عدد المقالات 84
لعلكم لاحظتم مثلي على امتداد الأيام القليلة الماضية وحتى هذه الأيام، ما تشهده الدوحةُ من حراك ثقافي ترفيهي منوع.. فلا يكاد يمر يومٌ إلا وتشد عينَك فعاليةٌ من الفعاليات المفتوحة للجمهور.. فعالياتٌ وعروض راقت لي كثيراً في شكلها ومضمونها - وهذه بالمناسبة فرصة لرفع القبعة لوزارة الثقافة والمسؤولين عنها وجهاز قطر للسياحة على جهودهم ومبادراتهم الابداعية. وبقدر ما راق لي هذا الكمُّ والكيفُ من الفعاليات، فقد جعلني أشعر بإحساس رائع من السعادة والفخر.. فكل هذا الحراك الكرنفالي بين مهرجانات وعروض ومعارض ومسابقات في الهواء الطلق أوحى إليّ بنعمة الراحة والسعادة والفرح في بلدي بلد الفرح الدائم قطر.. ونعمة الأمن والأمان التي يحسدنا عليها كثير من الدول. هي حتماً أفراح وكرنفالات لن تتوقف بل ستمتد في هذا الشهر شهر الأفراح العارمة.. ديسمبر.. فها قد بدأ العد التنازلي لغمرة الاحتفالات بالعيد الوطني للدولة.. مناسبة تحل هذا العام لتتجدد معها مشاعر الفخر بالوطن وتكبر معها معاني الولاء لأميرنا المفدى. ولربما شدني كثيراً أيضاً شعار اليوم الوطني لهذا العام «مرابع الأجداد أمانة» شعارٌ أثار في داخلي الكثير من الفخر بالانتماء لهذا الوطن. مجرد قراءة الشعار توحي إليك بأن الاحتفال هذا العام باليَومِ الوَطنِي يأتي انْطِلاَقًا منْ وَفَائِنَا لإِرْثِ آبَائِنَا وأَجْدَادِنَا في الحِفاظ عَلَى هذَا الوَطَنِ، فلطالما شكل البرُّ والبحرُ بيئةً خصبة للأجيال السابقة في التعلق بالوطن والتجذر فيه.. هو بعد وجداني فريد بين الإنسان القطري وبيئته نُسِجت خيوطه بإحكام وترابط عجيبين حتى تحولت البيئة إلى جزء مهم ومكون رئيسي في شخصية الإنسان القطري.. لا أبالغ إذا ما قلت إن البيئة ثقافة لدى أهل قطر منذ القدم.. فتضاريسها المنبسطة وسواحلها الهادئة انعكست على طبيعة أهلها البسيطة المتسامحة والمتصالحة مع نفسها ومع غيرها، والمتواضعة، من عطاء أرضها استمد القطريون العطاء والإخلاص للوطن والتفاني في خدمته. إخواني.. كلٌّ منا عليه أن يعي قيمة هذا الإرث العظيم.. نعم، كل حبة تراب في بر قطر هي بميزان الذهب وكل قطرة ماء في بحرها هي بميزان اللؤلؤ الذي كافح الأجداد في استخراجه وتجارته.. والمحافظة على البيئة مسؤولية جميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة المعطاءة. الأرض التي يفخر فيها الحاكم والشعب على الحد السواء بإرث الأجداد ويجعلون منه مرجعا أصيلاً وأساساً متيناً لكل احتفال وطني.. وتَحِن قلوبُهم إلى طريق الآباء والأجداد هو وطن لا خوف عليه، لأنه ببساطة وطن أصله ثابت وفرعه ممتد بجذور صلبة ومتينة. شُكْرًا للّه عَلَى تَسْخيرِ هَذِهِ الأرْضِ المعْطَاءِة، وَبِذَلِكَ نكُونُ قدْ أدّيْنَا الأَمَانَةَ إِلَى أَهْلِهَا: الأَجْيال القَادمَة. «مرابع الأجداد أمانة».. ليس مجرد شعار.. هو رسالة عابرة للأجيال وعنوان للفخر بإرث الوطن.. هو مرآة لقطر بين ماضٍ تليد.. وحاضر مجيد. يقول المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيّب الله ثراه في قصيدته: مرّت بي العيرات عدٍّ ومنزلٍ ورسم لنا ما غيّرته الهبايب ديارٍ لنا نعتادها كلّ موسم مرباعنا لا زخرفتها العشايب.
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...