


عدد المقالات 168
فشلت «الحضارة الغربية» في الوصول إلى هوية مشتركة لمواطنيها، وبرغم تكوين الاتحاد الأوروبي ظلت إشكاليات وتناقضات الهوية قائمة، فلا دين يوحد سكن القارة ومن هم محسوبون على الغرب، فالكنيسة أصبحت بثلاث طوائف كبيرة ولا لغة واحدة ولا عرقية جامعة ولا شيء يجمع الأوروبيون سوى الجغرافيا، أما التاريخ فهو بحور من الدماء. كانت تكلفة حروب أوروبا ذات الدافع القومي المحشو بعواطف وشعارات وطنية ودينية خسارة عشرات الملايين من الأرواح طيلة قرون من الحروب الأهلية والعالمية التي خاضتها دول أوروبية لتعزير سيطرتها ونفوذها على حساب دول أخرى، حتى غدا العالم كما الغابة لا يحترم أو يخضع إلا للقوة، وهو أمر ما زلنا نعيش آثاره حتى يومنا هذا. نجحت أوروبا شكليا في تشكيل الاتحاد الأوروبي الذي هو بالأساس زواج مصلحة ومنافع لا تحالف قيم، إلا أنه بات يتصدع اليوم بعد أقل من ربع قرن على تأسيسه، بالتزامن مع تصاعد خطاب كراهية قومي في أوروبا والغرب، وهذا ما عبرت عنه أعمال الشغب التي صاحبت مباريات الدوري الأوروبي في فرنسا قبل أسابيع، وهو ما يعبر عنه ترامب في أميركا الذي لم يقتصر خطابه كراهيته على المسلمين والمهاجرين العرب، بل دعا أيضا إلى بناء جدار فصل بين أميركا والمكسيك لمنع دخول مواطنيها. وظهر في بريطانيا أشخاص يشاركون «ترامب» خطابه المتطرف الذي لا ينظر أبعد من حدود قوميته، ومنهم «جونسون» أبرز المنادين بالخروج من الاتحاد الأوروبي والمرشح المحتمل لرئاسة الوزراء بعد كاميرون الذي شبه أهداف الاتحاد الأوروبي بما كان يسعى له هتلر لتوحيد دول أوروبا تحت سلطة واحدة، وهو المسعى الذي أدى لاندلاع الحرب العالمية الثانية. لا شك أن القومية السامة عادت تضرب أطناب أوروبا والغرب من جديد، وهو ما عبرعنه استفتاء بريطانيا الذي كانت نتيجته الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بعد تصويت غالبية البريطانيين بدوافع قومية ترفض وجود مهاجرين في بلادهم يقاسمونهم مواردهم، وإن كانوا من ديانتهم ذاتها ولونهم نفسه. تضخم الأنا القومية سيضع الغرب أمام تداعيات من شأنها أن تؤدي لتفكك الكتلة الغربية بدون مؤامرات أو تدخل من أجهزة مخابرات عالمية كالتي تعمل في بلداننا على إثراء الفرقة والتشظي.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...