alsharq

أحمد المصلح

عدد المقالات 43

في تذوّق اللغة: يخبطون في القرآن!! وسلام على التعليم..

31 أغسطس 2012 , 12:00ص

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (سيكون من أمّتي أقوامٌ يعتدون في الدعاء) رواه أحمد عن سعد بن أبي وقاص، وصححه الألباني. وقياساً عليه ظهر من قرّاء القرآن من يتجاوز الحدّ في تلاوته لكتاب الله، ومنهم بعض أئمة الحرم، ومعهم كثير من القراء المشهورين، خاصة الذي لا يتأمل منهم في معاني ما يقرأ ويكون همّه فقط تحسين الصوت وأحكام التجويد.. ومن المعلوم كما جاء عن الإمام عليّ -رضوان الله عليه- أن الوقف والابتداء هو ركن التجويد الأعظم، والركن الثاني هو إتقان مخارج الحروف، ولا يتقن الوقف والابتداء في موضعهما الصحيح إلا من غاص في معاني الآيات وكان يتمتّع بحاسة تذوّق عالية لكلام الله عز وجل.. والذي يفتقر لهذه الملكة وأساسها (معرفة اللغة)، فيقف وقفات شنيعة قد تحيل المعنى إلى ما لا يليق، كأن ينسب إلى الله أو كتبه أو أنبيائه أو ملائكته ما يستحيل في حقهم، أو أن يغيّر في أحداث قصة مذكورة في القرآن.. وغير ذلك من الوقف غير اللائق. قرأ إمام في المسجد الحرام من سورة البقرة (نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..) ووقف عند انتهاء نَفَسه، ثم ابتدأ بداية قبيحة فقال: (كتابَ الله وراءَ ظهورهم..) ولو ابتدأ أحدٌ من هذا الموضع بعد توقّف ورفع (كتابُ) أي جعلها بالضم وكان يتعمّد ذلك قصداً فإنه قد يصل إلى الكفر!! والعياذ بالله. ثم قرأ نفس الإمام (.. وما أُنزل على الملكين ببابل..) ووقف، ثم قال: (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت..) فأحال المعنى لأن المشهور أن (ما) في الآية موصولة بمعنى (الذي) أي (يعلمون الناس السحر والذي أنزل على الملكين ببابل)، وإذا ابتدأ القارئ للآية بـ(وما أنزل) فإن (ما) تفهم كأنها (ما) النافية، يعني أنك تنفي أنه أنزل على الملكين! وهذا غير مراد في الآية على التفسير المشهور.. والله أعلم. مرة من المرات استمعت لقارئ من أشهر القرّاء وصوته في غاية الروعة والعذوبة، وأنا أخشع عند سماع تلاوته، لكنه في الوقف والابتداء (يخبّص تخبيصاً). أذكر أنه قرأ من سورة إبراهيم قوله تعالى: (ضرب اللهُ مثلاً كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعُها..) ثمّ توقف بعد كلمة (فرعها) وهذا الوقف يحيل المعنى، لأن الثبات وصفٌ لأصل الشجرة لا لفرعها! والوصف الذي يتبع كلمة (فرعها) هو ما جاء بعدها وليس ما قبلها، وهو قوله تعالى: (وفرعُها في السماء). وفي موضع آخر قرأ أحد القرّاء آية فيها كلمة التوحيد، فوقف لما انتهى نفسه عند (لا إله)! أو شيء قريب جداً من هذا أو بنفس المعنى الذي ذكرت. وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو سبحانه الحيّ القيوم الذي نزّل الكتاب بالحق ليتدبره أهل اللسان العربي المبين (إنْ كان ما زال منهم أحياء)!! وإنّه ليسير –والله- تدبّر كلمات الوحي، إذا صفت القلوب، وإذا كانت النفوس كبارا، وإذا أدركنا ما في الأفق من خطوب، وإذا كنا نحترم أنفسنا، أو نعتزّ بهويّتنا وبلغتنا المظلومة المنتهك عرضها (على مذابح لوحات إعلانات المحال التجارية، وفي وسائل الإعلام، وفي مقالات الصحف المشوهة.. وفي.. وفي.. وفي) حتى سامنا وسام لغتنا الوضّاءة الطاهرة وسام ديننا وحضارتنا كل مفلسِ!! وكم عزّ أقوامٌ بعز لغاتٍ أيّها القائمون على مؤسسات اللاتعليم ولا تربية ولا تفهيم ولا تقويم ولا تكليم!! بل تجهيلٌ وإسفافٌ وتخبيطٌ وتغريبٌ وتخليط!! لا تخطيطَ (ولا فارضَ ولا بكر ولا ذلول تثيرُ فكر الأمّة ولا تسقي حرث الرقيّ والطموح الحضاري الذي نحلم به، إن البقر تشابه عليهم، وإنهم إن شاء الله لمهتدون)!! بل تعليمنا يورثُ الخبال، ويهتكُ الأجيال، ويلوّث الهواء، ويُفقدُ الدواء، ويُنقص الغذاء، ويسري عن كل بيتٍ وعن كل حيٍّ وعن كلِ (داعوس) والناس نيام!! والمفتاح عند الحداد يا سعادة الوزير، والحداد يبغي فلوسا، والفلوس عند البنوك، والبنوك تبغي أرباحا، والأرباح تبغي رجالا، والرجال يبغون أولادا، والأولاد يبغون تعليما، والتعليم يبغي لغة القرآن، واللغة: (رووخ طريق جوّد، وبابا.. ماما قول: أبودي ما تبي يروح مدرسة مال هيا، فيه بجّا أولاد يسوّي كلام كركر واااجد ما في زين)! والسلام على أهل قطر الكرام.. (مساكين فلا تعليم، لكنهم رغماً عن ذلك يعملون بكل إخلاص وإبداع في البر والبحر والجوّ، فكيف لو..؟!). وعلى رأي الأديب السوري الماغوط رحمه الله: (ولا تفكروا فيه بعيد وأريب عَندهم؟ كلنا في نظر برّا نوَر وجمال وخيام) ورابعة حسنة جميلة أيُّها الماغوط الحكيم: النفط! نعم (يا سيدي المسؤول): نفط! (ويا محمل الخير عَلّي! علّي). من الذكر الحكيم إن كنا نقدُرُ الله وكتابَهُ ولغة كتابهِ ودينه ونبيّه حق قدره، فإن الله تعالى يقول (ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من.....؟).

