


عدد المقالات 191
جميل الاهتمام بالقطريين، والحرص على تقديم الأولوية لهم كحقوق رئيسية. ولكن كادت قضية «وظائف شاغرة للقطريين» أو «للقطريين فقط» تصبح غير متزنة بمعناها الصحيح. القضية أو لنقل عناوين الوظائف الشاغرة أصبح لها أكثر من جانب محزن، متضمنة قضية أبناء القطرية، نوعية الوظائف، وأيضاً جودة الوظيفة وكفاءتها لتطوير الموظف/ الموظفة. أصبح موضوع استقطاب القطريين في القطاعات العامة والخاصة مطلوباً بشكل كبير لزيادة نسبة التقطير بالشركة. ولكن المشكلة تكمن في كيفية تنمية تلك الكوادر المستقطبة، فهناك شركات تهتم بالاستقطاب أكثر من التطوير، والاهتمام بالاستقطاب هنا يعني تقديم الراتب المعنوي، بالإضافة إلى المميزات الأخرى إن وجدت بلا مبالاة بتخصص الخريج مثلا أو خلفيته السابقة، باعتبار أن قضية التخصص لا شأن لها في الوظيفة المستقبلية! فبالتالي التأقلم في العمل بشهادة البكالوريوس هو الأهم والمطلوب «ومن الخطأ الكبير أن لا تربط التخصص بطبيعة عملك، فكأنك تقول لنفسك وغيرك يقول لك: أنا لا أقدر خمس سنوات قضيتها بحياتي الجامعية ولم أستفد منها بما أني سأعمل في وظيفة لا شأن لها في تخصصي. شهدت هذا الموقف شخصيا، ولنا حديث آخر إن شاء الله عن كيفية اختيار التخصص المناسب والجهات المستهدفة التي تتماشى مع خلفيتي الصغيرة»، فبالتالي قضية التطوير لا تعتبر من أولويات تقطير تلك الشركة أكثر من زيادة نسبة القطريين فيها من أجل الورقة الإحصائية! ونركز الحديث أكثر عن أبناء القطرية، ماااا ذنبهم؟! ألا يحزنكم رؤية فرحتهم المستمرة لوطن لم يعرفوا ولم يربوا في غيره، ما زالوا يحتفلون بالعيد الوطني باعتباره عيدهم وفرحتهم؟! ألا يحزنكم رؤية البعض منهم حين يتكلم أمام الجميع ويقول «أحبج يا قطرر»، ويفتخر فيها، ولكن للأسف ما زال يقال له إنه غير قطري!! لا يختلفون عنا لا بالمظهر ولا باللغة ولا بالحب للوطن مقارنة مع لاعبي كرة القدم مثلا أو المطربين العرب! ومع ذلك ما زالوا غرباء في بلد لم ينشؤوا في غيره. على هذا كله ونحن مستمرون في التفرقة وتشديد العقوبة عليهم بـ «وظائف شاغرة للقطريين فقط»! أنا أحزن عند قراءة تلك الإعلانات العنصرية، فلا أرى حوائج تكبير وتغميق العنوان وإحباط من لم يلق فرصة التوظيف إلى الآن. ولنكن صريحين أكثر، فيتامين «و» ما زال موجوداً ومطلوباً من جانب القطري للتوظيف في الشركات القوية. بمعنى آخر القطريون وبوجود سياسة التقطير بالإضافة إلى فيتامين «و» فهم بأحسن الأحوال من ناحية التوظيف. وأنا لا أحزن على من لم يجد وظيفة مناسبة خلال خمس أو 10 شهور من الجلوس بالمنزل بعد التخرج، بل أتكلم عن من يجلس سنة كاملة وأكثر فاقداً الأمل! وفقدان الأمل يتضمن مرتباً محترماً + وظيفة تليق بشهادته/ شهادتها الجامعية والبحث عن من يستقطب أبناء القطريات ليس باعتبارهم أجانب كما يعتبرهم الجميع إلى الآن! وطني الغالي: اسم قطر غال على قلوبنا، قلوب جميع من يسكن فيها، لم أشهد مغترباً غير مرتاح بالحياة في قطر بما فيها من أمانة وكرم ضيافة ومحاسن أخلاق التمسوها من المجتمع. حبنا للوطن يمنع من يعاني ويرى أنه مظلوم أن يقوم بأي عمل لا يليق بسلمية مجتمعه. أشعلت شمعة أمل لا أريدها أن تنطفئ، نريد أن نشترك جميعنا بفرحة واحدة لا يقال عن فلان قطري وهذا الفلان مب قطري لأنه والده أجنبي! وطني هنا تكمن العنصرية من بيننا، وهم يعانون من عدم اكتساب حقوقهم كاملة مثلما نكتسبها. تمعنوا فيهم أكثر واتبعوهم في مسيرات حياتهم فلن تجدوا غير مكافحتهم للنجاح واستمرارية أحلامهم للوصول إلى مبتغاهم بنيّة حب الوطن.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...