لقاء مع مسؤولات الولادة

تتفاوت ردود الفعل لدى المسؤولين أو من تُوكل إليهم مهام التعامل مع الصحافة بين متفهم ودود واسع الأفق، ومدافع متحفز جامد التعاطي، وما يتدرّج بين النوعين من مختلف أطياف ردود الفعل ونوعيات التعامل مع ما يكتب حول الجهات التابعة له. المقال قبل السابق «طوارئ الولادة.. وإهدار القيم» أثار استغراب المسؤولين في مستشفى النساء والولادة لما ورد فيه من معلومات، وفي اللقاء الذي قامت بترتيبه إدارة الإعلام بالمستشفى واجتمعت فيه بكل من الدكتورة حليمة التميمي رئيسة قسم النساء والولادة والدكتورة هدى صالح استشاري النساء والولادة والسيدة شيخة الدوسري مساعدة مدير تنفيذي للخدمات المتنقلة، استبنت شعورهم بعدم الرضا، والاستغراب معاً مما ذُكر، فمستشفى النساء والولادة لا يسمح بحدوث مثل هذه التجاوزات، ولكن متى انتظرت التجاوزات السماح والإذن لها لتحصل؟! إحدى الطبيبات جاهدت لنفي إمكانية حدوث تجاوز من نوع دخول عامل رجل للتنظيف في غرفة التلفزيون، وجوابي كان أنه حتى في منزل المرء.. في أبنائه.. في حياته الخاصة حيث لا يتوقع حصول الأخطاء.. تحصل، فكيف بمستشفى يحوي ما يحوي من خليط في الجنسيات والأعراق والطباع والمفاهيم، وتتعدد فيه الوظائف والمهام والتبعات، وعموماً تم تزويد المستشفى برقم المريضة المحتفظة بكامل معلوماتها.. لا أمر عصي على الحدوث في كل جوانب ومناحي الحياة ولا يوجد صك استثناء خاص لمستشفى النساء والولادة ولا لغيره بهذا الشأن، ما يهم في هذا الصدد ليس إثبات جهة الخطأ وإنما البدء بالتعامل مع الخلل وتفعيل الحلول. مستشفى النساء والولادة صرْح له سمعته ومكانته، ورغم ارتباطه بمستشفى حمد العام تحت غطاء مؤسسة واحدة إلا أنه من الإجحاف عقد مقارنة بين الاثنين إذ ستحسم سريعاً لصالح الولادة، لذا لا نود حدوث ما يشرخ هذا التقدم والتميز. وفي الحقيقة الدكتورة حليمة التميمي كفاءة طبية قطرية نفخر ويفخر بها مستشفى النساء والولادة في قطر، وبالتعامل معها خلال اللقاء المذكور لمست إضافة لمهاراتها الطبية شخصية مريحة جداً منفتحة الأفق متفهمة لدور الصحافة ومرنة في التعامل. تحصلت في هذا اللقاء على معلومات إحصائية تخص حجم التردد على مستشفى الولادة خلال السنوات الماضية، ففي عام 2007 كان عدد المتعاملات مع المستشفى 66.744 مريضة، وفي عام 2008 أصبح 67.472 مريضة، وفي عام 2010 أصبح 51.937 مريضة، وفي عام 2011 أصبح 62.566 مريضة، لاحظوا أن في عام 2007 و2008 كانت إحصائية المريضات أكبر من 2010 و2011، يعود ذلك لافتتاح مستشفيات أخرى كما أن للخاص نصيباً من ذلك، أما في التباين الواضح ما بين إحصائية 2010 وإحصائية 2011 فأعتقد -على سبيل الاعتقاد لا الجزم- أن في ذلك إشارة لحجم الكثافة السكانية الوافدة خلال عام واحد، ولا أرجح كونه إشارة لحجم النزوح من الخاص إلى العام!! كان لقاء مفيداً ومثمراً أشكر إدارة الإعلام بالمستشفى على ترتيبه، وأشكر الطبيبتين الفاضلتين والأخت شيخة الدوسري على سعة صدورهن واهتمامهن بما ورد في المقال، ونتمنى المزيد من الخدمات الناجحة والمتميزة والمزيد من السعي لتلافي القصور. http://sehla-alsaad.blogspot.com/