عدد المقالات 272
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن غدا بعض موظفي القطاعين في الفترة الأخيرة أشبه ما يكونون بأمراء يضربون بسيف هذه المنظمات الدولية، عرفت ذلك تلك المنظمات أم لم تعرف، كما حصل أخيراً برفض إدارة صحة إدلب السماح لطلبة كلية الطب بجامعة إدلب، بالتدريب في مشافيها بحجج واهية، وهي أن الجامعة تحت سلطة حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام المصنّفة إرهابياً، بينما القاصي والداني يعلم أن تركيا تتعامل مع الهيئة عسكرياً وسياسياً وخدمياً منذ سنوات، وما كان لها أن تدخل كل قواتها هذه والمعدات والذخائر بدونها، وفوق هذا فإن المبعوث الأميركي جيمس جيفري دخل إلى مناطقها، مما منحها شرعية، فضلاً عن وجود مؤسسات دولية في الشمال المحرر، وفوق هذا كله فإنه لثلاث سنوات تقريباً لم يتم استهداف أي عنصر من عناصر الهيئة من قبل التحالف الدولي، بعد إعلانها الانشقاق عن تنظيم القاعدة. التعليم في الشمال المحرر يعاني من عقبات ومتاعب كثيرة، على الرغم من أن مدارسه لم تغلق أبوابها بسبب جائجة «كورونا»، وهي المدارس الوحيدة ربما في العالم التي لم تغلق طوال تلك المرحلة، ولكن بالمقابل فالمدارس تعاني من شحّ الموارد، بالإضافة إلى القصف المتعمد لمدارسها، فثانوية تفتناز التي تضمّ المئات من الطلبة والطالبات، وكثير منهم من النازحين الذين نزحوا بفعل القصف الروسي، لا تزال متصدعة لا تصلح للدراسة، بانتظار أن تُنعم عليها مؤسسة دولية بإصلاحها وترميمها، ولكن حتى الآن لم يقدم أحد على ذلك، وهو ما يقلق مئات الطلبة ومعهم مئات العائلات، من المصير الذي ينتظرهم في العام المقبل، وقس على ذلك مدارس أخرى، فضلاً عن شحّ الموارد للمعلمين الذين لا يتقاضى بعضهم الخمسين دولاراً، مما يجعل السائق في منظمة دولية يحصل على ستة أضعاف ما يحصله الأستاذ في المدرسة. بالمقابل، نجحت جامعة إدلب التي تضمّ أكثر من 15 ألف طالب وطالبة في معظم الكليات هذا العام، كما نجحت في قبله بفرض نفسها على الجامعات التركية، فحصلت على أكثر من 40 منحة دراسية للدراسات العليا، وكان لموقف الأمم المتحدة السيئ بدعم طلبة أرادوا تقديم امتحاناتهم في مناطق العصابة الطائفية، كون شهادات المحرر غير معترف بها إشارة سلبية قوية، وانهيار أخلاقي حقيقي يضاف إلى الانهيارات الأخلاقية لها، وهي التي تعرف تماماً أن آلاف المدارس والمشافي إنما دمرت على يد العصابة الطائفية وسدنتها الروس والإيرانيين، فكيف يكونون أمناء على التعليم وطلبته، فضلاً عن أن شهادات العصابة الكيماوية البرميلية لا أخلاقية على أقل اعتبار، بينما شهادات المحرر تحمل قيمة أخلاقية، وهي من المفترض أن تكون من أساسيات وأبجديات الأمم المتحدة، شجع ذلك أكاديميين ومؤسسات تعليمية في المحرر، أن يعلنوا التوقف عن الاعتراف بأي شهادة من شهادات العصابة الطائفية، وهو الأمر الذي بدأ منذ عام 2015، حيث ظل خريج جامعات النظام لا يسمح له بالتدريس في مدارس الشمال المحرر.
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...
عادت أجواء ثورة الياسمين السورية في ذكراها العاشرة تماماً كما بدأت، أجواء الاعتصامات والمظاهرات والشعارات ورفع علم الثورة السورية باعتباره علماً وحيداً وحّد الثائرين المنشقين عن الظلم والاستبداد والاستعباد. عادت أجواء التظاهرات السلمية لتؤكد من...