


عدد المقالات 191
كيف أبدأ الحديث! بعقلي أم بقلبي؟ ترددت بكتابة المقال في البداية على دراية تامة بأن كتابنا المحترمين سبقوني بالتعبير وأدلوا بغضبهم ومشاعرهم نحو مواضيع وقضايا كثيرة سردت خلال حريق مجمع فيلاجيو! لحظة لم يؤسرني قلبي على فيلاجيو كثرة ما أسرني على ضحايا الأطفال! وحالهم مختنقين داخل غرفة تتطرق إليها عبر مداخل ومداخل. حالنا في قطر أصبح تجارياً للأسف. كحال بعض من الناس عند نزول بيوت جديدة. يبنونها بأرخص المعدات لتقديم المنزل جاهزاً بأسرع وقت! ثم ماذا يحدث؟ يبدأ التصليح في غرفة وفي أنابيب. فالتصليحات تنتظر الاستخدام اليومي للمنزل. وهذا هو الحال بالضبط مع مبان كبيرة للاستخدام العام. ولكن الوضع أخطر بكثير في الأماكن العامة، فكأنك تتسارع في زيادة أرباحك عن طريق محلات شتى. وتتناسى سلامة وأمن الزوار. وأي زوار هم؟ الأطفال!. طبعا هو يعتبر صاحب مسألة وليس وحيداً. فإن كانوا رجال الدفاع المدني رافعي رسالة التضحية في خدمة الشعب! هل هذا يعني أنه يجب التساهل في قضية اختناقهم! كيف هي متابعتهم مع آخر التطورات مع إرشادات الأمن والسلامة عالميا! والزي المطلوب لكل نوع من حالات الحريق! صحيح أنتم أصحاب المصلحة رقم 2 الذين يعتقدون أن «جميع الحالات التماس كهربائي!! والأمور تمام وقمنا بدور بطولي»! بل نوع الحرائق الحاصلة لا تتطلب مجهوداً بطولياً! هل نسيتم احتراق عمارة بالكورنيش ولم يسعفكم الوصول إلى آخر الطوابق بحجة عدم وجود سلم طويل! نقصكم سلم طويل!! أين كنتم قبل الحدث وماذا تفعلون؟ تترقبون حدوث الحادثة وتبدؤون بالخطط!! هل هكذا نتأهب للحالات الطارئة؟ نطلب خريطة مجمع تجاري خلال الاختناق ونحن على علم بأن بالداخل أرواحاً صغيرة تناجي للمساعدة!! لا يهم التصريح بوقت وصول رجال المطافئ والشرطة بالدقيقة والثانية على كثرة ما يهم وصولهم وهم مستعدون ولديهم خطط مسبقة للعمل بها. ولا ننسى هم مسؤولون رقم 2. المسؤولة رقم 3 وخطين على هذه الكلمة المؤنثة التي سحبت تساؤلات كثيرة عن أنوثتها التي يفترض أن تعطف على براعم، وتخشى عليهم من الضرر. هل تصورت من قبل حجم الرئتين لديهم! هل توقعت أنهم سيصمدون طويلا بتنفس الدخان الكثيف في تللك الغرفة المكتومة «والله حرام عليج». صاحبة الحضانة. هل فعلا تعتبرين نفسك صاحبة أعمال ناجحة! أم أن مكانتك تفوق الالتزام بقوانين الأمن والسلامة وتهيئة المكان المناسب لاستقبال الأطفال، أم أنك ممن دائما يقول «ما بيصير شي» مع الجماعة السابقة، فبالتالي لا خطط بديلة مجهزة ولا مفتشين لتقييم المكان! بعض الأحيان العلاقات بين التجار أو الواسطات تسهل كثيراً من الأمور، وبعض الأحيان نبدأ بالتساؤل لماذا لا تطبق ولا تنفذ سياسات ولوائح متفاوتة داخل الدولة، باتت أن تكون مجهود مجموعات مختلفة من الباحثين ساعين للتحسين خاصة في التأهب في حالات الطوارئ، ونقول المؤسسات لا تفعل والهيئات لا تطبق. للأسف الشديد اتضح الموضوع أن عدم التطبيق أيضاً يشمل التجار وأصحاب العلاقات الوطيدة الذين يقال لهم الأمور تمشي وكل شي سهالات!! في نهاية كتابتي لهذا المقال، تيقنت أن ترددي من البداية بعدم الكتابه أمر خاطئ. فعلى الجميع المشاركة في تأنيب ضمير قلوب أناس غير مبالية إلا لما ينفعهم. بل التأكيد أكثر على جريمة قتل بالوقوف ضدهم. تستحقون المساءلة، بل هذا جزاء من لم يتقن عملا!! «Dear families of innocent victims. we all feel sorry for your loss. when God gives. he also takes. But when he takes away something precious you have. he protects it from greed and misery of this world. They are in God›s hand. May God rest their souls in peace.» أتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أسر الضحايا وشهداء الواجب، سائلين المولى عز وجل أن يرحمهم ويدخلهم فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. أكررها مرة أخرى: تستحقون المساءلة.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...