


عدد المقالات 115
ليس وحدهم الأميركيون من يأخذون الصين كقوة جديدة، ليس على المستوى الاقتصادي فحسب، بل على المستوى السياسي والاستراتيجي، وما حدث مؤخراً حينما طلبت الصين من دول الخليج العربي فتح أسواقها واستثماراتها النفطية للمستثمر الصيني، فإن هذا يعني أنها ضاقت ذرعاً بقوة اقتصادها الذي لا يقوى على أن يكتفي في بلد المليار إنسان، بل يريد أن يفتح أسواقاً جديدة، إذ إن قوته لا تتحملها بلده نفسها. وعندما طلبت الصين منا فتح الأبواب لاستثماراتها فهذا يعني أنهم قادمون، والخيارات التي معنا هي إما أن نأخذهم شريكاً ضعيفاً أو شريكاً استراتيجياً. والحقيقة أننا نريد من أن نغزو الصين وتغزونا، لنصبح شركاء بقوة مطلقة في بعضنا البعض قبل أن يفوز بالصين غيرنا، ونعد أيام الندامة والحسرة! الصين تستثمر الآن في الصناعة الأميركية، وتستثمر في سوق المال الأميركي، والأميركيون يأخذونها على مأخذ الجد في أي قرار مالي في أسواقهم المالية، ويأخذون الصينيين بالاعتبار في قرارات الصناعة الأميركية، لأنهم مدركون تماماً أنه رغم الضعف النوعي في الصناعة الصينية لكن تسارع تقدمها مذهل، ولو استمر على نفس النحو فإن الصينيين سوف يغطون بقوتهم الاقتصادية على أميركا وأوروبا، والقرار السياسي والاستراتيجي لن يكون بمنأى عن هذا التفوق، فلماذا لا نكون شركاء للزعماء الجدد في العالم الجديد؟ ثم إن الشراكة مع الصين لا يجب أن تكون سطحية، أو مجرد تبادل «مؤقت» للمصالح والسلع، بل يجب أن تكون علاقة متجذرة يشعر من خلالها صاحب القرار السياسي والاقتصادي بأنه «متورط» بنا ونحن متورطون به من خلال شراكة دائمة، وليست فقط عبر تبادل للنفط الخام، بل من خلال صناعة استثمارية مشتركة. بدراسة عقلية المستثمر الصيني ودراسة السياسة الصينية، ومنذ أن قررت في عام 1978م أن تتحول لقوة صناعية واقتصادية عظمى، وحققت ما أرادت خلال أقل من ثلاثة عقود، وهي خطة عملت عليها الصين خلال الحرب الباردة بإتقان، وأكاد أجزم أن أجمل خطة استثمارية واستراتيجية يمكن أن يقدمها صانع القرار الخليجي لأسواقه الاقتصادية ولمستقبل بلادنا السياسي، لن تتأتى إلا بالتعاون الدائم والقوي مع الصين، حتى لا نخسر الرهان ويسبقنا أعداؤنا فنعاني سياسياً واقتصادياً! ويرى بعض المحللين أن التنين الصيني قادم بقوة ولن تستغرق العملية عشرات السنين، بل الموضوع لا يتجاوز 4 أو 5 سنوات، وأن شراكته مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا مثقلة بقوة البطالة والتضخم، بينما أسواق الشرق الأوسط والدول النفطية الخليجية هي أكثر المتحررين من إشكاليات التضخم، بسبب أن أسعار النفط في ارتفاع وتكسر التضخم بالنسبة لدولنا. الصين واقع اقتصادي قادم بشكل أكبر بكثير من مقالاتنا وتوقعاتنا وتحليلاتنا، ولذلك فإن أي تقصير في التعامل مع هذا الواقع والتنين الأحمر هو إساءة في حق أجيالنا القادمة. www.salmogren.net •
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...