


عدد المقالات 395
تُعرَّف الاستهلاكية بأنها نمطٌ اجتماعي- اقتصادي يركّز على الشراء بوصفه وسيلة للرفاه وإثبات الذات، أكثر من كونه تلبيةً لحاجة. وهي ليست مجرّد فعلٍ تجاري، بل منظومة قيمية تحوّل الإنسان من كائنٍ منتِج واعٍ إلى مستهلك دائم، تُقاس قيمته بما يقتنيه لا بما يساهم به في مجتمعه.الخطورة تكمن في أن الاستهلاكية لا تنشأ فجأة؛ بل تتشكّل تدريجيًا عبر الإعلانات والتأثيرات الاجتماعية، وضغوط المقارنة، وتسليع الأحلام والنجاح. فحين تتحول الرغبات إلى حاجات، يصبح الإنسان في حالة سعي مستمر، يلهث خلف آخر صيحة وآخر جهاز وآخر موضة، ليكتشف أنه رغم الامتلاء من الأشياء، يشعر بالفراغ في المعنى.وتتجلّى الاستهلاكية في مظاهر عدة، الرغبة في الامتلاك أكثر من الحاجة الفعلية، التفاخر بالمشتريات بدل الخبرات والمعرفة، استبدال الأشياء لمجرد وجود “جديد”، اعتبار الهدايا الباهظة معيارًا للحب الاجتماعي. وهذه الممارسات تُحدث آثارًا تتجاوز الفرد إلى المجتمع والاقتصاد مثل تضخّم الديون وقلة الادخار، هدر الموارد الطبيعية، تراجع روح الإنتاج والإبداع، اختلال ميزان القيم وتقدير الإنسان. وهو ما نوّه إليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى في مجلس الشورى، حين دعا إلى تعزيز الوعي وتحمُّل المسؤولية الفردية في بناء اقتصاد متين، وإلى الانتقال من الاستهلاك المظهري إلى المشاركة الواعية في التنمية. لعل السؤال المهم ونحن أمام مهمة وطنية، كيف نواجه الاستهلاكية؟ وأهم مرحلة في هذه المهمة، مرحلة بناء الوعي بالتمييز بين الحاجة عن الرغبة ولنطرح على أنفسنا قبل الشراء: هل أحتاجه أم أرغب به فقط؟ ومن المهم الوعي بالإعلانات وتفكيك الخطاب الإعلاني فمعظم الإعلانات تبيع صورة للذات، لا سلعة. إدراكنا لذلك يحمينا من الانزلاق في الاستهلاكية، ثم الاقتصاد الرشيد، من خلال التخطيط المالي: وضع ميزانية شهرية تُحدّد أولويات الإنفاق مع الادخار المنتظم، ولو بنسبة بسيطة، لتعزيز الأمن المالي والاستثمار في المعرفة، فهي أصلٌ يزداد ولا يفنى. ومن المهم إعادة تعريف الرفاه، فالرفاه ليس وفرة الأشياء، بل جودة الحياة. ويمكن الوعي بذلك من خلال التجارب والعلاقات والصحة وحسن استثمار الوقت كل ذلك مصادر قيمة أكثر من أي سلعة. @maryamhamadi
أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...