alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

هند المهندي 14 سبتمبر 2025
القمة الطارئة
د. زينب المحمود 15 سبتمبر 2025
رغم المكر.. قطر ستبقى حرة
مريم ياسين الحمادي 13 سبتمبر 2025
قطر وقمة الأمة

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

28 مايو 2020 , 03:17ص

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون مضادة للطائرات، فتحوّلت خلال دقائق إلى خردة تباع في المزاد العلني، ومن قبل تحوّلت المضادات نفسها أو قريباً منها، إلى المصير نفسه في سوريا، يوم كانت طائرات بلا طيار البيرقدار التركية تتصيّد أهداف العصابة الطائفية في شوارع وأزقة وحارات الشمال السوري، وعلى مدى سنوات ونحن نرى المضادات لا تحرك ساكناً تجاه الطائرات الصهيونية التي تقصف الحليف الروسي في سوريا من الميليشيات الطائفية الأسدية أو الحليف الإيراني. هزيمة حفتر في ليبيا لن تُقرأ أبداً على أنها انهيار له فقط، ولمن شغّله ودفع له، ولكنه انهيار مشروع الثورات المضادة، الذي لا يزال يعاند حركة الشعوب، ويقاوم ويمانع الدورة الحضارية المتشوّقة للحرية، فبعد الهزيمة الساحقة التي تعرّض لها في أفغانستان على يد المجاهدين الأفغان أواخر الثمانينيات، وكانت هزيمة مزّقت الاتحاد السوفييتي، وقلصت أرضه الجغرافية، وقلّصت معه نفوذه السياسي والاقتصادي، يحاول اليوم اللعب على حساب تراجع الدور الأميركي في مناطق عالمية عدة، لكنه لعب يثبت من جديد أنه يفتقر إلى الكثير من الأدوات التي تناسب العصر الحالي، فلا تزال أدواته هي نفس الأدوات التي سعى من خلالها إلى الهيمنة على أفغانستان وغيرها، وفشل، واليوم يقتفي الأثر نفسه بالاعتماد على أدوات أحزاب ديكتاتورية ديناصورية من التاريخ البائد، المفصولة عن شعوبها وعن حاضرها، ويعتمد كذلك على استراتيجية القتل والإبادة والتهجير والأسلحة المحرمة دولياً، لإخضاع الشعوب، وهي الأسلحة ذاتها التي ثبت فشلها إن كان في داخله يوم أخضع الجمهوريات الإسلامية والمسيحية فتمردت عليه في أقرب فرصة، أو من خلال الاستراتيجية الإبادية التي اعتمدها لعقد كامل في أفغانستان فثبت فشلها وعقمها، وخسر بالتالي الأرض والإنسان على حدوده بالأمس، وفي مجال نفوذه الحيوي اليوم. اليوم يتكرر الأمر نفسه في سوريا وليبيا، وهو ما يصرّ على استنساخه في دول أخرى، وكأن الزمن لم يتغير بالنسبة له، وقد توقف تماماً، وحين سعى الروسي إلى عقد مصالحات في الجنوب السوري فاعتمد على أدوات جديدة قبل أن تتعامل معه من مقاتلي الثورة وكتائبها، فاته أنه لا يستطيع أن يلعب هذا الدور نظراً للنظرة الإنسانية تجاهه، فهو بنظر البشر، فضلاً عن الثوار، جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل، فهو الذي دعّم الاستبداد على مدى عقود، وهو الذي سعى إلى تثبيته في ظل الربيع العربي وثوراته، وهو ما أدى ونجم عنه انهيار لمشروع سعى إلى ترويجه في درعا إن كان على المستوى السياسي أو على المستوى العسكري، فالمحتل والاستبداد لديه فائض قوة خشنة للتدمير والخراب، ولكنه محروم من فائض قوة ناعمة لتسويق برنامجه وجذب الشعوب إليه، وقد أتى تحالفه مع قوى استبدادية شمولية ديكتاتورية لإخضاع الربيع العربي وثوراته ليزيد من الشقة بينه وبين الواقع الذي تعيشه الدول العربية وشعوبها، والتي من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- قدرته في إعادة جنّ الشعوب لقمقم الاستبداد والاحتلال. ليس أمام المشروع الروسي إلا الاعتذار للشعب السوري عما أجرم به طوال سنوات، وليس أمامه إلا الانشقاق عن نظام طائفي ثبت يوماً بعد يوم أن خطره على الشعوب العربية والإنسانية بقدر خطره على الشعب السوري.

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...

في الذكرى العاشرة للثورة والحنين للأصل

عادت أجواء ثورة الياسمين السورية في ذكراها العاشرة تماماً كما بدأت، أجواء الاعتصامات والمظاهرات والشعارات ورفع علم الثورة السورية باعتباره علماً وحيداً وحّد الثائرين المنشقين عن الظلم والاستبداد والاستعباد. عادت أجواء التظاهرات السلمية لتؤكد من...