أنا الآتي.. ونور الفجر مرآتي

عـلى محمل الغوص سنبحر إلى خليج الأمس، ومع هدير الموج المرعد «بالهولو والـ يا مال». المال!! الرجال!! فما قصة «اليامال» ومجازفة الرجال؟؟ وما أدراك ما صنع الرجال في خليجنا العظيم عندما أرخصوا الأرواح؟ ذاك -وربِّ...

فكيفَ بمَن يأتي بهِ وهْوَ باسمُ؟!

يقول الكويتي الرائع سعد المطرفي: مِجالِسِن خمسه بخمسه ولا لِكْ مَحَلْ أربع وعشرين ساعه تَطبَخْ دلالَها!!! ومجالِسِن كُبْرَها كُبراه ما تِندهل حتّى بساس الحواري ما تِعنّى لها؟؟! أرسل يدعوني قريب (في الصدر له منزلة لا...

الهجرة إلى الوطن «لا منه»

وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً قديماً قيل: تركتُ هَوى ليلى وسُعْدَى بِمَعزِلِ وعُدتُ إلى تَصحيحِ أوّلِ مَنزِلِ؟؟! فنادَتْ بيَ الأشواقُ مَهلاً فهذِهِ منازلُ من تَهوى رُويدكَ فانْزِلِ غزلتُ لهُمْ...

من حكماء بلادي.. المستشار حسن بن محمّد الكبيسي

من طول وتقادم زمان الصمت العربي المريب فإنّ ** في الجراب يا حادينا الجواب في كل يوم ألج مكتبه المتلألئ الأنيق -كما صاحبه البسّام المنيف- ومع كلّ اتصال، وعند كل لقاء.. لا يلقاني أبداً إلا...

ثمّ دخلت سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وألف!!

في غرة المحرم من هذه السنة، انتبه أهل الإسلام «وعلماؤهم وساستهم» واستيقظوا من رقدة طال أمدها قروناً خلت، وتقادمت عليها الأعوام عقوداً تخلت، ومع بزوغ شمس العام، تدفقت في الأمة دماء الغيرة والإباء، وانفجرت في...

وداعاً «الكُميت» الخيّر.. وابن الخيارين

فقدنا يوم الجمعة (8 ذي الحجة 1440هـ) أحد أنقى وأصفى وأصدق وألطف الرجال، إنه العزيز الكريم، ضحوك السن، واسع القلب، الضحّاك جالب السرور وانشراح الصدر لكلّ من عرفه؛ إنه الأستاذ علي بن محمد الكُميت الخيارين،...

2/إضاءة (آل سعد).. مثل (للسيّد)

(ترى النعمة زوّالة) !! (كثيب رمل مهيل).. حول شواطئ (بحر الخليج).. يتراكم ويموج.. من خلفه الطوفان.. من خلفه السد. من «عودة قلم» الاثنين (21/1/2019) حول «هدر الأموال» وبوهج قبس الكاتبة سهلة آل سعد، لوزيرة الصحة...

بين هدايات الكتاب وتوطئة الواقع «لوقوع العذاب»

تمهيد لا بُدّ منه: تعالى الله ربنا الجليل وتقدس أن «يفهم أمره» في قوله جل جلاله: «وإذَا أَرَدْنَا أَن نُهلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا»، تعالى الله أنْ يأمرَ الفاسق...

الأصاغر بين فكّي أكابر مجرميها

في الغابات نشاهد بقر الوحش والظباء والدوابّ كافة، وقد سخّر الله بعضها بحكمته البالغة لكي تُفترس بالأنياب، ذلك للحفاظ على حياة القطيع وباقي الأنواع، «صُنعَ اللهِ الذي أتقنَ كلّ شيءٍ»، وما يُعرف بـ «دورة الحياة»...

لا تستعدوا قطر (النِّشَب)؟؟ (1)

باسم الله مُجريها.. وما أدراك ما أُلهِبت النفس عندما يتعلق البيان بقطر؛ نبض أعصابنا، وتربة آبائنا وأمهاتنا. توهّم الواهمون في «كيانات» فاشلة تعزف على «طبول أساتذة جوفاء» أن قطر صيد يسهل اقتناصه وابتلاعه، بخاصة الذي...

كتاب العظيم «1»

هل إلى «تدبُّر» القرآن من سبيل؟! صح عن النبيّ الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- قوله: «ألا إن سلعة الله غالية».. وعطاء العظيم بمقدار عظمته وكرمه.. والقرآن العظيم هو أعظم ما امتنّ به العظيم -سبحانه-...

يا ناس اكذبوا.. وخادعوا !!

في زمانٍ مضى وتولى كان العربُ -الشرفاءُ منهم، والنبلاء بالأخص، وأصحاب الزعامة والوجاهة- يأنفون من الكذب ويستقبحونهُ أشدّ القبح، ويعدّونهُ من خوارم المروءات التي يُعيّرُ بها المرء إنْ أُثرَ عنه أنه أحدثَ كذبة!! فلا يزال...