عدد المقالات 204
الحقد وما أدراك ما الحقد! بسببه تُرتَكب الجرائم، وبه تُهدَم البيوت والمجتمعات وينتشر الخراب والفتن، وبسببه يستهدف إبليس البشر إلى يوم الدين ليضلهم عن طريق الحق والإيمان، كما أنه تسبب في قتل قابيل هابيل، فالحقد كالنار لا تشبع أبداً، فحين يتملك القلب يرحل كل شيء نقي جميل به، ويتشح بالسواد. الحقد يعني الضغينة والانطواء على البغضاء، وإمساك العداوة في القلب، والتربص، وسوء الظن بالخلائق لأجل العداوة، وطلب الانتقام.. والغضب هو بذرة الحقد، فإن لم يئده الإنسان في مهده فسيستفحل، ويتحول إلى بُغض وحقد يملأ القلب، ثم إلى رغبة في الانتقام. وأسباب الحقد مختلفة ومتعددة، علينا البُعد عنها، فمنها: الظلم، والجشع، والطمع، وعدم الرضا، والمماراة، والمنافسة، والجدال، والخصومة التي توغر الصدور، وتهيج الغضب، فيفرح الشخص بكل بلية لغيره، ويحزن بمسرّته، ويطلق اللسان في عرضه، ومن الأسباب فقدان الشخص ما يتمناه لنفسه وحصوله لغيره، فنجد هذا يحقد على أخيه، وذاك على زميله، وتلك على صديقتها، وأخرى على زميلتها بالعمل.. تعددت الأمثلة وتنوعت لكنها في النهاية نار تأكل الأخضر واليابس، علينا النجاة منها في الدنيا والآخرة. ولكي ننجو من لهيب نار الحقد علينا البُعد عن الغضب وسوء الظن، ونستعيذ بالله من الشيطان، ونرضى بما قسمه الله لنا، ونلتمس العذر للآخرين، ونتهادى ونتصافح ونعفو ونصفح ونتواضع، ونُرضي الحقود بما يطمئنه ويطيب خاطره، ونذكّر النفس بعاقبة الانتقام والتسبب بالضرر للناس من دون وجه حق، والإقلاع عن الغي، وإصلاح النفس. وعن الحقد قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال:»قيل يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قيل صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد». الإنسان يمتلك مشاعر فطرية للتعايش مع غيره، منها ما هو إيجابي كالمحبة، والشفقة، وحب الآخرين، والتعاطف، والتسامح، والرضا.. وغير ذلك مما ينثر السلام والمحبة بين الناس، وبه تُبنى المجتمعات وتزدهر.. ومنها ما هو سلبي كالكره، والحقد، والغضب، والحسد.. إلخ، وتلك هي سوس ينخر في بناء المجتمعات ويتسبب في هدمها... فطهروا نفوسكم، وتسامحوا وتحابوا وتصالحوا مع أنفسكم، طهر الله نفوسنا جميعاً.
العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...
اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...
يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...
الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...
التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما...
راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...
النميمة مفسدة للفرد والمجتمع وبسببها ينتشر الظلم والبغضاء، فهي نشر الكلام والأكاذيب من أجل إشاعة الفساد، والنمّام هو مَن لا يحفظ السر ويقوم بنشره بين النّاس بغاية الشرّ والإفساد، وقد حرّم الإسلام النميمة فقال تعالى:...
بين سندان التجويع ومطرقة آلة القتل الإسرائيلية يعيش الفلسطينيون بقطاع غزة مشهدًا إنسانيًّا مفجعًا، تتجاهله القوى الدولية الكبرى والمجتمع الدولي، بل وتدعم تلك الدول آلة القتل لتُرتَكب أفظع الجرائم في حق الإنسانية عبر التاريخ، وأصبح...
استغلال المناصب أو الوظائف آفة تصيب البعض فيُزيّن له الشيطان أن بيده الأرزاق وتسيير شؤون الخلق، فيظلم هذا ويحابي هذا وفق مصالحه وعلاقاته، دون أن يعبأ بالأمانة التي أُلقيت على عاتقه، ولا يعلم أن أمر...
بيئة العمل إما أن تكون الدافع الأول للإنجاز والنجاح، أو أن تكون مرتعًا للإهمال والتقصير وبالتالي الفشل، وهنا نتناول ما أسميه «سرطان بيئة العمل» وهو الثرثرة والنميمة والقيل والقال، فلا تخلو بيئة عمل من نماذج...
الاستدامة تعني العيش بطرق تحمي كوكبنا، وتدعم حياتنا وحياة الأجيال القادمة، فهي استخدام الموارد بطريقة تلبي احتياجاتنا الحالية دون التأثير على تلبية احتياجات الأجيال القادمة. والاستدامة ذات أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية، وهدفها تحقيق توازن مستدام،...
عصر التكنولوجيا متسارع بشكل مذهل، حتى أنه لو قيل لك قبل عدة سنوات عما تفعله التكنولوجيا الآن لقلت إنه مستحيل الوقوع.. وسيظل التطور ما ظل الإنسان على وجه هذه البسيطة.. ولكن هل يعد التطور التكنولوجي...