توهجت بسماء العرب نجمة اسمها شيرين

توهجت شيرين نجمة بسماء الصمود كما عاهدناهم أبناء الأحرار من هم نقشوا حب الوطن داخل قلوبهم ومن تحجروا من أجل قضيتهم ومن يؤمنون بحق الفلسطيني بأرضه ووطنه ومن يدافعون بالروح والمال والنفس. ومن يجاهدون بأنفسهم وكلمتهم ومواقفهم. كنجمة السماء الساطعة شيرين. من دافعت حتى الممات عن فلسطين، من زهدت الدنيا الصاخبة وظلت ببلدها وأرضها، من كانت تستطيع أن تعيش في أي مدينة هادئة جميلة بها من الرفاهية ولكنها عاشت بفلسطين. من كانت تدفع بأموالها للفقراء، من كانت تطعم جرحى الفلسطينيين، من كانت تؤمن حياة لذوي الاحتياجات الخاصة، من كانت تؤمن بالقضية حتى النخاع، من رابطت مع المقدسيين برمضان، من صورت مشاهد تحزننا وتدمي قلوبنا، من دفعت روحها فقط لنشاهد ما يواجهه الفلسطينيون من قسوة المعتدي الظالم من المغتصبين الاسرائيليين المتوحشين الذين سلبوا كل حق للطفل قبل الشيخ الكبير، من حرموا الحياة لشعب على أرضه حتى كلماتي تتوه عند ظلمهم ولا استطيع أن أكتب عن جرائمهم في حق الانسانية التي لا ينتمون لها هؤلاء الصهاينة. كعادتي لن أقتنع بأن الموت يغيب الإنسان، هو فقط يأخذ الجسد إلى حيث يوارى الثرى فيصير بيننا حاضراً بذكره وسيرته وروحه التي تسود المكان. سأترك الحزن جانباً عليها حتى لا أفسد لحظات الفخر والنشوة والعزة كونها امرأة أنجزت ما عجز عنه العديد من الرجال. وحين شاهدت جموع من خرجوا لتشييع شيرين أبو عاقلة، حيث ستنام في سلام ومأمن من غدر من أطلقوا رصاص الخيانة تجاهها، ومن لم يحسبوا حسابا لبشاعة فعلتهم وقوتها في توحيد شعب فلسطين بكل طوائفه وبكل دياناته ففي لحظة واحدة كان يصدح صوت الأذان بكل فلسطين وتدق أجراس الكنيسة في كل مكان. هنيئاً لك هذه الجنازة وهذا ما كنت تتمنين توحيد الفلسطينيين لينتبهوا لقضيتهم وليس لجماعة وفئة دون أخرى. وان حكينا من المتزعم للموقف والسيد بشموخه وعظمته ومن المجرم المرتعد بخسته وسيئات أعماله ودافن رأسه بالحضيض نعم ايها اليهود المغتصبون ذوقوا حلاوة نصرنا. شيرين نحن خجلون من أنفسنا لعظم ما قدمته ومن مواقفنا الضئيلة منك ومن الشهداء والأحرار ومن شباب وأطفال من قدمتم أرواحكم مجداً وخلوداً وتضحية. كيف سيكون تقديرنا وسامحينا على اختلافنا في تسميتك شهيدة وفي حق من لا يرغب بالترحم عليك لا تلومينا فقد زعزعت عقيدتنا تستحقين لقب شهيدة. نعم شهيدة حق شهيدة كلمة شهيدة موقف شهيدة مواجهة شهيدة شجاعة شهيدة اندفاع شهيدة لا تهاب الموت وأصوات المدافع شهيدة اغتيلت بدماء باردة وبجبن من عدو غادر يقتل الصحفيون والاعلاميون، اين انتم يا اصحاب الحق من موت الصحفيين هل يا ترى جنسيتها الامريكية هنا تساعدها؟ هل سنرى المدافعين عن حقوق الانسان يتحدثون وينطقون. سلاماً ووداعاً على روحك الطاهرة ولكل ما بذلته وما كافحت لأجله وكل ما حاولت إثباته بعدستك وبكلماتك وبصوتك وبكل شيء. ومن أجل إيقاظ أمة ارتضى حكامها بالهوان أمام عدو غادر وجبان. لن ننساك وستظلين نجمة مضيئة توجت وهجاً في سماء العرب، وستكونين كالمدفع الرشاش على رؤوس الجبناء والعدو المغتصب.