عدد المقالات 168
قبل أيام، أعلن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي ترمب وصهره، أن الإعلان عن «خطة ترمب للسلام في الشرق الأوسط» أو ما بات يُعرف باسم «صفقة القرن» سيكون بعد شهر رمضان المبارك. يأتي الإعلان في سياق التمهيد والتهيئة، وفي السياق ذاته تأتي التسريبات. وقد يكون اختيار التوقيت الدقيق بُعيد رمضان مقترناً بالظروف «الإسرائيلية» الداخلية أكثر من أي اعتبار آخر، ففي هذه الأيام وحتى أسابيع نتنياهو مشغول في تشكيل حكومته الجديدة بعيد الانتخابات الأخيرة، ولا يريد ترمب أن يشتت ترتيبات نتنياهو الداخلية. من اللافت أن إدارة ترمب باتت تكترث أكثر ما تكترث لما يناسب الصهاينة، دون الأخذ بعين الاعتبار أو عين الأهمية أية اعتراضات عربية وإسلامية. وبإعلانه القدس عاصمة لما يُسمى «إسرائيل» ، دشّن ترمب مرحلة جديدة من الهيمنة والغطرسة لا يوجد في حساباتها قيمة فعلية للاعتبارات الفلسطينية. استهداف الحقوق والثوابت الفلسطينية يجري بنسق متصاعد متضاعف لهضم ما تبقى منها، ولا أدري ماذا ستفعل صفقة القرن أكثر مما هو حاصل على أرض الواقع! فترمب منح الاحتلال إعلاناً بالسيادة على القدس كاملة، وهي المدينة التي يتشكل حولها جزء رئيسي من جوهر المعركة، وأوقفت الإدارة الأميركية دعماً كبيراً عن الفلسطينيين وعن وكالة «الأونروا» التي تقدّم خدمات أساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وقد قلّصت الوكالة جزءاً كبيراً من أنشطتها وخدماتها التي يستفيد منها ويعتمد عليها معظم اللاجئين الفلسطينيين، ومن المعلوم أن غالبية أبناء الشعب الفلسطيني لاجئون داخل فلسطين أو خارجها. وقد حذّر كثيرون من مخططات تستهدف إيقاف جميع أنشطة الوكالة، وهو استهداف واضح لقضية اللاجئين التي تُعتبر محوراً أساسياً للعديد من القضايا الفلسطينية واستهدافه يعدّ استهدافاً لثابت تاريخي وحق أصيل مقدّس وهو حق العودة. ليس بعيداً عن ذلك كله قانون «يهودية الدولة» الذي أقره «كنيست» الاحتلال قبل أقل من عام، وهو القانون الذي يقول إن ما يُسمى «إسرائيل» وطن قومي لليهود حصراً دون غيرهم، وهو ما يهدد وجود الفلسطينيين داخل كل الأماكن التي تنضوي تحت ذلك المسمى في فلسطين. مؤخراً، أعلن ترمب اعترافه بالسيادة «الإسرائيلية» على الجولان التي تساوي مساحتها حوالي 5 أضعاف مساحة قطاع غزة. ومن الجدير بالذكر أن كثيرين ركزوا ويركزون في حديثهم عن صفقة القرن على قطاع غزة، وكأن الصفقة محصورة بما تفعله غزة أو بما لن تفعله باستفاضة تضليلية غير بريئة. ابتلع الاحتلال وضمّ خلال الشهور الأخيرة مساحات تعادل أضعاف مساحة قطاع غزة دونما حراك سوى من غزة، التي تخرج منذ أكثر من عام في مظاهرات وجولات تصعيد متكررة، بينما هناك من يتصدى فقط كلامياً للصفقة أو مخططات التصفية الحاصلة، وهو فعلياً شريك فيها بتضليل الجماهير وتخويفها مما هو قادم، مع أنه حصل ويحصل هذه الأيام. فلا أدري على ماذا ستحوي الصفقة المنتظرة من مآسٍ أكثر من الذي جرى ويجري، حتى ضم الضفة لكيان الاحتلال بات حديثاً متكرراً في وسائل إعلام الاحتلال، دونما أي تحرّك فعلي أو تجهيزات لمنع ذلك، ولو بتحركات شعبية من قبيل قطع الطرق بين المستوطنات في الضفة الغربية بالحشود البشرية والاعتصامات، وما شابه من أساليب. من المؤسف أن هذه العنجهية والغطرسة تواجَه بفتح أبواب التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما لو كانوا يكافئونه على جرائمه وانتهاكاته. ولا يبقى في المدى غير صرخات الرفض وأجيال حالمة تقول «لا» يوماً ما أظنه قريباً سيسمع العالم فيه صدى هذه الصرخات.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...