alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

28 أبريل 2020 , 02:21ص

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً للدور ذاته. فمن يراقب الخريطة السورية يدرك أن منافذ البلد على جيرانه إنما تتحكم بها أميركا إن كان من طرف الجزيرة، حيث القواعد الأميركية لدى ميليشيات «قسد» الكردية، وهو ما يحول دون حركة سلسة ومريحة للقوات الإيرانية وميليشياتها الطائفية، وحتى الحركة التي تحصل ذهاباً وإياباً فإنما هي بموافقة ورغبة أو صمت أميركي على الأقل. ولا تزال واشنطن ملتزمة بما أعلنت عنه من استراتيجية خنق العصابة الطائفية اقتصادياً، لتكون لها الكلمة الفصل في سوريا، ما بعد بشار الأسد، وأدواتها في ذلك عدم السماح بفتح خطوط التجارة الدولية، وحتى المحلية أحياناً، للنظام، وأكثر ما تجلى بمنع فتح معبر نصيب على الحدود الأردنية، والذي كانت تأمل العصابة وسدنتها أن يخفف الفتح من الكلفة الاقتصادية عليهم جميعاً. وهنا نستطيع أن نفهم تماماً حجم التحرك الأميركي إزاء بعض الدول العربية كمصر والإمارات التي تضغط عليهما بعدم الانفتاح على دمشق، وهما اللتان تسعيان إلى الانفتاح على العصابة الطائفية نكاية بتركيا لا أكثر ولا أقل، ولا علاقة له بتحقيق مصالح بلدين، مصلحتهما في النهاية مع تركيا، إن حذفنا منهما مصلحة نظامين مصابين بالرهاب التركي، تماماً كما حصل معهم في إسقاط صدام حسين، فكان ما كان على أمنهم الداخلي، والذي يدفعون ويدفع الكل ثمنه اليوم. تتعزز الاستراتيجية الأميركية بخنق العصابة الطائفية مع قانون قيصر الجديد والذي يُضيّق الخناق على كل من يتعاون مع العصابة الطائفية في سوريا، مما يجعل الحديث عن فتح أوسترادات «أم 4» الواصل بين الأردن وتركيا مروراً بحلب ودمشق، و»أم 5» الواصل بين حلب واللاذقية عبر سراقب، عديم الجدوى وملهاة تماماً، تضحك بها هذه الدول على نفسها، كون هذه الأوسترادات لن تُفتح أمام تجارة خارجية، بفعل الضغط الأميركي الذي وقع على الأردن من قبل، أما التجارة الداخلية بين المناطق المحررة والمحتلة فلن تفتح، كما رأينا الغليان الشعبي أخيراً إزاء عزم فتح ممر في سراقب، وإن فُتح فسيكون غصباً عن المناطق المحررة التي لن تتعامل معه بشكل طبيعي، وربما يتعرّض لهجمات من هنا وهناك، إذن فما هو الهدف من فتح الأوسترادات إن كان لا يحقق نفعاً للدول المعنية التي تقاتل من أجل فتحها؟ أعتقد أن فتح هذه الأوسترادات ليس هدفه الاقتصاد، كما يروّج، فمع انتشار القوات التركية بكثافة بشرياً ومعدات، يقابله انتشار القوات الروسية والإيرانية على الطرف الآخر، فإن البؤر السورية الموجودة الآن، وهي بؤرة إيرانية وأخرى روسية وثالثة تركية، إنما هي تثبيت لواقع سوريا الثلاثية الأبعاد إلى أن يتم الاتفاق على طبيعة سوريا وشكل الحكم فيها مستقبلاً، ولعل هذا ما يفسره حديث روسيا وإيران وتركيا لأول مرة عن مستقبل سوريا، وهو ما يستلزم حكماً الحديث عما بعد بشار الأسد. الواقع السوري لم يعد يحتمل أكثر مما حصل له، فحتى مناطق النظام تعاني من تململ غير مسبوق، ومع استمرار المطارق الدولية على حليفيها الإيراني والروسي، الأمر الذي يجعل مسألة كفالة الدولة السورية من قبلهما مكلفة على المدى القريب، فضلاً عن المتوسط، فروسيا التي وعدت بحل القضية السورية حين دخولها عام 2015 بأشهر تبخّر وعدها، وسيُضر بالتالي بصورتها خارجياً، فضلاً عن اتضاح فشل مشروعها الذي قدمته وروّجته في درعا، ونحن نرى الانتفاض ضد مشروعها وليس ضد العصابة الطائفية فحسب، أما إيران فكما عجزت عن تقديم مشروع يرقى إلى طموح الأقلية الشيعية في العراق، فهي أعجز من أن تقدم مشروعاً في سوريا.

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...

في الذكرى العاشرة للثورة والحنين للأصل

عادت أجواء ثورة الياسمين السورية في ذكراها العاشرة تماماً كما بدأت، أجواء الاعتصامات والمظاهرات والشعارات ورفع علم الثورة السورية باعتباره علماً وحيداً وحّد الثائرين المنشقين عن الظلم والاستبداد والاستعباد. عادت أجواء التظاهرات السلمية لتؤكد من...