alsharq

ياسر الزعاترة

عدد المقالات 611

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

الشيخ البوطي والنابلسي وعلماء سوريا في المعمعة

29 يونيو 2011 , 12:00ص

باستثناء قلة قليلة من علماء سوريا المعروفين ممن جهروا بكلمة الحق مثل الشيخ أنس عيروط من بانياس، والشيخ كريم راجح والشيخ أسامة الرفاعي من دمشق والشيخ إبراهيم السلقيني مفتي حلب، والشيخ عدنان السقا من علماء حمص، فإن الغالبية الساحقة منهم لا تزال أسيرة الخوف، فيما مال بعضهم إلى ادعاء القناعة بموقفهم الرافض للثورة السورية، أكانوا صادقين، وهم القلة، أو قالوا ذلك تبريرا لخوفهم، وهم الأكثرية. ما ينبغي أن يُقال ابتداءً هو أن الموقف المناصر للثورة في سوريا ليس كالموقف المناصر للثورة في اليمن أو مصر قبل ذلك، بل حتى ليبيا أيضا، إذ إن الموقف في الحالة السورية له ثمنه الكبير في دولة أمنية بامتياز لا تتورع عن التنكيل بالرجل حتى في أهل بيته، وليس في شخصه فقط، وهو ما يدفع الكثيرين إلى الأخذ بالرخصة المتاحة في مثل هذه الظروف بعدم تحميل النفس ما لا تطيق. ولعلنا نشير هنا إلى أن مستوى النزق لدى النظام ما زال يعتبر أن مجرد السكوت وعدم التعرض للأزمة نصرةً له ضد شعبه، يعتبره موقفاً ينطوي على بعض التحدي، وهو كذلك في واقع الحال، أقله بالنسبة للفئة المعروفة من العلماء. من المؤكد أن الجماهير الشعبية تدرك ذلك، وهي تبعا لذلك لم تنتظر إشارة من الشيوخ أو العلماء لكي تخرج إلى الشوارع، لكن جرأة بعضهم في تحدي النظام سيكون له وقعها في قلوب الناس من دون شك، لاسيَّما إذا دفع العالِم ثمن موقفه. خارج سوريا ظهرت مواقف كثيرة من علماء سوريين اتخذوا موقفا ضد ظلم النظام وقتله أبناء شعبه، ولعل أبرزها موقف العلامة الشيخ محمد علي الصابوني كمعبّر عن رابطة علماء سوريا في الخارج وغيره كثير، وقبلهم كان عدد من كبار العلماء والدعاة من العالم العربي قد أسهموا في التنديد بعسف النظام ودعوة الناس إلى التمرد عليه، وتصدرهم منذ اللحظة الأولى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي الذي تعرض لهجمة شرسة من أزلام النظام، الأمر الذي لم يثنه عن موقفه لولا الوضع الصحي الذي ألمّ به، عافاه الله. من المواقف البارزة التي انتظرها الناس في سوريا موقف الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، وهو رجل معروف بغزارة علمه الشرعي، ويبدو أن العلاقة الخاصة التي نشأت منذ سنوات طويلة بينه وبين آل الأسد (من الأب إلى الابن) قد آتت أكلها في هذه المعركة، إذ خرج الشيخ رافضا الحراك الشعبي، ومنددا بموقف الشيخ القرضاوي، وهو ما أثار الكثير من الخيبة لدى السوريين الذين انتظروا منه موقفا أفضل، ولو سكت لقبلوا منه ذلك، بل لربما اعتبروا سكوته موقفاً للاعتبارات المعروفة. من المؤكد أن المسألة الطائفية ستظل تطل برأسها من ثنايا الأزمة السورية، ونحن هنا لا نحب ممارسة الوصاية على عقائد الناس، وهذه التعددية الطائفية والمذهبية التي تعيشها منطقتنا تؤكد أن نظرية «لا إكراه في الدين» كانت واقعا معاشا وليست مجرد شعار، لكن المسألة هنا تتعلق بالحرية والديمقراطية أكثر من أي شيء آخر، ذلك أن من العبث الاعتقاد أن نظام طائفة (نسبتها لا تتجاوز %12) تحوّل إلى نظام عائلة، سيكون بوسعه إنجاز إصلاحات حقيقية يدرك أنه سيكون ضحيتها الأولى. لكن أحدا لن يتمكن من الحيلولة دون البعض واستخدام ورقة الطائفية في ظل حشد طائفي ومذهبي يجتاح المنطقة، وعندما يحدث ذلك سيكون العلماء والمشايخ في قلب الأزمة، أزمة هيمنة طائفة على البلد برمته من جهة، وأزمة غياب الحرية والرد بالرصاص على المطالبين بها من جهة أخرى. اليوم ينتظر الناس مزيدا من أصوات العلماء الداعية إلى الحرية، والرافضة في الآن نفسه لسياسات النظام، لاسيَّما الأسماء الكبيرة المعروفة في الفضاء السوري، كما هي حال الداعية الشيخ محمد راتب النابلسي، الذي كان موقفه معتدلا في البداية، وإن لم نسمع له شيئا بعد ذلك، وكذلك حال الشيخ وهبة الزحيلي وآخرين. عندما يسيل الدم في الشوارع، ويصرّ النظام على كبت حريات الناس وحماية الفاسدين واللصوص، يغدو السكوت محرما، وتغدو مقاربة الفتنة ورفض الخروج المسلح في الفقه التقليدي بلا معنى، لأن أحدا لم يخرج بالسلاح، وما جرى هو أن أناسا عزلا من أي سلاح خرجوا يطالبون بالإصلاح، فتمت مواجهتهم بالرصاص الحي.

عن كتاب «قراءة استراتيجية في السيرة النبوية»

هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...

ما هو أسوأ من مخطط الضمّ

ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...

فقراء العرب بعد «كورونا» والأسئلة الصعبة

أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...

ترمب في شهور الهذيان.. ماذا سيفعل؟

منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...

عن «كورونا» الذي حشرنا في خيار لا بديل عنه

الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...

بين ساسة التطبيع وصبيانه.. والصهينة أحياناً

بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...

مشروع التصفية الذي لم يوقفه «كورونا»

في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...

أيهما يتفوّق: «كورونا» المرض أم «كورونا» الاقتصاد؟

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...

عن أسئلة «كورونا» وفتاواه

منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...

عن الرأسمالي الجشع والمواطن الفقير في زمن «كورونا»

ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...

«كورونا» والدول الشمولية.. ماذا فعلت الصين؟

في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...

عن «فتح» من جديد.. أين الآخرون؟

نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...