alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

ألغام في طريق الحوار!

18 يونيو 2020 , 01:55ص

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد أن نجحت في خلق فكرة المحاصصة والطائفية، وهي دخيلة على التاريخ العراقي، كما أنها قبلت بتقاسم النفوذ مع إيران، حتى وصل الأمر إلى جماعات سياسية شيعية محسوبة على طهران هي من تقود التوجّه إلى إخراج القوات الأميركية. البداية كانت على لسان مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، في السابع من أبريل الماضي، عندما دعا إلى إجراء حوار استراتيجي بين البلدين؛ للبحث في مستقبل العلاقات بينهما، من خلال سلسلة اجتماعات بين كبار المسؤولين، لم يكن الأمر تفضّلاً أو خياراً أميركياً، ولكن نتيجة أعمال عديدة مثّلت ضغوطاً على واشنطن، وبالطبع على حكومة العراق للبدء في خطوة كهذه، بعد الإقدام على عملية نوعية استهدفت اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري الإيراني، ومعه مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، والتي كانت نقطة البدء في عمليات استهداف للقواعد والمصالح الأميركية بأكثر من 30 صاروخاً، ناهيك عن محاصرة سفارتها في بغداد. ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى طرح فكرة إنهاء الوجود الأميركي بأكمله على مجلس النواب العراقي، الذي أصدر في يناير الماضي قراراً -دون أن يصل الأمر إلى إقرار قانون في ظلّ تحفّظ المكوّن السُّنّي والكردي على الأمر- يستهدف إنهاء وجود تمركز 6000 جندي أميركي في 12 قاعدة منتشرة في مناطق ذات طابع استراتيجي في كل الأراضي العراقية. الحوار -رغم جلسته الأولى التي انتهت- لن يكون سهلاً أو يسيراً، في ظلّ التركيبة العراقية داخلياً، والتباين الشديد بين مكوّنات العراق السياسية من جهة، ورؤية الطرفين للهدف منه ونتائجه المتوقعة من جهة أخرى. ويكفي للتدليل على ذلك إطلاق صاروخين قبل بدء الحوار مباشرة على المنطقة الخضراء حيث مقرّ السفارة الأميركية، في رسالة للطرفين المتحاورين، من جهات ليست خافية على أحد، وبعضها أبدى تحفّظاً علنياً على نوعية المشاركين في الحوار، رغم أنهم من كبار الدبلوماسيين في وزارة الخارجية ومستشاري رئيس الوزراء، ولكن تحالف الفتح دعا -من خلال أحد قياديه- إلى مشاركة أعضاء من لجنة الأمن القومي، وممثّل عن الحشد الشعبي، بل الوصل الأمر من ممثلي «حزب الله» العراقي إلى اتهام المشاركين العراقيين بالتماهي مع المشروع الأميركي في البلد. الأمر لا يتوقف عند ذلك، بل هناك تباين شديد في المصالح والرؤية بين الوفدين المفاوضين؛ حيث ترى واشنطن في تواجدها في العراق أنه ساحة متقدمة لمواجهة النفوذ الإيراني، وامتداداته داخل العراق وخارجه في الإقليم المحيط، يضاف إلى ذلك استمرار مواجهة «تنظيم الدولة»، في ظل مخاوف من استعادته عافيته وإمكانية عودته بشكل أكثر شراسة، مع عدم تغيّب المصالح الاقتصادية، وضمانات ضخّ النفط العراقي. وترى الحكومة العراقية نفسها في مأزق حقيقي، وتعيش بين نارين؛ فهي ترى في الحوار فرصة للتوافق على الدور المنتظر من القوات الأميركية، في تعزير ودعم الجانب الأمني وتدريب وتأهيل للقوات العراقية، والاستمرار في التعاون في مواجهة «تنظيم الدولة»، وكذلك الدعم الاقتصادي. يضاف إلى ذلك استبعاد تحوّل العراق إلى ساحة مواجهة بين أميركا وإيران، خاصة أن واشنطن أحياناً كثيرة لا تعطي أي اعتبار للحكومة عند اتخاذ قراراتها، ومدى الحرج الشديد التي تجد نفسها فيه وتداعياته على الداخل العراقي، ومن ذلك قرار اغتيال قاسم سليماني، أو استباحة إسرائيل الأجواء العراقية، من خلال الهجمات الجوية المستمرة إلى تستهدف بعض القوى المحسوبة على إيران، يُضاف إلى أسباب صعوبة الحوار العامل الإيراني، الذي يملك من القدرة والإمكانية على إعاقته أو تعطيله، إذا استشعر أن تقليص وجوده هو وليس القوات الأميركية هو هدف واشنطن، ولن يعدم الوسائل في تحقيق ذلك، بشكل مباشر أو من خلال أذرعه في العراق، ولهذا لا يمكن الحكم على مستقبل الحوار من خلال نتائج الجلسة الأولى، التي انتهت باتفاق على استئنافه، دون تحديد موعد محدّد بشكل مباشر في واشنطن.. ونحن في الانتظار.

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...

السودان.. مواقف ملتبسة!

تطورات أزمة سد النهضة متلاحقة، ويبدو من سرعاتها أنها لم تتأثّر بحالة الجمود السائد في العديد من الملفات السياسية في الإقليم والعالم. وخلال الأيام الماضية يمكن رصد الزيارة السريعة التي قام بها وزير الري المصري...