عدد المقالات 84
لا تخلو مائدة في رمضان من هذا المشروب الذي له مفعول السحر.. كيف لا والكل يذكر أضراره، ومع ذلك استحوذ هذا المشروب ذو اللون الأحمر القاتم على قلوب وأفواه شعوب الخليج العربي كلها تقريباً بشكل عام، وفي قطر بشكل خاص. حديثي ليس إعلاناً تجارياً لسبب بسيط، فهذا المنتج المعروف منذ أكثر من مائة عام ليس بحاجة إلى دعاية وإعلان، قد تقولون إذا ما سبب حديثك عن «الفيمتو»؟ للأمانة لقد استوقفني حديث أليسون كينغ، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لمتابعينها، وأنا أنقل حديثها إلى متابعيّ، بأن «فيمتو» مشروب بريطاني، يشكل عنصراً أساسياً من مائدة الإفطار الرمضاني. وتباع أكثر من 25 مليون زجاجة من هذا المشروب. جلست أفكر وأنا ألف السمبوسة في هدوء قبل أن يضرب مدفع الإفطار.. ترى لماذا نحب الأشياء التي نعلم أن ليس من ورائها سوى الأذية والضرر؟ لماذا نستمر في علاقات خاطئة حتى ندمنها ولا نستطيع بعدها فراقاً؟ لماذا ولماذا أسئلة كثيرة تشبه حالنا مع مشروب الفيمتو، نعلم أنه ليس منه فائدة تذكر، ومع ذلك نحتسيه في أكواب أنيقة! وإذا كان غليظاً لا يبلع، أضفنا له الثلج لكي يسهل التمتع بطعمه.. بالضبط يشبه حالنا مع البشر.. قد تقولون: اعتزل كل ما يؤذيك. هذه أكبر خدعة بالله عليكم، هل تريدون منا أن نعتزل العالم كله، فكل شيء من حولنا يؤذينا حتى أقرب الناس لنا في حياتنا، قد يؤذينا أطفالنا وهم صغار وكبار، وقد نلقى الأذية من أصدقائنا ومن أقارب لنا.. الحياة لا تحلو إلا بمثل هذا المشروب، أو بمثل هذه العلاقات فهي تشعرنا بلذة الحياة. الآن عن إذنكم لكي أكمل لف «السمبوسة» قبل موعد الإفطار حتى لا أتعرض للتعنيف من أبنائي، عندما لا يجدون الفطور جاهزاً في موعده، وأضطر إلى احتساء الفيمتو، بالله عليكم مرة أخرى كيف نعتزل ما يؤذينا وهو سبب لاستمرار حياتنا؟
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...