


عدد المقالات 604
عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة تل أبيب الجديدة في مخطط إسرائيل الكبرى، وأقولها بكل أسى وأسف، نحن نعيش الشوط الأخير من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي -وأنا أقصد التعبير- فالبعد العربي في الصراع انتهى منذ سبعينيات القرن الماضي، عندما أقدم السادات على زيارة القدس، وتوقيع معاهدتي السلام مع مصر والأردن، والتوصل إلى اتفاق أوسلو، القرار -وفقاً لرؤية كثير من المراقبين- لا يختلف في خطورته عن وعد بلفور، الذي فتح ملف إقامة وطن لليهود يتوسع وينتشر، ويحقق نجاحات على أرض الواقع منذ أكثر من قرن، والعالم يقف موقف المتفرج، يكتفي بالتفاعل المؤقت، ويلجأ إلى إصدار بيانات تذهب أدراج الرياح، لتحتل مكانها في أرشيف المنظمات الدولية والإقليمية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، لتنتظر الخطوة الإسرائيلية الجديدة ليتكرر المشهد نفسه بالتفاصيل نفسها دون تغيير أو تعديل، كل ذلك يؤشر إلى أن هناك تصفية حقيقية للقضية الفلسطينية، فلم يعُد أحد يتحدث عن إقامة الدولة الفلسطينية أو حدودها، ودخلت قضية اللاجئين وحق العودة في غياهب النسيان، النجاح الإسرائيلي نتيجة أربعة عوامل أساسية، الطبيعة البنيوية للسلطة الفلسطينية، التي يكبّلها اتفاق أوسلو، الذي جعل منها سلطة وُلدت من رحم الاحتلال، وعجز عربي مزمن، يتوافق مع حركة متسارعة رسمية لمزيد من التطبيع مع إسرائيل، ودمجها والقبول بها قائدة لمنطقة الشرق الأوسط، بل للاستعانة بها في مواجهة مشروع إيراني، ينظر إليه البعض على أنه الأخطر، ناهيك عن حالة الانشغال الذاتي لكل دولة بتحدياتها ومشكلاتها، في مواجهة قدرات إسرائيلية متنامية على السير بالمخطط المرسوم واستثمار الزمن لتحقيقه وتمريره، وبالتوازي مع ذلك وجود إدارة أميركية قد تكون الأكثر دعماً لمواقف تل أبيب، والأمر يحتاج إلى مزيد من التفاصيل لكل عامل من العوامل الأربعة. ولعل البداية المنطقية، تتعلق بقدرة السلطة الفلسطينية على المقاومة أو المناورة وتوفير بدائل، لدرجة أن إسرائيل تعاملت باستهانة شديدة قد تصل إلى حدّ عدم الاهتمام، بقرارات وتهديدات الرئيس محمود عباس بوقف التعاون الأمني، والتشكيك في قدرته على التنفيذ، لعدة أسباب أنها ليست المرة الأولى التي يلوّح فيها عباس بهذا الموقف، وتذهب بعض التقارير إلى إحصاء عدد 11 مرة لوّح فيها بهذا الإجراء منذ مارس 2015، وحتى الاجتماع الأخير، كما أنها عطلت تنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني بهذا الخصوص، من خلال عملية تشكيل لجان للبحث في آليات التنفيذ، دون أن يكون هناك توصيات وتوقيتات للتنفيذ، وقد كشف الإعلام الإسرائيلي عن وجود تطمينات من العديد من كبار المحيطين بأبي مازن، بأن القرارات قد تكون محاولة للضغط على الحكومتين الإسرائيلية والأميركية لتأجيل التنفيذ، كما أن عمليات الاستيطان مستمرة بهمّة ونشاط إسرائيلي تحت بصر السلطة، دون أدنى قدرة على وقفه، وتدرك حكومة نتنياهو أن التنسيق الأمني قد يكون مفيداً لإسرائيل في وقف عمليات تستهدفها، ولكنه أيضاً يوفر معلومات للسلطة عن تحركات «حماس» والتنظيمات الأخرى. وفي هذا الإطار، لا يمكن الاعتماد على موقف عربي يستطيع مواجهة المخطط الإسرائيلي، صحيح أن وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعاً طارئاً في نهاية أبريل الماضي، اعتبروا قرار الضمّ «جريمة حرب» تضاف إلى السجل الإسرائيلي الحافل بالجرائم والانتهاكات الفاضحة لميثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، ولكنها تدخل في إطار تسجيل حالة حضور، خاصة وأن قرارات أخرى على مستوى الخطورة نفسه خلال الفترة السابقة مرّت دون أي اعتبار للدول العربية، التي تسارع بعض دولها لتسريع عجلة التطبيع، ويكفي هنا أن نتوقف عند إشكالية قرارات المجلس الوزاري الرافضة لصفقة القرن في بداية هذا العام، وموقف كل دولة، التي أكدت على تقديرها للمواقف الأميركية، رغم أنها صاحبة الصفقة والراعي الرسمي لها. ونستكمل في المقال التالي حقيقة الدعم الأميركي والقدرة الإسرائيلية على فرض الأمر الواقع.
لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...
عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...
هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...
إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...
بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...
أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...
بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...
المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...
أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...
لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...
لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...
تطورات أزمة سد النهضة متلاحقة، ويبدو من سرعاتها أنها لم تتأثّر بحالة الجمود السائد في العديد من الملفات السياسية في الإقليم والعالم. وخلال الأيام الماضية يمكن رصد الزيارة السريعة التي قام بها وزير الري المصري...