alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

مجلس التحدي (1-2)

27 ديسمبر 2012 , 12:00ص

بالقياس وبالتاريخ فإن الحكم على مسيرة أكثر من 30 عاما هي عمر مجلس التعاون الخليجي الذي أنهى أعمال قمته الـ33 في العاصمة البحرينية المنامة -وحضرت جزءا من فعالياتها- يؤكد أن المجلس نجح بامتياز وبصورة غير مسبوقة لا يضاهيها سوى تجربة الاتحاد الأوروبي، خاصة أن الشواهد تؤكد أن هناك دولا عربية سارت في نفس الاتجاه فظهر في أواخر الثمانينيات مجالس مشابهة في المقدمة منها مجلس التعاون العربي الذي ضم دولا مهمة مثل مصر والعراق والأردن واليمن وكتب الغزو العراقي للكويت «شهادة وفاته» بعد أن عاش في حالة «موتا إكلينيكيا» فترة استمراره ووجوده نتيجة خلافات بين الأعضاء الأربعة تفاقمت في الأشهر التي أعقبت نهاية الحرب العراقية الإيرانية وعودة مصر إلى الجامعة العربية عام 1989 في قمة الدار البيضاء بالمغرب. والمجلس الثاني وهو اتحاد المغرب العربي الذي أعلن في اليوم التالي لنظيره العربي وعلقت عليه شعوب المنطقة الكثير، ولكنه واجه حالة من الجمود غير مسبوقة نتيجة الخلافات التاريخية بين المغرب والجزائر حول «البوليساريو» والتحولات السريعة وغير المفهومة في مواقف العقيد القذافي حتى أن القمة المغاربية لم تنعقد منذ سنوات وغاب المجلس عن المشهد السياسي تماما. وبالقياس أيضا فإن حرص قادة دول مجلس التعاون الخليجي على عقد قمة سنوية في أحد العواصم بالتناوب وفي موعد محدد هو شهر ديسمبر من كل عام يمثل إنجازا آخر، فرغم وجود خلافات وتباين في وجهات النظر بين دول الخليج تجاه قضايا عديدة وصلت إلى خلافات حدودية تم تسوية معظمها فقد ظل أمر انعقاد القمة يشهد حرصا من الجميع على خلفية أن مثل هذه اللقاءات هي أداة ووسيلة لحل الخلافات إذا تمكن القادة من ذلك أو محاصرتها إذا كانت مقعدة ويتمسك كل طرف بموقفه دون أن يؤثر ذلك على مثيرة المجلس، وقد أضيف إليه مؤخرا قمة تشاورية منذ عدة سنوات جرى العرف على أن تستضيفها دولة مقر المجلس العاصمة السعودية الرياض، وهي تنعقد بدون جدول أعمال أو أجندة مسبقة يتم فيها التشاور بين القادة حول القضايا التي تهم الدول الست. هذا من حيث الشكل، أما المضمون فيؤكد أن مجلس التعاون الخليجي وصل إلى درجة من القوة والمتانة والرشد لدرجة أنه ظل صامدا طوال تلك السنوات الطويلة من عمره أمام تحديات متعددة واحدة منها كانت كفيلة بتقويض المجلس من أساسه، ويبدو أن ظروف النشأة كانت وراء ذلك أو أثرت فيه حيث تم الاتفاق بين قادة دول الخليج على إقامة المجلس في أعقاب الحرب العراقية الإيرانية وهما الجاران الأقرب جغرافيا لدول المجلس والأقوى عسكريا ومثلت هذه الحرب أول تحد حقيقي لدول الخليج التي حافظت على موقف يتفق مع مبادئها، فهي ليست مع العراق رغم ما يجمع الطرفين من عوامل جيواستراتيجية لأن العراق أدى دورا مهما علينا أن نعترف بها -أردنا أم لم نرد- حيث نجح في إيقاف الزحف الإيراني الذي اكتسب زخما بإسقاط شاه إيران ونجاح ثورة الخميني. كما أن دول المجلس لم تكن ضد إيران وكان من الصعب عليها دخول مواجهة عسكرية ضد طهران فسعت إلى احتواء الآثار السلبية لتلك الحرب التي استمرت 7 سنوات، وعانت دول الخليج من تداعياتها على المستوى السياسي والاقتصادي. ولم تلتقط دول الخليج أنفاسها من تلك الحرب المستعرة حيث لم يمر عدة سنوات حتى تعرضت الكويت إحدى دول المجلس لغزو عراقي غير مسبوق حتى في العلاقات العربية-العربية ومحاولة تغيير خريطة المنطقة، وكانت المواقف الخليجية لبنة مهمة في إرساء قواعد البنيان الخليجي، حيث أسهمت كل دول المجلس في الجهد الدولي العسكري الذي تشكل لتحرير الكويت ومنحت تسهيلات واسعة واستضافت دول التحالف من أجل تنفيذ مهمة تحرير الكويت، وهو ما تم بالفعل، ولم يكن كافيا لاستعادة الاستقرار لتلك المنطقة التي كتب عليها حالة من التوتر الدائم والأزمات المستمرة.

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...