alsharq

نجاة علي

عدد المقالات 210

هكذا يموت الأبطال

19 أكتوبر 2024 , 10:31م

قائد استثنائي سيشهد له التاريخ، حمل مستقبل فلسطين وقضيتها منذ بكورة شبابه، ينشد تحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر، ذاق أنواع العذاب داخل أسوار سجون الاحتلال، وأذاقهم جميع صنوف العذاب وهو خارجه، وعندما عجزوا عن مواجهته بشرف، اختلقوا كعادتهم عند الفشل الأكاذيب عنه، فقالوا إنه يختبئ داخل الأنفاق ويتحصن بالرهائن، وأطلقوا الكثير من الروايات الكاذبة المشوهة للرجل!! ليُفاجئ هذا البطل الشهيد العالم وهو يقاتل بكل قوة وشجاعة وبسالة في ساحة المعركة، فالشهادة عنده غاية، لا يهاب قذائفهم ولا قنابلهم ولا طائراتهم ولا أعتى آلاتهم التي جاءتهم مدداً من داعميهم الذين يقودون الحرب عن بُعد، واجههم حتى آخر قطرة من دمه مقاتلاً مقبلاً غير مدبر، في حين يختبئ قادتهم في خنادق محصّنة تحت آلاف الأمتار من الأرض، لقد فاز الفوز الأكبر، ونال العطاء الأعظم، فهنيئاً لك يا سنوار. لقد كان الشخص الأول ضمن المجموعة القيادية التي فجرت الملحمة والمواجهة التاريخية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ليعوض سنوات من السجن، حيث غُيِّب خلف قضبان السجون أكثر من عقدين من الزمن، ولم يمنعه السجن من أن يكون جزءاً أصيلاً من صناعة الحدث، ورغم صيته الذي ذاع، فكان من القيادات التي لا ترغب بالظهور الإعلامي، ويميل إلى تحمل مسؤولية الملفات العملية على أرض الميدان. قائد استثنائي في جميع الجوانب، سيُسجَّل اسمه التاريخ بين القادة العظام، كان قائداً يملك رؤية واضحة وإستراتيجيّة راسخة للمشروع الوطني الفلسطيني، يعرف جيداً تحديات هذه الرؤية، والأثمان المطلوبة لتنفيذ هذه الإستراتيجية، قائداً شديد الحرص على الوحدة الوطنية، يؤمن إيماناً راسخاً بأن المقاومة المسلحة هي العمود الفقري لأي مشروع وطني فلسطيني، معتقداً أن إدارة العمل السياسي والعلاقات الدولية هي في جوهرها إدارة القوة؛ ولذلك بذل كل جهوده في بناء القوة. امتلك معرفة دقيقة وشاملة بالعدو الصهيوني، إلى مستوى يندر أن يملكه قائد آخر، وكان ذا رؤية استشرافية دقيقة في قراءة المشهد بمستوياته ومساحاته المختلفة، يعرف الأشخاص والأحزاب والمؤسسات، وكيف تفكر، ومواقعها وأهميتها في صناعة القرار، يعرف الكيان بشكل يتحدى حتى الخبراء والمختصين في هذا المجال. كان الرجل ذا ثقافة واسعة وصلابة نفسية عالية، يحترم الرأي والرأي الآخر، كريماً وصاحب سلوك نبيل، عميق التدين حريصاً على أوراده اليومية ولا يقدم عليها أي عمل مهما كان، يدعم كل من يرعى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. استُشهد الرّجل مع رفيقَين له، وهو يحمل بندقيته وجَعبته، ناضل حتى آخر لحظة من حياته ولم يُقتل بين المدنيين، أو في أماكن إيواء النازحين، ولم يكن محتمياً بالأسرى الإسرائيليين، كان في تلّ السلطان برفح لا في دير البلح ولا في خان يونس، لقد كان فوق الأرض، بعتاده، في ساحة القتال، ليضيّع على العدو الصهيوني فرصة أسره وإذلاله ونسج صورة كاذبة تشوه لحظة استشهاده المشرّفة، فجاءت الصورة التي نشرها جنود الاحتلال بغرض التفاخر والاستعراض لتثبت بسالة ونبل وشجاعة المقاتل البطل أمام العالم.. فهكذا يموت الأبطال يا سنوار. أصبح السنوار مثالاً يحتذى به لأجيال قادمة، وإن رحل سنوار فإن كل فلسطيني مشروع سنوار، وأرض فلسطين حبلى دائماً بالأبطال. @najat.bint.ali

كتارا.. نموذج للسياحة الثقافية

الحي الثقافي كتارا مشروع ثقافي رائد، يجسد الهوية القطرية ويبرز التراث، فهو فضاء للتبادل الثقافي وللحوار الإنساني، حيث يحتضن فعاليات ويقدم مفهومًا ثقافيًّا يعزز التفاهم والتقارب بين شعوب العالم. هذه المنارة الثقافية تعكس إيمان قطر...

سلام عليك يا غزة

بعد دخول حرب إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة عامها الثالث، نجح الوسطاء في التوصل لاتفاق لوقف الحرب، ونأمل أن تلتزم به إسرائيل التي لا تعرف إلا المراوغة والخداع.. كما نأمل أن يعم السلام ويعيش أهل...

هويتنا سر وجودنا

الهوية حجر الزاوية لبناء وتطور المجتمعات، اجتماعيًّا، وسياسيًّا، وحضاريًّا، وبها يتميز كل مجتمع عن غيره، وتواجه تحديات متعددة تحتاج جهودًا مكثفة من جانب الأسرة وكل مؤسسات المجتمع للحفاظ عليها وترسيخها. الهوية الوطنية مفهوم نشأ في...

الضمير الإنساني ينتفض

قصف إسرائيل للدوحة، في التاسع من سبتمبر الجاري، لم يكن مجرد استهداف لدولة بعينها، بل اعتداء على النظام الدولي برمته، وأن أي دولة صغيرة كانت أو كبيرة قد تكون الهدف القادم إذا لم يتم التصدي...

التسرّع.. ندم وخسران

في ظل السرعة التي يتسم بها هذا العصر، أصبح التسرّع أسلوب الكثيرين في تعاملاتهم الحياتية، واتخاذ القرارات دون دراسة، رغبة في الإنجاز السريع للمهام دون مراعاة الإتقان في النتائج، مهملين التريث وتحكيم العقل، وفي أغلب...

كفى شجبًا وإدانة

خداع وخسة وخيانة الصهاينة مشهودة على مر التاريخ ولم ولن تتوقف، ويعتقدون أن بقاءهم قائم على محو الفلسطينيين والعرب وبناء دولتهم المزعومة، وإن أمكن إبادة غيرهم من البشر جميعًا، فلا يرون أنفسهم إلا الشعب المختار....

العطاء.. دنيا ودين

العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...

طلابنا.. عودًا حميدًا

اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...

المجاعة.. و«الفيتو»

يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...

فخ الاتجار بالبشر

الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...

لنتسامحْ ونسمُ بالإنسانية

التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما...

راحة البال.. كنز ثمين

راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...