


عدد المقالات 168
وصلت قوات من الجيش الأميركي إلى فلسطين المحتلة، وانتشرت بشكل واسع داخل الكيان الصهيوني، ونشرت منظومة دفاع جوي لاعتراض الصواريخ، والهدف المعلن لوجود هذه القوات وانتشارها هو المشاركة في تدريب أميركي- إسرائيلي مشترك. تعرّض المستوطنات الصهيونية لهجوم من مجموعة عسكرية مقاومة، تتكون من 30 عنصراً، هو سيناريو حاكاه جنود الاحتلال خلال الأيام الماضية، ويعكس حجم المناورات والتدريبات والاستعدادات التي تضاعفت خلال هذه الفترة، مدى تخوّف الاحتلال وقلقه من سيناريوهات المواجهة الشاملة، وتعرّض جبهته الداخلية لهجمات من عشرات الفدائيين دفعة واحدة، وربما أكثر ومن عدة جبهات، وهو السيناريو الذي قد يكسر هيبته، ويهدد وجوده إذا ما تحقق بنجاح. ومن جهة أخرى تعكس المناورات نوايا الاحتلال العدوانية التي لم تغب عن مفردات التصريحات الأخيرة لقادته، وتناولت الصحف العبرية مؤخراً فكرة وإمكانية استنساخ تجربة «معركة الموصل» في غزة، إلا أن غزة ليست الموصل للكثير من الاختلافات المتعلقة بالمكان، والظروف، والبيئة، وطبيعة الصراع، والعوامل والسياقات التي تغذيه من الناحية الثقافية والفكرية والدينية والأخلاقية، كما أن الخبرات والقدرات لدى المقاومة مختلفة عن تلك التي كانت لدى المسلحين المتحصنين في الموصل. ومن الاختلافات وجود سلاح الأنفاق لدى المقاومة في غزة، والذي يشكل ذخراً استراتيجياً للمقاتلين، يمنحهم قدرة أكبر على المواجهة والمناورة، والتخفي عن عين التكنولوجيا الصهيونية المتطورة، سواء أجهزة الرصد والمراقبة، أو الطائرات، وهو الأمر الذي أثبت نجاعته خلال العدوان الصهيوني في عام 2014 فقد اعتمدت المقاومة على الأنفاق والخنادق بشكلٍ أساسي في خططها الهجومية والدفاعية. لذلك يعطي الاحتلال أهمية كبيرة لحربه على الأنفاق، سواء تلك التقنية والفنية، من خلال المجسات والحفريات، وبناء الجدار مع حدود القطاع، أو الأمنية والاستخبارية، وقد قطع الاحتلال شوطاً في بناء الجدار، وفي محاربته للأنفاق من خلال قصف وتدمير عدد منها خلال الأسابيع والشهور الماضية. وهنا معركة عض على الأصابع بين الاحتلال والمقاومة، لا يبدو عياناً أن الاحتلال يتألم فيها، إلا أن الأمتار التي تُقطع يومياً من تحت الأرض إلى داخل المواقع والمستوطنات الصهيونية تفعل في هذا الكيان ما تفعله السكين في اللحم، فهي توجعه وتقلقه وتهزّ أمانه وطمأنينته. وكذلك هدم الاحتلال الأنفاق وإقامته للجدار، بهدف منع اختراق الحدود يعني بالنسبة للمقاومة تهديداً لأحد أهم أسلحتها في المعركة، وهو السلاح التي بذلت لأجله أموالاً ورجالاً وسنوات من العمل، لذلك كل تقدم صهيوني في مجال محاربة الأنفاق هو استفزاز للمقاومة، والعكس كل تقدم لأنفاق المقاومة هو ألم للاحتلال. ليس من المعلوم إلى متى تستمر معركة عض الأصابع هذه، وليس معلوماً أيضاً من يصرخ أولاً، والمجريات تسابق الزمن في ظل أوضاع مأساوية للغاية يعيشها القطاع المحاصر، إلا أن التقديرات تقول إن الاحتلال من الصعب أن يبادر لحرب قد تتحول لمواجهة شاملة أو حاسمة قبل تحقيقه حلم «تحييد سلاح الأنفاق»، أو قبل انتهائه من بناء الجدار عند حدود غزة، وهو أمر -حسب بعض المتابعين- قد يحتاج من الاحتلال سنة لإتمامه على الأقل، إلا أنه لا يؤمن جانب الاحتلال ولا غدره في أية لحظة. ويخشى من حشد الاحتلال قواته بين الفينة والأخرى عند حدود قطاع غزة، بذريعة المناورات، فلا يتم التحسّب لها، ويتمكن من تنفيذ عدوان مفاجئ.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...