

عدد المقالات 210
الصيام مدرسة يتعلّم فيها الإنسان التقوى والإخلاص وتقوية الإرادة والعزيمة، ووقاية النفس من الباطل وهواجس الهوى والفتن، ويعوّد على الكرم والجود، ويوحّد المشاعر ويؤلّف النفوس، فيصبح المجتمع كله جسداً واحداً.. جزاؤه عظيم أعده الله لعباده المتقين... وهو خير أيام الدنيا فيه ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر، إنها خير من ألف شهر.. فلنغتنم هذه الأيام المباركة للفوز بالدارين الدنيا والآخرة، وننتهز الفرصة للدعاء لأهلنا في فلسطين وفي كل الدول العربية والإسلامية بأن يعم الخير والسلام والازدهار. هلَّ علينا شهر رمضان أفضل الشهور عند الله تعالى، فيه أُنزل القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر، ولصيامه فضل عظيم وأثر تربوي واجتماعي واقتصادي كبير؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائمٌ - مَرَّتَيْنِ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ المِسسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا»، فنجد أثره جليًّا في التربيةُ على الصَّبر، والتحلِّي بالأدب، وتهذيب النفس وسموِّها عن الشهوات وملذَّات الحياة. وبالنسبة للأثر الاجتماعي فيتحقق من خلال الإحساس بالفقراء والمستضعَفين، وإكرامهم وتفقُّد أحوالهم؛ ورعاية أحوال الضعفاء في المجتمع؛ من أراملَ ويتامى ومُعْوِزين. أما الأثر الاقتصادي فيتجسد في الانتظام في تناول الوجبات وترشيد الاستهلاك، والتخفيف من نفقات البيت؛ والعمل المستمرَّ الذي يؤدي لزيادة الإنتاج. وبالنسبة للأثر الصحي فللصِّيام آثارٌ نافعة ومهمة جدًّا تعود بالنفع على الصِّحة والبدن. وجزاء الصائمين عظيم، فقد قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، كما قَالَ: قَالَ اللَّهُ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ...»، وقال: «إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فتّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنّم، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ». وقال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ». أيام رمضان المباركة فيها تطمئن نفوسنا وتشفى صدورنا، وتُعضَّد وتُعزز رابط العائلة والأهل والجيران والمجتمع أجمع عبر الزيارات والمجالس و»الغبقات»، وهي فرصة لترسيخ العلاقات الاجتماعية والكرم والحفاوة بالضيوف، كما أنها مناسبة طيبة للأهل والأصدقاء حتى يلتقوا ويتبادلوا الأحاديث الودية والزيارات العائلية والاحتفالات التراثية، ويجتمعوا على ختمة القرآن، وعلو الروح الإيمانية وتدريب النفس لتكون أكثر تسامحاً وتراحماً، وهو فرصة لإزالة الخلافات والمشاحنات، وسيادة المحبة والمودة والتسامح والتقارب بين الجميع.. فلنعطِ صورة حقيقية عن ثقافتنا وعاداتنا المرتبطة بديننا الإسلامي الحنيف. الإسلام دين شامل والعبادات فيه مقترنة بالسلوك، كما يرتبط العلم بالعمل، فتهذّب العبادات النفوس وتسمو بالأخلاق؛ فنجد الصلاة تزكي النفس وتطهّر القلب، والصيام غاياته التقوى، والزكاة تقي من البخل والشح والأنانية، وتزرع الفضيلة والألفة والرحمة، والحج يرتقي بالأخلاق ويهذّب السلوك، ولو أننا استشعرنا الغاية من العبادات وأدركنا قيمتها لعم المجتمع علاقات الحب والمودة والرحمة... كل عام وأنتم بخير. @najat.bint.ali
الحي الثقافي كتارا مشروع ثقافي رائد، يجسد الهوية القطرية ويبرز التراث، فهو فضاء للتبادل الثقافي وللحوار الإنساني، حيث يحتضن فعاليات ويقدم مفهومًا ثقافيًّا يعزز التفاهم والتقارب بين شعوب العالم. هذه المنارة الثقافية تعكس إيمان قطر...
بعد دخول حرب إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة عامها الثالث، نجح الوسطاء في التوصل لاتفاق لوقف الحرب، ونأمل أن تلتزم به إسرائيل التي لا تعرف إلا المراوغة والخداع.. كما نأمل أن يعم السلام ويعيش أهل...
الهوية حجر الزاوية لبناء وتطور المجتمعات، اجتماعيًّا، وسياسيًّا، وحضاريًّا، وبها يتميز كل مجتمع عن غيره، وتواجه تحديات متعددة تحتاج جهودًا مكثفة من جانب الأسرة وكل مؤسسات المجتمع للحفاظ عليها وترسيخها. الهوية الوطنية مفهوم نشأ في...
قصف إسرائيل للدوحة، في التاسع من سبتمبر الجاري، لم يكن مجرد استهداف لدولة بعينها، بل اعتداء على النظام الدولي برمته، وأن أي دولة صغيرة كانت أو كبيرة قد تكون الهدف القادم إذا لم يتم التصدي...
في ظل السرعة التي يتسم بها هذا العصر، أصبح التسرّع أسلوب الكثيرين في تعاملاتهم الحياتية، واتخاذ القرارات دون دراسة، رغبة في الإنجاز السريع للمهام دون مراعاة الإتقان في النتائج، مهملين التريث وتحكيم العقل، وفي أغلب...
خداع وخسة وخيانة الصهاينة مشهودة على مر التاريخ ولم ولن تتوقف، ويعتقدون أن بقاءهم قائم على محو الفلسطينيين والعرب وبناء دولتهم المزعومة، وإن أمكن إبادة غيرهم من البشر جميعًا، فلا يرون أنفسهم إلا الشعب المختار....
العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...
اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...
يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...
الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...
التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما...
راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...