


عدد المقالات 168
الخميس الماضي في صفاقس بتونس وأمام منزله أعدمت الأيادي الصهيونية المخترع ومهندس الطيران التونسي محمد الزواري بعشرين رصاصة بمسدس كاتم صوت أو أكثر، وكثرة الرصاصات هنا في عملية الاغتيال لها دلالة مهمة تتعلق بمدى حرص القتلة على التأكد من مقتل الشخص، وتدلل على مدى حقدهم عليه وحجم إغاظته لهم، وكذلك هي دليل واضح على مدى أهمية الرجل وخطورته بالنسبة لهم. وقد كان الكثير من الأمور المتعلقة بالمهندس الزواري حتى خرج بيان كتائب القسام ينعاه كأحد أبرز قادة التطوير والإعداد في الكتائب، وكان له اليد الطولي في نجاح الكتائب بتصنيع طائرات بدون طيار أعلنت عنها الكتائب واستخدمتها خلال العدوان الاحتلال على قطاع غزة صيف عام 2014، غير أن الاحتلال كان يخشى من مستقبل هذا المخترع البطل أكثر من خشيته من ماضيه بحسب المصادر العبرية، فهو كما قال شقيقه كان يعمل على ابتكار غواصة تعمل عن بعد. ويظن الاحتلال أنه بذلك انتهى من كابوس المهندس الزواري كما ظن من قبل أنه انتهى من كابوس المهندس يحيى عياش، إلا أن ظنه خاب وبات اليوم لدى الكتائب مئات المهندسين، وكذلك فإنهم باغتيال المخترع والعالم محمد قد خطوا الطريق لآلاف المخترعين والمبتكرين الذين يتوقون إلى اليوم الذي يشاركون فيه بتحرير فلسطين وكذلك إلى خدمة أمتهم للانتفاع بعلمهم ليكون رافعة للأم في طريقها إلى المجد. محمد الزواري حسبنا به أنه العالم الذي لم يتعلم ليقال إنه متعلم، بل عمل لأكثر من 10 سنوات مع المقاومة بصمت واجتهاد دون أن يعلم الناس عنه شيئا حتى استشهد، فهو من الأتقياء الأخفياء الأنقياء الذين عاشوا لأجل دينهم وأمتهم، فحق لنا أن نخلد ذكراه وننشرها للأجيال. الزواري لم تقتله الرصاصات؛ ليس لأن الشهداء أحياء عند الله فقط، ولكن لأن اغتياله أشبه بمحاولة التخلص من زجاجة عطر برصاصة، وبدل أن تنتهي إذا بها تنتشر وتملأ الأنحاء، وكذلك يفعل الأبطال حين يرحلون، وكذلك يفعل طليعة الشهداء، ومحمد من الطليعة التي ستتبعها الأجيال على طريقة النصر والعزة.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...