عدد المقالات 84
«هلا بالعيد».. ألا تُذكِّركم هذه العبارة بتلك الأغنية القديمة للفنانَيْن القطريين سعد الكواري وأنوار؟ بالمناسبة، لا أدري لماذا أحِن في كل عيد إلى زمن الطيبين ومنه الرسوم المتحركة.. ولكن.. هل كل رسوم متحركة قادرة على أن تحركنا في كل الأزمنة؟!. لربما ارتبطت مشاهد الماضي الجميل بثقافة وذاكرة كثير منا إلا أنها تظل ترتبط بمناسبة عيد الفطر أكثر من أي مناسبة أخرى. ولعلها خصوصية هذا العيد بالذات فهو عيد الزينة الذي يمارس فيه الصغارُ كل طقوس السعادة والتي تنتقل «عدواها» إلى الكبار أيضا الذين يتلذذون بشعور أبنائهم بتلك السعادة فيتقاسم الجميعُ العالمَ ذاته. في سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي لم تكن الخيارات كثيرة فيما يتعلق بأنواع الألعاب والدمى وكذلك حتى في أسماء الشخصيات الكرتونية والرسوم المتحركة ولكنها مع ذلك رسخت بشكل عميق في وجدان كثير منا حتى تحولت إلى جزء من ذاكرته ومُلهما لشخصيته بل وطبعت جزءا كبيرا من روحه وسلوكه الذي عاش معه وبداخله ردحا من الزمن. ولكن.. أليس من باب التعسف أن نجعل من تلك الدمى وشخصيات الكرتون والرسوم المتحركة نمطا واحدا وحيدا لأبنائنا على سبيل المثال للتأثر بها والاقتداء بتفكيرها وتصرفاتها؟! قد يجعل الحنينُ المبالغ فيه لتلك الصور والمشاهد ومِنْ ثَمَّ فرضها على أجيالنا الراهنة، أمرا فيه قمع لهم. وحينها قد نجد أنفسنا من حيث لا نشعر نتعسف عليهم. لا بد أن نعي أن لكل زمن أنماطه الثقافية وأن لكل مرحلة، عقلية تميزها عن غيرها من المراحل وقد تتداخل في ذلك أمور كثيرة يتشابك فيها السياقُ التاريخي مع الظرف الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وحتى النفسي لكل مرحلة زمنية. فلربما تلاحظون أن المقاطع التمثيلية لبعض عمالقة الكوميديا في وقتٍ ما والتي كان مجرد سماع أو مشاهدة جزء منها يجعل الواحد منا يضحك ملء شدقيه بل ويكاد يدخل في نوبة قهقهة وهستيريا ضحك لا يكاد يتخلص منها إلا بشق الأنفس،، هي نفسها تلك المشاهد قد تمر مرور الكرام أمام جيل اليوم ولا تُحرك فيه ساكنا بل قد يتهكم ويسخر منها بدل التفاعل معها! نعم هي كذلك سُنة الحياة. وعلى ذلك النحو ربما أصبحت شخصيتا «بل وسيباستيان» التي سحرت كبيرَنا قبل صغيرنا في الثمانينات، بلا معنى في قناعات واهتمامات أجيالنا المعاصرة. ولربما أصبحت شخصيات جنغر وفولترن وماريو وسنبل والكابتن ماجد وجريندايزر وساندي بيل وهايدي وغيرها. ربما أصبحت اليوم بلا طعم ولا لون ولا رائحة في أزمنتنا الحالية، وحينها قد نجد أنفسنا كحال الطائر الذي يُغَنِّي وجناحُه يَرُدّ عليه. والخوف أن نجد أنفسنا حينها في التسلل ونسبح وحدنا على الرمال، وخارج الشاطئ بعد أن فاتنا القطار وتجاوزتنا الأحداث!. وكل عام وأنتم بخير
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...