عدد المقالات 87
سابقاً كان مكتوباً بالطباشير على لوح الصف وقتَ الاختبارات وفي ساحة الدخول للمدرسة الحديث الشريف «مَن غشّنا فليس منا». عندما كان الغش وصمة عار، ونشاطا مرتبطا بأولئك الطلبة الكسالى، كان يعتمده ويمارسه بعض الطلبة الكسالى وشريحة هامشية لا يُتوقّع لها مستقبل باهر. وكان من يقوم به سابقاً بوسائلهم المتواضعة مثل «البراشيم» والكتابة على اليد والرجل حريصين على إبقائه ضمن دوائرهم الخاصة درءًا للفضيحة. ولكن يُكرّر الحديث الشريف ذاته على الطلبة اليوم، ولا يثير رهبة كبيرة فيهم ولا يعرفونه أساسا على أنه حديث شريف! بل صار العكس صحيحا، مَن لا يغش، «فليس منا» مَن لا يغش شخص غريب وجبان. نعم، صار الغش بطولة ومَفخرة، وسببا للاندماج في مجتمع اللامبالاة ووسيلة مرئية للتفوق وسهولة في الحلول بغير تعب ولا بذل مجهود.. ولذلك نرى العجب في وسائل وطرق الغش بل ويبرر العديد منا ويحاجون أهالي الطلبة أحيانا..»هذه مساعدة»، «هذا تعاون»، «الكل يفعل هذا». لذلك نقول هذا الزمن كل شيء مقلوب وكحيلةِ المرابين الذين نقل القرآن الكريم تسويغاتهم (إنما البيع مثل الربا) لنرى معاً التطور والانقلاب بالمفاهيم والعقول والأفكار.. مثلاً إعلاء الغش لم يحدث فجأة بل هو نتاج فلسفة تعليمية واقعية نعيشها حيث ترى الطالب لديه قرص تخزين يحتفظ بالمعلومات دون وعي أو ابتكار، فلسفة لا تستثمر في بناء المهارات وقدرات التفكير، وتنشئ الطالب بهذه الطريقة اللاإنسانية تجعله لا يرى التعليم إلا بمنظور حسابي وهدفه فقط الشهادة الجامعية والمنصب وكل في سبيل ذلك متاح وأمر مشروع من تفننٌ في تطويع التقنية بغرض الغش، شراء الواجبات والبحوث المدرسية، تسريب للاختبارات وبيعها.. وثم زاد الطين بلة مع التحول إلى التعليم عن بُعد أثناء الجائحة، مما تطورت معه الاساليب الجديدة للغش، وصرنا نسمع عن الأهل وهم مَن يغشّشون أبناءهم بأنفسهم. هل مشكلتنا فقط بالطلبة لا الغش اصبح سمة في العديد من أمور الحياة في السوق وفي العمل وفي الحياة. باختصار … هل المشكلة فقط في كون الغش يخرّج طلبة بمعارف ضحلة ومهارات متهافتة، فالمعلومات تُنسى والمهارات تتقادم.. لا الواقع المشكلة أنه يخرّج جيلا يعتنق منظومة قيم لا ترى غضاضة في الغش، بل تعدّه بطولة. منظومة مثل هذه قادرة على ابتلائنا بجيل يستحلّ الفساد -بكل ضروبه- ويراه أسلوب حياة. هذا جيل سيرث الأرض من بعدنا، فكيف ستكون الأرض وكيف سيكون الوطن نحتاج وقفة في عودتنا للقيم والمبادئ.. الغش ملّة واحدة بمختلف صفاتها وتبعاتها، مَن يَغش سيُغش. وسيتصدع بيته الذي يبنيه مهندس تحصّل على شهادته بمعونة الغش، وسيأتيه طبيب نجح بالغش فيُفقده عزيزا، وسيأكل طعاما فاسدا يتاجر به غشّاش، وسيدفع أثمانا باهظة لبضاعة مزيفة، ولن يجد من ينصفه لأن الغش سيكون الأصل، والفساد سيد الموقف، وما عداهما استثناء هكذا ستدور الدوائر.. بين عصر «البراشيم» وعصر «السمّاعات» زمن ليس بطويل، لكن بينهما هوّة قيميّة سحيقة. هوّة سنعلم أنها رُدمت حينما يخجل الغشاش من فَعلته ويتوارى منها. ولن يحدث هذا إلا بمنظومة عقابية جادّة تَزَعُ أمن المسؤولين ومنظومة أخرى تؤمن أن التعليم استثمار في بناء العقول وأن بناء الإنسان على قيم وأسس الدين والسلوك القويم أساس الدول الحديثة وهو الاستثمار الطويل الأجل للتقدم والحضارة.
