعل وأساسي مؤثر في قضايا الإقليم، كما أنها أسَّست لنهج جديد في الوساطة السياسية وفضّ النزاعات، ومثل ذلك في مجال إقامة المشاريع الإنمائية بالأخص في عالمنا العربي، وقبل كل ذلك دعمها الصريح للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية في المحافل الدولية كافة، كما نذكر لدولة قطر الشقيقة مواقفها الأصيلة النبيلة مع أردننا العزيز. حقاً، إن دولة قطر يصدق فيها ما يُقال؛ إذ جعلت «السياسة فن تحقيق أكثر من الممكن»، فها هي تقيم شراكات وعلاقات دولية مع أغلب دول العالم والإقليم الوازنة في معادلات السياسة الدولية؛ إذ تربطها شراكات استراتيجية ضخمة وواسعة، سياسية وعسكرية وتجارية وأمنية مع العديد من الدول، خاصة دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودول الإقليم الفاعلة. يوماً بعد يوم تتجلّى مكانة دولة قطر في ميادين المبادرة والرهان، تشقّ طريقها واثقة غير ملتفتة إلى الوراء لتبعث الأمل من جديد في زمن عزّ فيه الكبار. حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، أهلاً بك في الأردن ضيفاً عزيزاً، ورجل دولة من الطراز الرفيع، وفّقك الله ومليكنا عبدالله بن الحسين المفدى لما فيه خدمة الشعبين الشقيقين وأمتنا العربية المجيدة.
كل الدول تسارع في البحث عن سياسات صحية مناسبة لاحتواء جائحة «كورونا»، وفي غمرة البحث هذه يُطرَح سؤال حيوي: هل نحن بحاجة فقط إلى مناعة حيوية (بروتوكول علاجي) أم مناعة ضمير (بروتوكول أخلاقي/ وقائي)؟ الأمر...
خلف هذا السؤال هناك حقيقة ثاوية ومحرجة نوعاً ما، هل نحن أمام إمبريالية جديدة؟ وهل حضور الصين كقوة عالمية اليوم، يرشحها لأن تلعب هذا الدور بدلاً عن الريادة الغربية بقيادة أميركا؟ لكن قبل ذلك، ما...
نحن نعيش الآن في عالم ما بعد الفيروس، وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فإن العبور لهذا العالم جاء على نحو مفاجئ أي قبل شهر. إن العالم كما عرفناه قبل وصول فيروس كورونا المستجد قد انتهى، ولن...
يبدو أن جائحة كورونا قد خلقت وثبة حيوية في الفكر، ترجّح نهاية العولمة الاقتصادية والنموذج النيوليبرالي بكل مظاهر الهيمنة التي تحدد ملامح وجوده، والأمر في اعتقادنا ليس بهذه القدرية المتفائلة، هل يمكن الحديث هنا عن...
اقترحت إدارة ترمب تخفيضات في تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها سنة بعد سنة «10% في عام 2018، 19% في عام 2019»، في أسوأ وقت يمكن تصوره، دعا ترمب في بداية هذا العام إلى خفض...
عندما كنت جندياً شاباً في سلاح مشاة البحرية في فيتنام، خلال فترة اتسمت بانقسام داخلي عميق في أميركا، كان نحو نصف سكان البلاد يقولون إنهم يثقون في إخوانهم الأميركيين، كان ذلك أمراً محبطاً للغاية. واليوم،...
من الواضح أن الاقتصاد العالمي أُصيب بنزلة برد. كان تفشّي فيروس «كورونا» المستجد (COVID-19) متزامناً بشكل خاص مع مرور دورة الأعمال العالمية بنقطة ضعف واضحة؛ فقد توسّع الناتج العالمي بنحو 2.9% فقط في عام 2019،...
يسجّل تفشّي فيروس كورونا المستجد «COVID-19» الآن انتشاراً متسارعاً، ومع اقترابه من مستوى الوباء أو الجائحة، بات من المرجّح على نحو متزايد أن يكون تأثيره الاقتصادي شديداً. وإلى جانب استجابات الصحة العامة المكثفة، يتعين على...
في عام 1958، قرر ماوتسي تونغ أنه من أجل تحقيق التصنيع السريع، يجب أن ينساق القرويون قسراً إلى البلديات، حيث يقومون بأداء مهام صناعية، كانت ستعتمد في مكان آخر على الآلات والمصانع. فعلى سبيل المثال،...
اليوم، وأنا أقرأ في الصحف، وأتفقد الأخبار الصادرة من منظمة الصحة العالمية، هناك بعض الأسئلة في الموقع لفتت نظري: السؤال الأول: هل يوجد لقاح ضد فيروس كورونا؟ كانت الإجابة كالتالي: «قد يستغرق الأمر عدة سنوات...
قبل حوالي نصف قرن، سأل أحد النقاد الفرنسيين «BFI» حول ما إذا كانت السينما قادرة على الوقوف دون أن تتكئ على عكازة الأدب، قفزت هذه العبارة إلى ذهني وأنا أسترجع بعضاً من أفضل الأفلام التي...
قبل أن يكون العالم على علم بفيروس كورونا الجديد، الذي أثار حالة من الذعر في العالم، لاحظ طبيب العيون في ووهان لي وين ليانج، شيئاً غريباً في عدد من المرضى، إذ بدا وكأنهم أصيبوا بفيروس...