عدد المقالات 84
ترددتُ كثيراً قبل كتابة مقالتي هذه، ولكن أعلم أن هناك من ينتظرها كل ثلاثاء على أحرّ من الجمر، لذلك وتعاطفاً وتفاعلاً معهم قررت أن أكتب، رغم أنه ربما قد يكون هنالك من لا يدري أصلاً أن لديّ زاوية أسبوعية في صحيفة العرب. ولكن بعد أخذ ورد بين قلبي وقلمي، كانت الغلبة في النهاية لهذا الأخير، وقررت أن أكتب فلربما أحسست بأنّ هذه الزاوية باتت متنفساً لي، ولكنه في الوقت ذاته قد يهم شريحة من المجتمع الذي أعتبر نفسي جزءاً منه، يُفرحني فرحه، ويحزنني حزنه، ويقلقني ما يقلقه، وهي مشاعر يتقاسمها أهل قطر. ومع ذلك، أعتقد أن هنالك دوماً حدوداً للتعبير عما يسود في المجتمع من مواضيع وتفاعلات، وأنّ ثمة ضرورة أخلاقية وعلمية لعدم الخوض في ما نعلم وما لا نعلم، أو بمعنى أصح حتى لا نصبح «سيّد أبو العرّيف». نعم، هو أقرب وصف يمكن أن ينطبق على كثير مما يحدث حالياً، فتجد «أبو العرّيف» متضلعاً .. مضطلعاً بكل شيء، تارة يلبس ثوب المحامي فـ «يُتحفك» بفصول وأحكام، وطوراً يتقمص عباءة السياسي ليستعرض عضلاته التحليلية المنتفخة بالبالونات المثقوبة من العموميات والقوالب الجاهزة، أو يرتدي قُبّعة الرياضي فـ «يُبهرك» بمراوغاته وصولاته وجولاته بين خطط 4-4-2 و3-5-2، رغم أنه قد يجد نفسه أحياناً كثيرة «في التسلل»، بل قد يفاجئك فتراه يُمسك محفظة الاقتصادي ويطرق أجراس البورصة، ولا تستغرب إن وجدته يلبس زي الطبيب ويُحدِّثك عن قصص الفيروسات وعجائب الأمصال والتطعيمات. لا تمر شاردة أو واردة دون أن يُبدي «أبو العرّيف» رأيه حتى وإن كان لا يمت للصواب بصلة، حتى بات متصدر المشهد الحالي، وقد ساعدته وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى مبتغاه، غايته في ذلك كله هو ذكر اسمه وتداول تغريداته وفيديوهاته. عزيزي «أبو العرّيف»، اعلم أن نجوميتك لن تلمع بكثرة تداولك للأخبار أو تحليلاتك التي تعتقد أن الحياة ستتوقف من دونها، ولكن ستسطع بمصداقيتك وتحَرِّيكَ الدقة فيما تنقل، وألاّ تستبق الأحداث فتكون مصدراً لأخبار تضر بمجتمعك بدل أن تفيده، فهناك جهات رسمية معنية بذلك. قبل الختام: كثرت في الآونة الأخيرة شخصية «أبو العريف»، فتجده يستبق الحدث لنشر خبر ما، أو يحشر أنفه في كل مسألة، وينشر رؤوس أقلام، منتظراً إما أن تصيب ويتصدر المشهد، أو تخيب وحينها يُلحق الخبر بتعقيب جديد للخروج من ورطة الإحراج واستصغار نفسه. لحظة: جميل أن يكون الإنسان مُلِمّاً بأشياء كثيرة، فثمة بيننا من يُبهرك حقاً بدرايته الواسعة بمختلف المجالات، ومع ذلك تجدهم أكثر الناس تواضعاً في العلم والأخلاق. أما إذا كان الخوض في الأشياء لمجرد الخوض، فحينها يكون السكوت ذهباً، لأنّ أسوأ مصائب الجهل هو أن يجهل الجاهل أنه جاهل. وكما يُقال: «قُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَة، حَفِظْتَ شَيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ». وفي الأول والأخير، ضَع نصب عينيك دائماً قول الله عز وجل: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا).
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...