alsharq

إيمان الكعبي

عدد المقالات 84

حياتُنا بلا سيّارة.. لِم لا؟!

28 ديسمبر 2021 , 12:05ص

ثلاثاء جديد.. ويومٌ جديد وما أجمل بداية كل نهار.. لحظةٌ تعطيك إحساسا رائعا بأنك وُلدت من جديد.. لحظة نتنفس فيها نسائم الحياة ملء صدورنا ونقول الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور. بالمناسبة، ما أجمل النسائم العليلة والمنعشة التي تميز طقس قطر هذه الأيام وتجدني أكثر حرصا على أن أغتنمها لأملأ منها رئتيّ خاصة في كل صباح. وكم تمنيت دائما ألا تعكر صفوَ هذا النسيم الصافي والهواء النقي المنعش، منغصاتُ الزحمة وضجيجُ المحركات. لكن ما أسعدني كثيرا في الوقت ذاته هي المبادرة الرائعة التي أطلقتها مؤسسة قطر بتنفيذها فعالية «يوم بلا سيارات» في المدينة التعليمية. وللوهلة الأولى تخيلتُ «أياما» بلا سيارات وكيف يمكن أن نحول حياتنا وفق هذه الفرضية. نعم، هي فرصة ذهبية تجعلنا نتوقف قليلا ونستفيق ولو لبعض الوقت من غفوتنا لنتنبه إلى ما وصلنا إليه أو بالأحرى إلى ما أوصلتنا إليه السيارة. نعم.. السيارة نعمة.. ولكن.. ربما حولناها إلى نقمة من حيث لا نشعر! لم لا نستغني عن السيارة في أمور وشؤون من الممكن أن نقضيها من دون الوقوف خلف ذلك المقود؟! لا يخفى بأنّ الوضع الاجتماعي والمعيشي في قطر بما فيه من يسر - ولله الحمد - ساهم كثيرا في ترسيخ أسلوب حياتنا الحركي. لقد باتت السيارة شريكا لنا في كل خطوة مهما كان حجم جهدها البدني. والله إن المشي نعمة ولصاحبها دائما ميزة وفضيلة. ألم يقل رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»؟ ثم أليس أغلب العظماء مشائين؟ ألم يكن الفيلسوف الإغريقي أرسطو يقدم محاضراته ماشيا حتى سمي تلامذته بالفلاسفة المشائين؟ أليس لنا في الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل، عبرة؟ ألم يكن الرجل مشّاءً قويا حتى بلوغه الثمانين عاما فكان يقطع الطريق مترجلا فجرا من منزله في الجيزة سائرا على كورنيش النيل عابرا من التحرير إلى مكتبه بجريدة «الأهرام»، قاطعا نحو سبعة كيلومترات؟ عزيزي لا أطلب منك أن تصبح أرسطو ولا أن تكون نجيب محفوظ آخر، ولكن يا أخي حاول التخلص تدريجيا من إدمانك على السيارة. فما العيب لو سرت قليلا على قدميك عوضا عن الدقائق التي تقضيها في انتظار رحمة الإشارة الخضراء وأنت تحملق في عيون الناس، وأنتِ أختي لم لا تنزلين على الأرض قليلا فكلنا من طين وتراب وتجعلين ذلك المشي عادة أفضل من أن تنظري خمسين مرة إلى المرآة الداخلية لسيارتك أثناء الإشارة الحمراء أو كتابة محادثاتك بالهاتف التي لا تغلق حتى مع فتح الإشارة؟! إن الحركة والمشي والاستغناء قليلا عن السيارة يُحدث جمالية كبيرة في المشهد الحركي العام ويعطي روحا للشوارع. هي فرصة لنتنفس قليلا، ولعلمك فإن دراسات أوروبا أكدت أن الضوضاء في الأيام بلا سيارات تقل من ست إلى ثماني مرات مقارنة بالأيام العادية بينما تنخفض من ثلاث إلى أربع مرات جسيمات ثاني أكسيد النيتروجين في الهواء. بل إن أرقام الصحة العامة في فرنسا تقول إن تلوث الهواء يسبب 48 ألف حالة وفاة سنويا!! ختاما.. شكرا وألف شكر لمؤسسة قطر على مبادرتها المتميزة التي تجعلنا نقف أمام مرآة واقعنا ونطور أنفسنا وذواتنا... وأنت عزيزي القارئ أرجو ألا تكون بصدد قراءة مقالتي هذه وأنت خلف مقود سيارتك.. و«سوق على مهلك سوق بكرة الدنيا تروق».

العالم في ضيافة قطر

اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...

«الرقم الصعب»

يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه ‏أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه ‏باختصار، ولعل تحقيق الرقم...

(أخلاقنا.. وأخلاقهم)

في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...

(شعارنا..فخرنا)

كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...

«متاحف مستدامة.. ثقافة مستدامة»

على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...

انتبه.. وراءك مطبّ!

قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...

الإنسان «الحيوان»

اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...

«نأسف لهذا الخطأ»

كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...

«آفة الشلليّة»

في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...

«أطفال نخرج للدنيا»

عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...

«هل أنت إنسان.. سعيد؟!»

سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...

«بســــرعـــة»!

في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...