alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

الشمال المحرّر والتحام الحاضنة بثورته

29 أغسطس 2019 , 01:15ص

زائر الشمال السوري المحرّر يلمس هذه الأيام ثقة متزايدة واعتماداً شعبياً أكبر على الثوار، الذين وقفوا بوجه قوة كبرى وميليشيات طائفية لأكثر من 120 يوماً، تخللتها 10 آلاف غارة جوية بحسب صحيفة القوات الروسية في حميميم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الغارات والهجمات التي لو تعرضت لها دول لانهارت، ومع هذا صمدت هذه الفصائل على رغم قلة الإمكانيات وتخلّي الحلفاء عن الثوار إلا لماماً. زائر الشمال السوري المحرّر يلمس اليوم اختفاء لهجة التخوين، ولهجة البيع والشراء من قبل الحاضنة بحق ثوارها، كما هي شائعة للأسف من قبل من أدمن الجلوس خلف «الكيبورد» ومواقع التواصل الاجتماعي، لقد رأت الحاضنة بنفسها كيف كانت القنابل والصواريخ الارتجاجية تهزّ وتخلع شبابيك بيوت على بعد عشرات الكيلومترات من مكان الانفجارات، ولكن هذه الانفجارات التي خلّفت حفراً بعمق أمتار وبعرض أمتار كذلك، لم يكن لها أن تفعل الكثير في أجساد غضّة، سوى نشر الرعب والخوف والفزع في وجوه أطفال، لا يعرفون لماذا يُقصفون، ولماذا يُستهدفون بهذا الشكل المخيف، دون أن يدين أحد هذا الفعل الإجرامي الوحشي المغولي، لكن هذه الانفجارات لم تؤثر على عزيمة وإرادة وثبات المجاهدين والثوار في الجبهات، وهو ما عزّز ثقة الحاضنة بثوارها وزادت معه شعبيتهم. زائر الشمال السوري اليوم يرى التحام الثوار بعضهم ببعض، لا فرق بين ثائر وآخر، وبين مقاتل وثانٍ، وبين فصيل وفصيل، وإنما الكل سواسية، شكّلوا غرفة عمليات واحدة تدير العمليات، فتقاسموا أسلحتهم وذخائرهم رغم قلتها، وتقاسموا أموالهم رغم ندرتها، فاختفت اللافتات من بعدها، واختفت من ورائها كل الاتهامات التي يكيلها البعض من وراء الحدود لهذا الفصيل أو ذاك، أملاً في تسجيل نقاط لأيديولوجيته الفارغة، في حين يسخر كل من هو في الداخل من أولئك الذين يسعون إلى الانتصار لأفكارهم وأيديولوجياتهم، بينما الضحية هي المدني المحاصر والمقصوف. زائر الشمال السوري المحرر ليس لديه ردٌّ على ما جرى من انسحابات للثوار أمام الأرض المحروقة الروسية وميليشياتها الطائفية، إلا أن الثوار هم الكرّارون، وأن لا بديل عن الصمود حتى ولو كلّف ذلك إبادة 3 أو 4 ملايين سوري مقيمين في الشمال المحرّر، فالهجرة والاقتلاع من الأرض غير وارد في قاموسهم، ولذا فقد أعدّ الجميع لذلك اليوم، يوم الصمود من أجل الانتصار وليس غيره، وهم يدركون تماماً ماذا يعني انتصار الغزاة على الشمال المحرّر. الكل يتحدث عن حرب عصابات بعيدة المدى في حال سقط الشمال، وحينها ستكون تركيا وجهاً لوجه أمام عدو تاريخي تقليدي خطير ثلاثي الأبعاد، فتكون جبهاتها مكشوفة تماماً لا سمح الله ولا قدر، فما جرى لمحاصرة نقطتها التاسعة في مورك وحجم الإذلال الذي تعرضت له على أيدي قوات النظام السوري، أو على أيدي القوات الروسية باستعراض قواتها ومقاتليها حول النقطة، يشير إلى ما يمكن أن يكون عليه مستقبل وجود هذه القوات أمام الحدود التركية، لكن لا يزال الثوار على الأرض يعدون المفاجآت، ومسألة إسقاط الشمال كله ليست بذلك الأمر السهل لا داخلياً ولا إقليمياً ولا دولياً، وإن تحدى الروس ذلك كله فهذا سيكلّفهم الكثير، ربما ليس على المدى القريب، ولكن حتماً سيكون بمثابة حرب استنزاف طويلة الأمد.

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...