alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 11 نوفمبر 2025
شراكة تتقدم نحو التنفيذ.. الدوحة تفتح مرحلة جديدة في التعاون مع كوريا
ناصر المحمدي 10 نوفمبر 2025
منظومة متكاملة
رأي العرب 12 نوفمبر 2025
مسيرة حافلة لـ «حقوق الإنسان»
رأي العرب 11 نوفمبر 2025
أهمية التربية الأسرية

شيك على بياض..!!

03 أكتوبر 2015 , 12:43ص

السذج، والذين قبلوا على أنفسهم العيش في الأوهام، هم الذين فاجأتهم تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لإحدى وكالات الأنباء العالمية، ودعوته إلى توسيع دائرة اتفاقيات السلام مع إسرائيل، ودخول أطراف ودول عربية جديدة إلى المعاهدة. وقال: «إن على دول المنطقة -بالطبع بما فيها إسرائيل- التعاون من أجل هزيمة التهديد الإرهابي المتفاقم، الذي أدى إلى نشوب حرب شرسة في مصر، ودول أخرى، والدخول في دائرة مفرغة من الفشل». على حد تعبيره، هؤلاء هم من يصدقون، ما تروجه أحيانا وسائل إعلام مصرية محسوبة على النظام، من أن إسرائيل جزء من مخطط عالمي وإقليمي، للتآمر على مصر. وحقيقة الأمر أن ما قاله السيسي، هو المرحلة الثانية من استراتيجية غير معلنة، ولكن يمكن رصدها بسهولة في صياغة العلاقات بين مصر وإسرائيل، بعد تولي عبدالفتاح السيسي الرئاسة المصرية، ومحاولة لتقديم نفسه للغرب، على أنه رجل سلام بعد الترويج لفكرة مقاومة الإرهاب. لقد حقق النظام المصري أهدافه وبنجاح من المرحلة الأولى، التي تتعلق باستعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى أزهى عصورها، والشواهد على ذلك كثيرة، فقد أفاقت تل أبيب سريعا من التأثيرات السلبية للصراع، الذي توقعته في مصر بعد 30 يونيو، وبعد أن نجح النظام في حسم المعركة لصالحه، وبدأ حملة مكثفة تستهدف جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والذي رأت فيه إسرائيل، أن غيابهم عن المشهد السياسي في مصر، هو إنجاز تاريخي يحقق مصالحها الاستراتيجية، وهي التي تخوفت من وجود محمد مرسي، بانتماءاته للجماعة في الرئاسة المصرية، وعلاقاتها تنظيميا مع جماعة حماس في قطاع غزة، وهو ما عبر عنه مدير الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عندما قال: «إن السيسي حقق معجزة بإنقاذ مصر من الإخوان». وكان لإسرائيل عبر اللوبي الصهيوني، وسيطرته على مراكز اتخاذ القرار في العاصمة الأميركية، دور غير منكور في دفع الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في موقفها مما حدث في مصر بعد 30 يونيو 2013، وعدم إعطاء ظهرها للقاهرة، وهو ما كشفت عنه مديرة إدارة مصر في الخارجية الإسرائيلية أميرة أورون، عن طريق إرسال رسائل سرية إلى البيت الأبيض، عقب تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لمصر، وطالبتها بضرورة الحفاظ على العلاقات المتينة مع القاهرة، تفاديا لانعكاسات سلبية، قد تهدد مصالح أميركا، وهو ما آتى ثماره بعد حين، وتراجع أوباما عن قرارته السابقة، وعادت العلاقات بين القاهرة وواشنطن إلى سابق عهدها. وبدأت «مرحلة الغزل» بين القاهرة وتل أبيب، من خلال تبادل الزيارات، خاصة على المستوى الأمني بشكل رسمي أو غير رسمي، سري أو علني، باتفاق يتعلق بالبعد بالعلاقة الثنائية خلال تلك المرحلة عن الإعلام في البلدين خاصة الإسرائيلي، وفي مقدمة الزوار مدير مكتب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ومدير وزارة الخارجية دوري جولد، التي مثلت رحلته للقاهرة تطورا مهما في مسار العلاقات بين البلدين، خاصة بعد لقائه مع السفير أسامة المجدوب مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار، وبعدها مرحلة «تبادل العطايا والمواقف والرد بأحسن منها»، من جهتها مصر أعلنت عن تعيين حازم خيرت سفيرا لها في إسرائيل، في الحركة الدبلوماسية الأخيرة، وهو السادس منذ اتفاقية السلام بين البلدين، بعد سحب السفير السابق في أعقاب عدوان 2012 الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو القرار الذي رحب به بنيامين نتنياهو شخصيا، واعتبره خطوة في إطار ترسيخ العلاقات بين البلدين، ووصفه