عدد المقالات 115
قطع النظام لسان الشاعر واجتز حنجرته، ليس لأنه أقوى من الدبابة والسلاح والعسكر والجند، وليس لأن لديه قدرة على مقاومة السجن والاعتقال بالشعر والأبيات والقصيدة، وليس لأن الوزن والقافية تستطيع أن تغتال الجنود وتعيد الحق. بل كل هذا لأن لسان الشاعر وصوته كان يقلق النظام أولاً، ثم يثير الناس ثانياً، وأخيراً صار الشعر وقود الناس في الشارع، فصار يقول لهم الحقيقة ويهيج الأنفس بل إنه أحياناً يدفعها للموت من أجل أهدافها النبيلة، الشاعر والشعر رغم أنهما وقفا مع الأنظمة والاستبداد كثيراً فإنه ومع موجة الثورات العربية صار الشعر غصة كالثورة نفسها في أنفس الطغاة بل أوصلهم إلى أقصى توترهم عندما بلغ في حد قطع اللسان والأعناق احتجاجاً على الكلام، وفي الوقت الذي ينبغي أن يرد على حجج اللسان باللسان، فإن الطغاة لا يفعلون هذا بل بالنار والحديد. إن محاولات النظام السوري إسكات الشعراء والمتحدثين بالقتل والتعذيب كما حصل مع إبراهيم قاشوش الذي وجد مذبوحاً بطريقة وحشية في نهر العاصي، يجعلنا نتساءل أيضاً إذا كان هذا نصيب شاعر فماذا سيكون نصيب المحتجين سلمياً في ساحات درعا وحلب وحماة ودمشق؟ الشاعر تكلم وكان الرد عليه جاهزاً أن يُلقى في نهر العاصي مقتولاً مع رسالة بتر حنجرته، فهل ما زالت لدى هؤلاء نفس اللغة ونفس الفكرة ونفس النمط التفكيري القديم وهو مقاومة أي مطالبات مشروعة بالسلاح والاعتقال والوحشية والقتل والإبادة. إن بلبل الثورة السورية والناطق باسمها شعراً وأهازيج "إبراهيم قاشوش" اختار الطريق الأكثر عنفاً على الطغاة الأقل عنفاً على أبناء شعبه فاختار أن يموت شهيداً بدلاً من أن يعيش بالذل، مات من أجل أن يتحرر شعبه وليتذوق الكرامة التي سحقها النظام البعثي على مدى أربعة عقود، مات وقد وضع على جداول الماء صفحات جديدة لتاريخ مبتسم كابتسامة الموت، تحت عنوان: "يله ارحل يا بشار" الجملة الخالدة في نفوس كل الشرفاء. إن الشعوب شاهدة، والحياة مليئة بصفحات التاريخ، والتاريخ لا ينسى ولا يرحم، وللأموات أطفال غداً سيكبرون. ولولا أن الأحياء أموات لما ثاروا على الظلم فاستوى لديهم الموت وهم أحياء، أما المطبلون للأنظمة فسيخسرون كل شيء. والمشكلة الحقيقية أن الطاغي لا يتعلم من تونس والقاهرة، ولا يعلم أو أنه قد يتجاهل أن للشعوب حقاً في المال والحياة الكريمة، وأن قطع الألسنة والرقاب واقتلاع الحناجر ليس سوى طريقة عقيمة، وإن كان يعتقد أنها فعالة الآن فليتذكر أنها لم تنفع من قبله، وحتى لو طالت عشرات السنين فإن الشعوب ستأخذ حقها ولو بعد حين. لماذا يريدون إسكات القصيد؟ ولماذا هم وراء الشعراء؟ ولماذا يشعرون أن معهم قضية مع المشاعر، لأن لها مفعول السحر في الناس، والناس قد تموت بسبب قصيدة تقلق الظالم وترفع معنويات المظلوم وتعيد الحق لأصحابه وتجعل الحياة أكثر صخباً وجنوناً من قبل!
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...