عدد المقالات 84
كنت أتجول في يوم ما خلال ساعة أردت فيها أن أعثر على شيء يأخذني بعيداً عن هذا العالم المليء بالضغوطات، وأشغل به وقت فراغي النادر. فبحكم أعمالي الكثيرة وجدولي المزدحم بالاجتماعات لا أكاد أجد فرصة حتى لاحتساء كوب قهوتي التي أعشق رائحتها! لربما البعض الآن يتساءل: ما حجم ثروتها وأملاكها التي شغلتها حتى عن نفسها؟! مهلاً.. مهلاً.. لا داعي للقلق فثروتي الحقيقية هي عائلتي وعملي الذي أعشق وأتقاضى عنه في نهاية كل شهر راتباً محترماً. فأنا لم أبلغ بعد مستوى ما وصل إليه البعض وأصنف من أصحاب الأملاك والثروات... الشاهد في حديثي، وجدت نفسي أتنقّل بين غرف تطبيق «كلوب هاوس»، وقد شدّت انتباهي غرفة تحمل عنوان «النفاق الاجتماعي».. راقَ لي هذا العنوان كثيراً ودفعني الفضول إلى الاصطفاف إلى جانب المستمعين -وما أكثرهم- في هذه الغرفة، نستمع.. نعم ولكن بكثير من المتعة والإفادة إلى آراء المتحدثين وتجاربهم الشخصية مع النفاق الاجتماعي، ولعل الأمر الذي جعلني لا أبرح هذه الغرفة هو أهمية القضية الاجتماعية المطروحة.. نعم نعاني أغلبنا من النفاق سواء على الصعيد الشخصي أو العائلي، ولعل أخطره هو النفاق المهني، ونفاق وسائل التواصل الاجتماعي! فلو تحدثنا عن النفاق المهني، تجد مثلاً أنه بمجرد أن يتبوأ شخص منصباً ما حتى تراه يحاط بمجموعة من المنافقين، هذا يمدح وهذا يعرض خدماته «الجليلة».. يتهافتون لكسب رضا المسؤول، وبمجرد انتهاء مهمته يصبح نسياً منسياً، بينما يشرع أولئك المنافقون في التجهيز للفريسة القادمة، ويتسابقون ليقدموا فروض الولاء والطاعة.. وفي هذا يقول أحد المتقاعدين من أحد المناصب المرموقة إنه عندما تقاعد من منصبه لم يتردد على مجلسه إلا قلة من أفراد عائلته وأصدقائه؛ لأن مصلحة المنافقين انتهت بانتهاء مدة خدمته. قبل الختام: البعض يعتمدون أسلوب النفاق في حياتهم ليكون جسر عبور إلى قضاء مآربهم بطريقة غير مباشرة، ويتفاقم استخدام هذا الأسلوب في البيئة التي يكثر فيها التنافس بين الموظفين الذين يسعون وراء المناصب والدرجات حتى ولو كان بالتسلق.. والتملق!! ولعل في الآونة الأخيرة كثر النفاق أو بالأحرى «التطبيل» على وسائل التواصل الاجتماعي لغاية في نفوس أصحاب النفوس الضعيفة ممن تكون لديهم خطط ومآرب وأهداف خبيثة. لحظة: لن أتطرّق إلى القُرّاء الأوفياء لمقالي الأسبوعي.. فأنا أعرف جيداً معدنهم... ولكنني أعلم أنّ هنالك من ستقع عينُه على هذا المقال وسوف ينغمس فيه؛ لأنه ببساطة سيرى فيه نفسَه، وسيُطالع فيه مساوئه وربما سيؤنّبه ضميره للحظات قبل أن تُعيده «جاذبية» المرض إلى كوكبه الطبيعي!.. مثل هؤلاء نطلب لهم الفرج من الله!! لعلّ ما يشدّني دائماً في موضوع النفاق، الاشتقاق اللغوي البديع.. ففعلُ «نافَقَ مأخوذ من «النافقاء»، وهي أحد مَخرجَي اليربوع من جحره، حيث إن لجُحْرِهِ مَخْرجاً ظاهراً يُسمّى «القاصعاء»، ومخرجاً آخر غيرُ ظاهر مستور بالتراب، يُسمّى «النافِقاء»، وهذا المخرج يستخدمه اليربوع في الحالات الطارئة للمراوغة والفرار فيقال: نافَقَ اليربوع، أي استخدم النافِقاء. عموماً دعْك من اليربوع، ومن الجرذان، ونحوها.. وأعلم يا صديقي أنّ المنافق ينهش مع كل ذئب، ويبكي مع كل راعٍ.. وتذكّر أنَّ رأسمال الإنسان هيبتُهُ وشخصيته.. فأَنْ يكرهك الناس لصراحتك أفضل من أن يحبوك لنفاقك... لا أنسى إطلاقاً كلمات الشاعر العراقي أحمد مطر وهو يوجهها لمن يقول «نافق ثم نافق» بقوله: «هَذِي مَقَالَةُ خَائِفٍ مُتَمَلِّقٍ، مُتَسَلِّقٍ وَمَقَالَتِي، أَنَا لَنْ أُنَافِقْ حَتَّى وَلَوْ وَضَعُوا بِكَفَيَّ الْمَغَارِبَ وَالْمَشَارِقْ»
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...