عدد المقالات 84
عيد.. بأي حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟! عيد الفطر هذا العام تغير طعمه ولونه ورائحته... أجزم بأنني لم أستسغ طعم العيد؛ ولم أتلذذ بحلاوته، كل شيء تغير في الألسنة.. في العيون.. وفي القلوب! طبعاً.. لا يعود السبب إلى كورونا.. فقد باتت جزءاً مرافقاً لتفاصيل حياتنا اليومية... لكن الأمر يتعلق بـ «فيروس» أشد مرارة وأكثر غدراً وزرعاً للحزن والموت... إنها الآلة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي التي أبت إلا أن تحوّل الإحساس في العشر الأواخر من رمضان المنقضي وأيام عيد الفطر إلى تألم مستمر من كابوس يقضّ مضاجعنا، نشاهد فصوله ونتابع حلقاته اليومية على شاشة التلفزيون وأثير الإذاعة... وكيف تفرح وأنت تطالع جنائز إخوانك من الشهداء في فلسطين تُشيَّع إلى مثواها الأخير مفارقة أبناءها وأمهاتها وآباءها... وكيف تتسرب البهجة إلى أفئدتنا أو أمعاء معدتنا ونحن نلمح صور الدماء تكسو الأجساد الطاهرة لأشقائنا، وأوصالهم تنتشر مبعثرة بين أكوام ركام الدمار وأنقاض الخراب التي خلّفها الاحتلال الصهيوني؟! مجازر يومية تجرد خلالها الاحتلال من القيم والأخلاق.. وعصفت برقاب إخواننا في مشاهد تدمي القلوب وتدمع العيون.. مجازر لم تفرق بين الرجال والنساء.. الكبار والصغار.. بين البشر والحجر والشجر!! كنت طوال هذه الأيام العصيبة وحتى كتابة هذه السطور، أتابع تفاعل الأمم والأوطان مع هذه الفواجع.. والمواجع.. وعلى الرغم من هَبَّات الشعوب وحماسها في أنحاء كثيرة من العالم مؤمنة بقضية الشعب الفلسطيني وبحقه في أرضه المغتصبة.. بقيت دار لقمان على حالها، وظل الأمر كما هو عليه بين شجب وإدانة واستنكار رسمي.. ليستمر العدو في جرائمه الوحشية غير مبالٍ لا بتلك البيانات المندّدة ولا الهتافات الساخطة. قبل الختام: داخل ذلك المشهد التراجيدي، كانت الصورة الأكثر بشاعة والتي ستبقى محفورة في ذاكرتي وذاكرة كل مستنكر للظلم، هي تلك المذابح التي تستهدف رؤوس أطفال في عمر الزهور من الفلسطينيين العزل في معركة غير متكافئة.. أطفال لم تشفع لهم سنهم ولا براءتهم، ليجدوا أنفسهم في مرمى نيران الاحتلال، لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في أرض فتحوا عيونهم فوجدوها محتلة.. مغتصبة.. مسلوبة.. وليجدوا أنفسهم أمام مقصلة محتل صهيوني غاشم تعدم أحلامهم البريئة، وتغتال زهرة طفولتهم اليانعة؛ لذنب وحيد هو أنها نمت.. وانتمت لأرض فلسطين الطاهرة وشعبه الأبيّ. لحظة: كل تلك الصور على مرارتها وسوادها، لا بد أن نتخذها قصصاً نحكيها لأبنائنا، وسيرة ملحمية نرويها لأحفادنا ولتتوارثها وتتناقلها الأجيال.. لتظل فلسطين قضيتهم الأولى التي يبقى دفاعهم عنها أمانة في رقابهم إلى آخر رمق، وحتى يعود الحق إلى أصحابه. نعم.. سنعلّم أبناءنا أن فلسطين مُحتلة، وأن المسجد الأقصى أسير، وأن الكيان الصهيوني عدو، وأن المُقاومة شرف، وأنهُ لا يوجد دولة اسمها إسرائيل.
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...