alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

غزة.. أزمة كهرباء أم أزمة إدارة وإرادة؟

27 يوليو 2015 , 06:47ص

في يونيو من العام 2006 قام الاحتلال بقصف محطة كهرباء غزة، هذا سبب من أسباب المشكلة لكنه ليس الوحيد، فهناك أسباب أصيلة أخرى تعود إلى 15/2/1998م التاريخ الذي تأسست فيه «شركة كهرباء فلسطين» بمساهمة من 7 شركات محلية وعالمية. أزمة الكهرباء التي تدخل عامها التاسع تفاقمت منذ قصف الاحتلال للمحطة حين توقفت يومها 5 شهور متواصلة وتزامن ذلك مع فرض الاحتلال حصارا شاملا على غزة ترك آثارا شديدة الصعوبة على حياة الناس فلم تكن الكهرباء وقتها المشكلة الوحيدة فقد كنا مثلاً نصطف ساعات من أجل الحصول على ربطة خبز واحدة في ظل انقطاع الدقيق والمواد الأساسية لفترات كبيرة في عدوان قاس لا مبرر له. محطة الكهرباء لم تنتج بأفضل الأحوال سوى 100 ميجاواط بينما احتياج قطاع غزة يتراوح ما بين 380 ميجاواط إلى 440 ميجاواط، ويتم تعويض جزء من العجز عبر استيراد 120 ميجا من الاحتلال و30 ميجا من مصر لكن يبقى العجز قائما بحوالي %40 وهذا في الأوضاع الطبيعية ويؤدي لانقطاع الكهرباء مدة قد تصل لعشر ساعات يومياً أو 12 ساعة. في الأوضاع الحالية لغزة يستمر انقطاع الكهرباء لأكثر من 18 ساعة مقابل وصل لمدة تتراوح ما بين 4 إلى 6 ساعات وذلك بسبب توقف عمل المحطة حيث ارتفع العجز إلى حوالي %75 ناهيك عن تعطل الكثير من خطوط الكهرباء القادمة من مصر أو الاحتلال من وقت لآخر بشكل عرضي أو متعمد. خلف التوقف الحالي والمتكرر لعمل المحطة وعجزها عن توفير الاكتفاء في الأوضاع الاعتيادية الأمر الذي يخالف فكرة إنشائها حيث كانت بمثابة أمل نحو الاكتفاء الذاتي المريح والمستقل عن الاحتلال في هذا المجال، لكن الأمر لم يكن كذلك بعد سنوات من توقيع الاتفاق بين السلطة و»شركة كهرباء فلسطين». عند البحث والتحري عن تفاصيل الاتفاق التي ما زال الغموض يكتنف تفاصيلها نجد شروطا مجحفة بحق السلطة ونستغرب كيف اعتمدت، ومن ذلك أن السلطة مكلفة بالتوزيع وجباية الأموال وتوفير الوقود للمحطة تحت أية ظروف وإصلاح الخطوط وشبكات التوزيع، كذلك فإن السلطة ملتزمة بدفع التزامات مالية سنوية لشركة التوليد مقابل أقصى طاقة إنتاجية مفترضة، سواء عملت الشركة بكامل طاقتها الإنتاجية أم لم تعمل بالإضافة إلى أن الشركة يأتيها من وقت لآخر منح دولية ويتم تعويم الأمر لمصلحة متنفذين وجهات مستفيدة مادياً من هذه الحالة معظمهم متنفذون وبعضهم أصحاب قرار في السلطة، وإن تم حل الإشكال الحالي المتعلق بالضرائب كما تقول سلطة الطاقة بغزة وبآلية تسلم وتسليم أموال الجباية كما تقول سلطة الطاقة برام الله، فإن المشكلة ستبقى قائمة وما سيجري هو تحسن بسيط والحل يكمن بمراجعة الاتفاق والبحث عن بدائل. بالرغم من السعر المضاعف لثمن الكيلوواط الذي تنتجه شركة الكهرباء مقارنةً بالأسعار العالمية رغم سوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة وهو نطاق عمل الشركة حيث لا تعمل بالضفة المحتلة التي تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء القادمة من الاحتلال أو من الأردن بشكل أقل، وقد ابتز الاحتلال في الفترة الأخيرة السلطة من هذا الباب وقطع الكهرباء عن مناطق في الضفة لفترات أثناء مساعي السلطة للانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، فالاحتلال يستعمل هذه الأدوات بشكل متعمد من أجل دفع الفلسطينيين للتراجع عن حقوقهم السياسية والقانونية والتاريخية مقابل الحصول على الحق في حياة كريمة. الاحتلال سبب أساس في استمرار الأزمة لأنه يستطيع رفع الحصار والقيود التي تمنع وصول محطة الكهرباء التركية العائمة مثلاً، أو يسمح بتزويد قطاع غزة بكميات أكبر من الكهرباء، لكن في ظل غياب إرادة عربية ضاغطة على الاحتلال أو معنية بإيجاد حل للأزمة والحصار وانهماك الأطراف الفلسطينية في التجاذبات الداخلية في ظل عدم التوافق على آلية واضحة تسير العمل في هذا الملف الحيوي يضيع الحل ويدفع ضريبة ذلك كله الإنسان الفلسطيني وتبقى الشركة تتنعم بالأرباح هي والمستفيدين رغم كل الظروف وهذا يحتاج لمراجعة نص الاتفاق أو تأميم الشركة أو التفكير في بدائل أخرى تلغي عمل الشركة ومحطتها. ❍  @rdooan

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...