عدد المقالات 194
تقول الحكاية: كان أحد حكماء الهندوس في زيارة لنهر «جانجز» للاستحمام، عندما رأى على ضفته مجموعة أفراد يتصارخون في غضب. التفت مبتسماً لتلامذته وتساءل «لماذا ترتفع أصوات الناس عند الغضب؟». فكر تلامذته لبرهة، ثم أجابه أحدهم «لأننا عندما نفقد هدوءنا، تعلو أصواتنا». رد عليه الحكيم متسائلاً «ولكن لما عليك أن تصرخ في حين أن الشخص الآخر بجانبك تماماً؟ يمكنك أن تخبره ما تريد بطريقة أفضل». أعطى بعض تلامذته إجابات أخرى، لكن أحداً منهم لم يقنع أياً من الباقين. وأخيرا أوضح الحكيم «عندما يغضب شخصان من بعضهما البعض، يتباعد قلباهما كثيراً، وحتى يستطيعا تغطية كل تلك المسافة ليسمع كل منهما الآخر، عليهما أن يرفعا من صوتيهما. كلما تزايد غضبهما أكثر فأكثر، كلما احتاجا أن يرفعا صوتيهما أعلى فأعلى، ليغطيا تلك المسافة العظيمة. ما الذي يحدث عندما يحب شخصان بعضهما البعض؟ هما لا يصرخان في وجه بعضهما، بل يتحدثان في رقة، ذلك لأن قلبيهما قريبان جدا من بعضهما، تلك المسافة بينهما صغيرة جداً أو حتى غير موجودة». ثم تابع «عندما يحبان بعضهما البعض أكثر، ما الذي يحدث؟ هما يتهامسان حينها، فلقد اقتربا أكثر وأكثر. في النهاية، لن يكون هناك حاجة للحديث بينهما، فقط ينظران لبعضهما البعض، هذا كل شيء. هذا هو مقدار القرب الذي قد يصل إليه شخصان محبان». نظر الحكيم إلى تلامذته وقال «لذا عندما تختلفون على أمر ما، عندما تتناقشون أو تتجادلون، لا تدعوا لقلوبكم أن تتباعد، لا تتفوهوا بكلمات قد تبعدكم عن بعضكم البعض أكثر، وإلا فإنه سيأتي ذلك اليوم الذي تتسع فيه تلك المسافة بينكم إلى الدرجة التي لن تستطيعوا بعدها أن تجدوا طريقاً للعودة». أعجبتني القصة والاستنتاج من الحكيم الرومانسي ولكن لو كنت ممن طُرح عليهم السؤال لكانت إجابتي: ترتفع أصواتنا تبعا لتوتراتنا وحالاتنا النفسية فلو كنا متضايقين ولو من شخص آخر غير الواقف أمامنا فسترتفع أصواتنا صراخا ونحن نتحدث لأنها تعكس ما بداخلنا نحن وتعبر عما نعانيه نحن لا الشخص الواقف أمامنا.. وإن كانت أمورنا سعيدة ومنضبطة فسنتحدث بهدوء حتى مع الشخص المرتكب عملا لا نقبله لأن الصراخ متعلق بنا لا به.. المرجع لعلو أو خفوت أصواتنا ومرد هدوئها أو ارتفاعها هو أنفسنا التعسة أو السعيدة، القلقة أو المرتاحة بغض النظر عمن علت أصواتنا عليه فكم من مسكين أُفرغ عليه جام غضب لا يعنيه وليس له من وزره شيء.. فاتت الحكيم هذه؛ أو لم تفته ولكنهم لا يملكون نماذج مشابهة لهذه الحالات من الغضب البشري ربما.. ولكن فاته بالتأكيد أن الناس في أوقات السعادة والفرح أيضا يرفعون أصواتهم، هاتوا الحكيم نريد أن نسأله عن تفسيره للصراخ في أوقات الفرح بعد أن راقنا تفسيره للصراخ في وقت الغضب.. أياً كان قصة واستنتاج رائعين.. والخلاصة.. لا ترفعوا أصواتكم عند الغضب وتناقشوا بهدوء وحكموا عقولكم، أما في الفرح فشيء راجع لكم دعوا أصواتكم تصل آخر الشارع أو للضفة الأخرى عند الحكيم.. وكل عام وأنتم جميعا بخير وصحة وسعادة، وسفرا سعيدا آمنا للمسافرين.
