alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

نجاة علي 18 أكتوبر 2025
كتارا.. نموذج للسياحة الثقافية
هند المهندي 19 أكتوبر 2025
إنجاز يعكس رؤية
خالد مفتاح 18 أكتوبر 2025
إستراتيجية R.E.A.C.T

الصمت أجدى من حياد كاذب

06 يوليو 2015 , 04:06ص

تعصف بالمنطقة أحداث متشابكة تفرض نفسها على الجميع ومنهم أصحاب الرأي، فمن المفترض أن يكون الرأي أمانة بالدرجة الأساسية لا وجبة يقدمها صاحبها ليرضي بها أذواق الجميع دون وازع ودونما أي ضمير أو مبادئ. وبذلك ظهر لنا بعض مدعي الحياد في الوطن العربي الذين لا يتورعون عن قول رأيهم في كل نازلة سواء كانوا على دراية بها أو دون أدنى شيء من ذلك، الأمر الذي خلط الحابل بالنابل في الكثير من الملمات والنوازل كأن يجمع بين استبداد الجلاد ورفض الضحية للظلم والاستعباد. عدا عن أن الإنصاف مهمة غير هينة في ظل موجات من التشدد والاحتقان والتجاذب المرتفع الذي يكون فيه صوت المنصف مهما ارتفع منخفضا، لكن الباحث عن الحق يجاهد نفسه التخلص من العواطف قدر الإمكان ومن الأحكام المسبقة ليصل بتجرد لنتيجة أساسها البرهان والمنطق والدلائل لا الأراجيف والكلام المرسل المحشو بالنواقص. قول الحق يتطلب شجاعة وهو جهد وجهاد ومجاهدة لا تقل أحيانا عن تلك التي تكون في المعركة بمختلف الأسلحة بل ربما تزيد عنها، إلا أن السيف هنا هو القلم الذي يجب أن يدرك صاحبه قيمته ويعرف مقامه ويعرف أين يوجهه وكيف وإلا تحول لسكين وخنجر يمزق الأمة ويفتك بها وبروحها ومعنوياتها ومبادئها وثوابتها ومغانيها ومعانيها، ليهدم كل جميل ويقدح بكل أصيل. البعض في هذه الدوامة المتلاحقة والمتسارعة من الأحداث تسيطر عليه فكرة إرضاء الجميع ولو من خلال الخلط بين الحق والباطل فهم في نظره سواسية ولا أحد لديه حق في أي شيء على هذه البسيطة وكأن ميزان الكون اختل وانكفأ دون أن يعير اهتماما لعبارة جاءت في الأثر تقول: «من قال هلك الناس فهو أهلكهم». هذا النوع يتقلب باستمرار ومن الطبيعي أن تجده أحيانا يتعمق في التفاصيل وفي أحيان أخرى أقل من سطحي هزيل، ليس لشيء سوى أنه يتلاعب بالكلمات والأقوال ويبسط ما شاء ويضخم ما يريد للوصول إلى مبتغاه أو كما يقولون بالمصري «بأفور». يعمد أيضا إلى إنزال الصغيرة مقام الكبيرة للجمع بين خطأ وخطيئة كما يجمع بين خلل في الأداء وخلل في العقيدة والانتماء، فمن هو مكان الثقة لكن أخطأ في تقدير موقف أو تصرف هو بالنسبة له سيان مع مجرم خائن عديم للثقة والأمانة، ويسحب تصرفا سيئا على أنه سلوك جماعة بالكامل ويجهل أن التعميم من العمى، ويبحث عن خطأ فرعي من منهج ليقول: إن المنهج برمته خاطئ ليساويه بمنهج نهجه الخطايا والخواطئ، ربما تأخذه عاطفة رومانسية إلى واقع مثالي يخلو من الأخطاء وبعض القصور كأنه يعيش في مدينة فاضلة، أو يحسب نفسه في الجنة وينسى أن الله تفرد بالكمال. يرى نفسه خارج المعادلة، ويعتقد أن دوره هو الحكم دوما ينظر من أعلى ويراقب لا أكثر، ولم يدر في خلده يوما أن ينزل ليكون لاعبا فيعرف المشقة الحقيقية ويدرك صعابها ذلك أن الأمور من أعلى تبدو صغيرة وسهلة، ليجرب نفسه في ميدان العمل مرة ولا يكتفي بالتنظير لنرى إنجازه الحقيقي أو يضع نفسه مكان العاملين المخلصين ولو شعوريا لكي يعذر بعض الخلل منهم ويقدر تعبهم قبل أن يقدر عليهم، فالصالح له النصح وهذا من حق المسلم على المسلم وللفاجر البغض وإياك والخلط. هو متزن يعرف حقيقة الأشياء لكنه غالبا يريد أن يكسب الجميع بهذا الخلط وفي العادة يخسر الجميع، الناس في غالبها ترى الحق لكن قليل القليل من يدل عليه ويرشد إليه ويدافع عنه، والخلل ليس كما الاختلال وبعض الجرح يذهب بالماء وبعض لا تزيله إلا الدماء، هؤلاء لا يعرفون أن المفاصلة في القول بين الأشياء وتمييز غثها من ثمينها نبل لا يعلوه إلا النبلاء، وكل الذي يعرفونه هو الدم للكل دون تمييز فليس في قاموسهم حل أو أطروحة للبناء هؤلاء شقوا على أنفسهم وكانوا من الأشقياء، يريدون الوصول إلى نتيجة ترضي أهواء جميع البشر دون استثناء وهذه نتيجة موهومة مستحيلة لم يصل إليها أكرم الناس الرسل والأنبياء. أرجع وأقول الصمت أجدى ألف مرة من حياد كاذب وليقولوا عنك: جبان أو متراجع خير من أن يقولوا: منافق! ❍  @rdooan

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...