alsharq

إيمان الكعبي

عدد المقالات 84

« ريّان حيّ »

08 فبراير 2022 , 12:05ص

رغم أنني في العادة - ولا أعرف السر في ذلك - يكون جدول أعمالي مزدحماً يوم الثلاثاء، وتكون أجندة اجتماعاتي مكتظة، علاوة على أن معظم الأحداث والفعاليات تتم يوم الثلاثاء إلا أنني آثرتُ أن تكون مقالتي في هذا اليوم، ولا أعرف إن كان ذلك من باب الصدفة أم لا. وعلى ذكر الثلاثاء يصادف اليوم، اليوم الرياضي للدولة وبالتأكيد لن أخوض في هذا الموضوع فمؤكَّد أن كثيرا من الأقلام انبرت للكتابة عنه طولاً وعرضاً. ربما شغلتْنا الأيام الأخيرة بحادثة مكوث الطفل المغربي ريان في البئر الضيقة في أحد أرياف المغرب، حادثةٌ رمينا معها كل ما في أيدينا ورؤوسنا وبتنا لا نبرح مكاننا في انتظار مصير هذا الطفل، الذي لم تبتلعه هو فقط تلك البئر بل ابتلعت معها كلَّ أحداث وقضايا العالم الأخرى التي باتت بلا معنى أمام قصة وحياة ريان، والتي انتهت كما أرادتها مشيئةُ الله بوفاته بعد أيام حبس فيها العالم أنفاسه ليعم الحزنُ والأسى كل القلوب من المحيط إلى الخليج.. ومن السند إلى الهند، بعدما اجتمعت على قلبٍ واحد. نعم.. بدا العالمُ كله طوال تلك الأيام الخمسة العصيبة وكأنه عالق في تلك الحفرة التي علق فيها ريان الذي وحّد قلوب العرب من جديد، بل والعالم تحت كلمة «الإنسانية» بعدما فرّقتهم لسنوات صراعاتُ السياسة ومعاركُ الاقتصاد وخصوماتُ الأيديولوجيا.. وبعدما عجزت السياساتُ والعلاقات الدبلوماسية واللغة والثقافة وحتى جهود جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي عن توحيدها. شخصياً، تابعتُ كما تابع الملايين من العرب والعُجم بقلوب مرتجفة وعيون دامعة الملحمة التراجيدية للصغير ريان وهو يقاوم للنجاة والبقاء على قيد الحياة، وأستطيع القول إن واقعة «ملاك شفشاون» أَوجَدت إجماعاً ربما فقده العرب منذ استشهاد محمد الدرة في فلسطين مع بدايات القرن الجديد. أي نعم رحل ريان، لكن في عالمنا الممتد وفي بلادنا العربية خاصة يوجد أكثر من ريان وثمة أكثر من طفل عالق في بئر عميقة وهوّة سحيقة من الفقر والحرمان وظلام اليُتم والحاجة ورعب الحروب والقنابل. وللوهلة الأولى، قلت في نفسي ما أشبه اليوم بالبارحة تشابهت الأسماءُ والقصص والمآسي.. وتذكرتُ قصة الطفلة السورية الشهيدة ريان العميان ذات الثلاث سنوات والتي قنصتها قوات النظام في درعا بينما كانت تغني «جنة جنة»!. وبعد انتشال ريان، ألم يحن الوقت أيضا لانتشال الطفل فواز قطيفان ذي الستة أعوام والذي اختطفته عصابة مجهولة وهو يتجه إلى مدرسته صباحا رفقة شقيقته (9 سنوات) في بلدة إبطع جنوبي سوريا قبل نحو أربعة أشهر ذاق فيها ألوانا من العذاب، وبينها فيديو لمعذبيه يضربونه ضرباً مبرحاً وهو عارٍ ويتنهد باكيًا “مشان الله لا تضربوني” ؟! يا إخواني، ربما انطفأت شمعة حياة كثير من الأطفال في البئر مثل ريان أو الشواطئ مثل الطفل السوري ايلان، بينما لا يزال الكثير والكثير من الأطفال يموتون وهم يتضوّرون من الجوع والعطش والبرد ومنهم من يتحول يوميا إلى طعام لأسماك القرش في عرض البحر وهو يرافق والديه في رحلة هجرة بلا أفق! ريان.. ذو الخمسة أعوام.. وحّد القلوب في خمسة أيام من تحت الأرض، ومن بين غياهب الجب.. ريان.. الموؤد المفقود يقول لنا جميعا: «استودعتُكم قصتي».. فاجعلوها حيّة دوما في ضمائركم ونابضة في قلوبكم.

العالم في ضيافة قطر

اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...

«الرقم الصعب»

يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه ‏أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه ‏باختصار، ولعل تحقيق الرقم...

(أخلاقنا.. وأخلاقهم)

في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...

(شعارنا..فخرنا)

كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...

«متاحف مستدامة.. ثقافة مستدامة»

على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...

انتبه.. وراءك مطبّ!

قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...

الإنسان «الحيوان»

اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...

«نأسف لهذا الخطأ»

كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...

«آفة الشلليّة»

في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...

«أطفال نخرج للدنيا»

عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...

«هل أنت إنسان.. سعيد؟!»

سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...

«بســــرعـــة»!

في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...