


عدد المقالات 168
ينشغل الرأي العام في قطاع غزة والضفة الغربية هذه الأيام بأجواء انتخابات المجالس البلدية وقد بدأت عمليات الحشد لها مبكراً، لكن الحديث المتعلق بها على مواقع التواصل الاجتماعي يكتسب طابعاً سياسياً لا خدمياً الأمر الذي لا يتوافق مع فكرة الانتخابات البلدية وطبيعة عمل البلديات. البلديات ليس لها سلطة على المسار السياسي الفلسطيني وإجمالاً لا يمكنها إحداث تغييرات بنيوية في السياسات والتشريعات فدورها محدد، إلا أنها تتأثر بالظروف السياسية خصوصاً في ظل وجود الانقسام، والاحتلال الذي قد يفرض حصارا ويمنع تدفق أموال أو إمكانات لها، وهي أيضاً تؤثر في المشهد السياسي من خلال انطباعات الناس عن جودة خدماتها وأثر ذلك على شعبية الذي يديرها، ويمكن اعتبار نتائج انتخاباتها استقراء لنتائج أي انتخابات تشريعية أو رئاسية قادمة. تأتي الانتخابات في ظروف صعبة نتيجة الانقسام، كما أن فتح منقسمة على نفسها ويخشى رئيسها محمود عباس من وجود جيوب تعطي الولاء لقيادات أخرى مع وجود شروخ تنظيمية وسياسية اجتماعية أخرى لذلك لم تكن تتمنى السلطة وحركة فتح من حماس الموافقة على المشاركة في الانتخابات كمبرر لتأجيلها. حتى في حال نجحت عملية الاقتراع فلن ينجح الفائزون في العملية الانتخابية دون وجود توافق فلسطيني، فهل ستعمل البلديات مع وزارة الحكم المحلي في غزة أم في الضفة الغربية؟ وهل في حال فازت حركة فتح في غزة ستنجز مشاريعها بتنسيق مع وزارة الداخلية في غزة؟ وهل سيكون هناك تعاون مع الوزارات في غزة لتسهيل المهام؟ وفي حال فازت حركة حماس بالضفة هل ستتعاون معها سلطة رام الله؟ وهل سيتركها الاحتلال؟ أم سيعتقل الفائزين ويلاحقهم كما فعل قبل أيام حين اعتقل مسؤول ملف الانتخابات في حركة حماس بالضفة الغربية! وفعلياً فإن الذي يقود الانتخابات روح المكابرة لا صوت العقل في ضوء ترهل البيت الفلسطيني فهي أشبه ما يكون بمعركة فالحملات حتى اللحظة قائمة في معظمها على التجريح لا البرامج الانتخابية، وينبغي مراجعة ذلك وتقديم المصلحة العامة بالتنافس الشريف لتقديم أفضل شيء للناس وليس فقط التركيز على أسوأ شيء لدى الآخرين.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...