أن تكون أباً أمر في منتهى الروعة.. أمر عظيم ولكن انتبه فهو تكليف عظيم أيضاً. فهناك من الآباء من يعتقد أن دوره الأبوي يقف عند حدود التكوين البيولوجي، ثم تتولى الأم بعد ذلك جميع الأمور....
إذا كان الجميع يستنكر جلوس الفتيات بكامل زينتهن في القهاوي -الضيّقة والمزدحمة بالشباب بالذات- وملاصقة الطاولة للطاولة والكرسي للكرسي في منظر غريب وكأنهم جميعاً شركاء نفس الجلسة!! إذا كان الناس يلحظون ذلك ويستغربونه بل ويستنكرونه،...
فوق الركبة من أسفل وبلا أكمام أو أعلى صدر من أعلى!! في التجمعات النسائية والاحتفالات التي بدأت تنشر شيئاً فشيئاً!! أينتمي هذا العري الفج للدين أو الأخلاق أو المجتمع؟!! فمن أين تسلل؟! إنما هي (خطوات)...
إذا كان يهمك -عزيزي القارئ- أن نبقى على ما نحن عليه من نعم، وألا تزول ونصبح كدول كانت رموزاً في الغنى والملك، ثم هوت وتدهورت، فاقرأ هذه السطور، ثم اتعظ كي لا نكون مثلهم. قال...
عندما حُجر الناس في منازلهم في شهر مارس الماضي تغنوا وترنموا بفضائل ودروس الحجر المنزلي، وكيف أنه أرجعهم لبعضهم، وأعاد جمع شتات الأسر وعمّر المنازل بأهلها، بعد أن كانوا في لهو من الحياة، وأخذوا يتفكّرون...
من الأحق والأولى بالالتفات إليه وصون حقوقه وصياغة القوانين تلو القوانين له؟ العمالة أم المتقاعدون؟!! العمالة أم أصحاب العمل؟!! يقال: «لكل مشكلة حل»، ولكن في كل حل مشكلة! والعمالة التي هي في أصلها صنف من...
بقدر ما تصلح البيوت بصلاح الأمهات بقدر ما تصلح بصلاح الآباء، ومكان الرجل في البيت لا يعوّض بأحد ولا يعوضه أحد. لم يجعل الله له القوامة عبثاً، حاشاه جل وعلا من العبث. أيها الرجل هذا...
هناك من يَحْطب الصحراء في جنح الليل، ويصبح ليبيع حمولة السيارة الواحدة بـ 8000 ريال، وحين يرشد عنه الواعون من المواطنين تعاقبه وزارة البيئة بقانون يغرمه 2000 ريال فقط!!! حتى غرامة تاركي القمامة في مخيمات...
إذا كان لديك كنز ثمين هل تتركه مكشوفاً في العراء لعوامل الطقس المتقلبة، وللمارة من جميع الأصناف؟! أم تضعه في مكان أمين بحيث لا يتعرّض لسرقة أو تلف أو خطر؟ إذا كان كنزك المالي ثميناً...
أنت فعلا مخيّر بين أن تكب مالك فيما لا يسوى ولا ينفع وبين أن تحفظ مالك وتصرفه فيما يسوى وما ينفع . وفي الحالين الفرح قائم والمتعة حاصلة والرقي متحقق والإكرام موجود . ما القصة...
تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الخلاء ولا موطأ قدم لحلال المواطن من الغنم والإبل !! تلك الصحاري الممتدة الفارغة ولا تصاريح للمواطنين بعزب دائمة أو جوالة !! ثم تُفاجأ بالهكتارات المحوطة المسيجة، لمن؟؟!! بل وتفاجأ...
لايهرول الذئب عبثا ولكن النعاج في غفلة. وهي في الواقع ليست نعاجا إنما صقور كاسرة جارحة ولكن ربيت كالنعاج وعوملت كالنعاج فرسخ في وجدانها مع مرور الزمن أنها نعاجاً ، ومايرسخ في الأفئدة تصدقه الجوارح...