عدد المقالات 84
تعوّدتُ على أن أفتح ستائر ونوافذ غرفتي في صباحات الخريف والشتاء النَّديّـة لأستنشق رائحة الوطن العطرة، وأملأ ضلوعي بنسمات أرضه وبحره العليلة، وأُطْلق العنان لبصري.. وبصيرتي كي يُحلِّقا في أُفق وطني الرحب. لكنْ.. ثمّة شعورٌ خاص يتملّكني دائماً في مثل هذه الفترة من كل عام.. فرغم ما تَحمله نسائمُ بدايات شهر ديسمبر من بعض البرودة فإنها تبعث فيّ دفئاً عجيباً وإحساساً بحرارة الوطنية.. فكأنّها تُعلن قدوم العيد.. عيد الوطـــن! كيف لا يكون لشهر ديسمبر طعمٌ خاص وهو يحتضن في روزنامة أيامه يوماً أغرّ، هو اليوم الوطني للدولة، هذا اليوم الذي توحدت فيه قبائل قطر تحت راية «الأدعم»، بعد أن استطاع الشيخ المؤسسِ جاسم بن محمد بن ثاني -طيّب الله ثراه- أن يحقق النصر العظيم ويتولى في الثامن عشر من ديسمبر 1878م دفة القيادة وإرساء سفينة الوطن على بر الأمان، ليجد فيه أهلُ قطر القائدَ الحكيم والأخ الموجِّـه والزعيم الشجاع.. وتظلّ ذكراه طيبة ناصعة. قبل الختام: تتعاقب شهور ديسمبر من كل عام، وأهل قطر «أهل الصملة» ثابتون على قيمهم التي حملوا جِيناتها من رحم هذه الأرض الطيبة، جيلاً بعد جيل، يثبت أهل قطر أنهم على نفس الدرب سائرون، يحفظون عهد الآباء والأجداد، ويكملون مسيرة البناء والازدهار، ويضيفون أمجاداً إلى سجل أمجادهم، ليسطروا صفحة مشرقة هي حافز لتحقيق رؤية قطر ودافع لبناء نهضة الوطن. لـحظــة!: في كل عام، تحتفل قطر بيومها الوطني وهي تفخر بأمجاد الماضي وتعتز بإنجازات الحاضر ويغمرها الأمل بغد مشرق، يومٌ بنكهة خاصة اقترنت بالتحديات والانتصارات.. وهذا العام يأتي الاحتفالُ في خضم معركة مستمرة مع جائحة خيّمت على العالم أجمع، هي جائحة «كورونا».. معركةٌ كسبت فيها قطر أشواطاً كثيرة بفضل من الله وبإرادة قوية.. وحتى إذا ما تغيّر شكل الاحتفالات هذا العام إنّما للحفاظ على ما تحقق من إنجازات في مواجهة الوباء، ولضمان سلامة الجميع لتمضي قطر في استكمال مسيرتها ونهضتها تحت راية قائدها «تميم المجد». هو تحدٍّ ليس بعزيز على أهل قطر الذين واجهوا منذ ملحمة التأسيس تحديات كثيرة، تغلّبوا فيها على محن الطبيعة وآفات المُعتدين، وصارت تلك الوقائع عنواناً للشخصية القطرية.. لذلك، ستبقى قطر في قلوبنا شامخة أبيّة نفخر بانتمائنا لها.. ولنردد دائماً «والله نحبج يا قطـر».
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...