بأنه» خبر سار وشيء تقدره إسرائيل وترحب به». وقام السفير الإسرائيلي في مصر لأول مرة بتقديم التهنئة بحلول شهر رمضان الماضي، عبر موقع وزارة الخارجية للشعب المصري، وقال «بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن شعب إسرائيل، نتمنى للشعب المصري رمضانا كريما»، مصر سمحت بافتتاح مقر جديد للسفارة الإسرائيلية منذ أيام، وقد اختارت تل أبيب توقيت الخطوة بعناية، وحددتها في الذكرى الرابعة لاقتحام سفارتها السابقة في القاهرة بعد ثورة 25 يناير 2011، وكان ذلك في 10 سبتمبر في احتفال رسمي بمشاركة مسؤولين من خارجية البلدين، كما قام الرئيس الإسرائيلي رؤفين ريفلين، بإرسال برقية تعازي إلى الرئيس السيسي في وفاة والدته في أغسطس الماضي. والأهم من هذا كله، يتلخص في التعاون الأمني بين البلدين، وتنسيق على أعلى مستوى، لتأمين الحدود بين البلدين، ومكافحة الإرهاب، وهو ما صرح به مدير الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلي، عندما أشار إلى أن «مصر تساعد إسرائيل في مكافحة الإرهاب، من خلال هدم الأنفاق مع قطاع غزة». ونتيجة ذلك عطلت إسرائيل العمل بعدد من بنود اتفاقية السلام، لإتاحة الفرصة أمام الجيش المصري لإعادة الانتشار في سيناء، ووافقت على إدخال كتائب مصرية وآليات عسكرية، وطائرات أباتشي وأف-16، إلى المنطقة (ج) من الحدود، فقط لاستخدامها في مواجهة الجماعات الإرهابية، كما أيدت تل أبيب سعي مصر إلى إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع القطاع. وبدأت «المرحلة الثانية» التي تحاول مصر من خلالها أن تعود من جديد لدور «عراب العلاقات العربية الإسرائيلية»، وهي التي عبر عنها الرئيس المصري في تصريحاته الأخيرة، خاصة أن إسرائيل تحاول الترويج لفكرة إيجاد تحالف مع الدول العربية المعتدلة، لمواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ويبدو أن القاهرة تبنت ذلك الخط مؤخرا، والذي لقي ترحيبا سريعا من المستوى السياسي الأعلى في إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي أصدر بيانا ترحيبا بالمقترح المصري، والغريب أن الدعوة المصرية تمثل «شيكا على بياض» للحكومة الإسرائيلية. وتتجاهل إلى حد كبير طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، وتنسى واقعا مريرا أن العرب في قمة بيروت 2002، تبنوا مبادرة عربية للسلام، تتضمن -بعيدا عن الدخول في التفاصيل- التطبيع الشامل، بما فيه علاقات اقتصادية مقابل السلام الشامل، والذي ينص على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، وانسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها في يونيو 67، وعودة اللاجئين، فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء. إهمال إسرائيلي واضح للتعامل بإيجابية مع المبادرة، أو الرد عليها، مع استمرار نفس السياسات، مخططات الاستيطان مستمرة، وتجميد المفاوضات التي كانت برعاية أميركية، بل مثل المقترح المصري «مكافأة مجانية» لإسرائيل، في الوقت الذي تسعى فيه تل أبيب إلى تقسيم المسجد الأقصي زمانيا ومكانيا، وغياب أية رؤيا لدى كافة الأطراف، لاستئناف عملية التفاوض المجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أن المقترح المصري، لم يحدد نوعية الدول المطلوب انضمامها إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل، وينسى الرئيس المصري أن أجواء التفاؤل التي سادت بعد توقيع اتفاقية أوسلو لدرجة دفعتبعض الدول إلى استضافة جولات للمفاوضات متعددة الأطراف، والتي مثلت في ذلك الوقت، محاولة لرسم صورة للمنطقة، بعد تحقيق السلام. وعادت الأمور إلى نقطة الصفر من جديد، بعد أن اكتشف الجميع أن إسرائيل ترغب في الحصول على كل شيء، السلام والتطبيع والتعاون الاقتصادي، والاستثمارات العربية، مضافا إليها الأراضي الفلسطينية، والقدس، والمستوطنات. وأخيرا لعل محاولة تصحيح التصريح من الرئاسة المصرية، والحديث عن خطأ في الترجمة، أكد التوجه المصري في تعويم إسرائيل عربيا. usama.agag@yahoo.com •

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...