في مرحلةٍ ما من الحياة، وخصوصًا عند مفترقات عمرية حسّاسة، يتشوش العقل ويضيع الاتجاه. نحتار، لا نعرف ما نريد، ولا لماذا نشعر بكل هذا الاختناق. نختنق من الزحام، من الناس، من الوجوه المتكررة، من الفضوليين...
مَن فهم وتمعن في حقيقة يوم عاشوراء، ستصغر في عينه كل الهموم والأحزان مهما عظمت واشتدت حلقاتها.. نعم ليس من العجب من قول موسى عليه السلام: «إن معي ربي سيهدين»، بل العجب من قوله: «كلا»....
ليس هناك ما يدعو للقلق، كونها مجرد عوائق لبعض الوقت سيمضي بلا شك.. فنحن من خُلقنا من رحم الصلابة، أقبلنا على الحياة ونحن خائفون نرتعد.. لم نكن يومًا ذوي ثبات، فمهما أرهقتنا الدُّنيا وأتعبتنا دروبها،...
بين الدموع على من فقدوا وعلى الضحايا الذين ارتقوا وعلى المجازر والأرض المغطاة بالدماء والأشلاء.. هذه غزة الجميلة الحزينة. أهلنا في غزة وبعد ثمانية أشهر من الحرب المدمرة، وكيف أنهم قضوا العيد وسط ركام وحطام...
ليلة من عمري انتظرتها بحر الشوق احتريتها وبأحلامي نسجتها وفي داخلي احتويتها ليلة كنت اظنها بعيدة وها هي قريبة ليلة من الفرح استشعر بحلاوتها وبمذاقها وبعذوبتها.. ليلة طالما تعبت وسهرت وعانيت لأصل إليها ليلة ألبستني...
هل حزمت أمتعتنا واستعددنا للسفر وجهزنا كل لوازمنا؟ وهل تجهزنا لرحلة معينة أو لقاء خاص.. ولكن موضوعنا هذا والسفر له واللقاء.. يأتي بغتة دون استعداد ودون موعد ودون استئذان!! فجاءة! ترى هل أفاجئُكَ بسؤالٍ؟ هل...
في عبق الحياة.. نحن البشر يكمن عالم كامل متكامل من شتى المشاعر، تتناغم فيه الأحزان بالأفراح، وتمتزج السعادة وتتعانق مع الألم - لذلك هي رحلة مليئة بالتجارب والمحطات المختلفة، تجعلنا نتذوق طعم الحياة بكل ما...
عن عائشة رضي الله عنها: أَن النبيَّ ﷺ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ) رواه مسلم. فطريق السعادة والحياة الهانئة.. والوصول...
الكويت عز وفخر، الكويت مواقف الكويت سلام وأمان، الكويت استقرار، الكويت علاقة، الكويت جارة، الكويت أخت رجال، الكويت شموخ ورفعة وسمو وتضحيات. هاذي هي الكويت باختصار.. هذا هو ذا الكويتي. عندما تتحدث عنها أو تحاول...
قصص تدار وحكاوي هنا وهناك والأبطال من كل حدب وصوب، أينما تلتفت تستمع وأينما التفت ترى وتستغرب! وللأسف أغلب الناس تكون أحكامها على الآخرين من منطلق وجهات نظر وآراء تنسجها عقولهم، من هنا نقول إذا...
اليوم رحلتنا خاصة مع دولة عظيمة تخلصت من العنصرية ومن احتلال غادر ظالم وتعرف فعليا معنى الاحتلال وتعرف خباياه .. وقد يستغرب الكثير بأن تتصدى حكومة جنوب إفريقيا لجريمة الإبادة الجماعية الهلوكوست الممنهج الذي ترتكبه...
جميعاً مررنا بألم الفقد، اجترحنا مرارته ولكن هيهات أن نكون بربع ولو بذرة مما يتجرعه أخواننا الفلسطينيون.. وخاصة الصحفيين.. الذين يودعون موتاهم وبعدها يعودون وينقلون الحدث بمراراته وقسوته.. وبواقع مستمر من عدوان لا نجد مسمى...