عدد المقالات 84
مِنّي اللغز.. ومنكم الرمعة: مناهج وحقائب مشحونة.. أجسامٌ مطحونة.. عقول مهضومة.. وإجازة مقضومة..فهل عرفتم عَمّا أتحدث؟ قِصتنا يا سيدات ويا سادة تبدأ مع أواخر أغسطس برطوبته الخانقة حيث يبدأ الطريقُ نحو المدارس. وحيث ترتسم أمامي صورُ تلك الحقائب المكتنزة التي تَجُرها أو تَحملها أجسامُ الطلاب الغَضّة. ولا أَدري إلى اليوم أيّ سر في تكديس ذلك الكم من المناهج وحشوٍ لا طائل منه للمعلومات دون أي ضغط ممكن للمحتوى؟! لكنْ، تلك ليست سوى ديباجة لكتاب دراسي طويل أو قُل رواية دراسية طويلة ستستمر فصولُها حتى أيام صيف العام الموالي..رحلة طويلة ممتدة وشاقة ينقطع على وقعها طولُ نفس الطلاب والمعلمين ويتحطم على صخرتها صبرُ العائلات. عامٌ ماراثوني يَقضي على الأخضر واليابس، فيرهِق الطالب ويستنفذ قدراته ويشعره بالإحباط والإعياء..حالُه من حال المعلم، وبعد ذلك يسألونك عن سبب عزوف القطريين عن مهنة التعليم! تستمر قصةُ المعاناة التي يزيد منها طول اليوم الدراسي عبر ساعات طويلة تُصيب الطالبَ بالإعياء والملل. وتقتل فيه روح الموهبة وهو الذي يُنهي يومه في الثانية ظهرا ويعود إلى بيته «منتهيا» «متآكلا» وقد بقي لديه قليل من الزمن لا يكفي حتى لبرهة زمن من المراجعة أو غفوةِ نومٍ قليلة للراحة. فلماذا كل هذا الطول ويا ليت الأمر يتوقف عند ذلك الحد، فقِصَرُ الإجازة التي تكاد تُختصَر في شهر أو أكثر بقليل لا يعطي للمعلِّم والمتعلم فرصة لالتقاط أنفاس..هذا إن بقيت لديهم أنفاس من أصلها!! ولا يَمنح الأسرَ مجالا لتنفيذ خطط أسفارها ويربك كل برامجها الصيفية مع أبنائها. إحدى الصديقات مرة اختصرت لي الموضوع بقولها «هيييييه الله يرحم ذيك الأيام..على أيامنا كانت الإجازة ثلاثة شهور!» فعلا كنا نشتاق إلى المدارس ونعود إليها بروح عالية ونفس أقوى. اليوم، وقد وَضعت «حربُ» كورونا أوزارَها..وفي انتظار أن تحتضِن بلادُنا المونديالَ التاريخي، أرى أن الوقت قد حان لكي تُراجع وزارةُ التربية والتعليم والتعليم العالي كثيرا من الأمور، وقد عوّدَتنا مع مكتبها الجديد النشط والمنفتح بإدارة سعادة الوزيرة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، على التفاعل المستمر مع كل وجهات نظر المجتمع في قطر. وكل عام وطلابنا في نجاح وفلَاح.
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...