عدد المقالات 168
الكثير من القضايا في هذا العالم اندثرت وانتهت ولم يعد لها أثر وفي أفضل الأحوال أصبحت قصصاً تاريخية وروايات درامية، ذلك أن أصحابها انفضوا عنها وتناسوها لكن القضية الفلسطينية ظلت حاضرةً ومتفاعلة رغم مضي قرابة مئة عام عليها ذلك أنها عاشت شابةً فتية في نفوس أبنائها يحملونها أينما حلوا وارتحلوا. ولا زالت القضية والهوية الفلسطينية قادرةً على جمع أبنائها من مختلف أنحاء العالم تحت كل الظروف وهو ما جسده آلاف النشطاء والوجهاء والفاعلين الفلسطينيين المشاركين هذه الأيام في مؤتمر اسطنبول الذين احتشدوا من عشرات الدول تحت شعار «فلسطين تجمعنا». إن فكرة اجتماع الفلسطينيين والتقائهم بحد ذاتها فكرة جميلة وهو ما برع به الفلسطينيون في بلاد المهجر والشتات حيث إنهم غالباً ما يقاومون شتاتهم ويحاربون ذوبان الهوية والنسيان بتجمعاتهم ومبادراتهم ومؤسساتهم المختلفة، كما أنهم حافظوا ويحافظون على مخيماتهم قدر الإمكان ليس حباً لكلمة لاجئ ولكن عشق وتمسك بكل ما يربطهم بفلسطين حتى لو كان قطعة من حديد على شكل مفتاح أو قطعة من قماش على شكل كوفية. لكن ونحن أمام مرحلةٍ تاريخية مفصليةٍ جادة نجد الكثير من ممثلي الشعب الفلسطيني منهمكين مع برامج اللهو، متجاهلين المخططات الخطيرة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته، لذلك بات من الواجب على الشعب الفلسطيني في الداخل، والخارج خصوصاً، إعادة تمثيل نفسه وتفعيل دوره بشكل أوسع بكثير من ذي قبل ليتناسب مع خطورة المرحلة بعيدًا عن استهلاك الوقت في محاولة إيقاظ المؤسسات الميتة التي عطلت المشروع الوطني وجعلته يتراجع خلال العقود أو السنوات الماضية وأضاعت طريقه في مسارات ثبت فشلها. تحولت بعض مؤسسات «التمثيل» الفلسطينية إلى ما هو أشبه بالمزارع الشخصية تُتوارث داخل دوائر عائلية أو تنظيمية ضيقة ولا ينتفع منها فعلياً إلا من هم في محيط تلك الدوائر، وهذا الاحتكار يجب أن ينتهي ولكن ليس باحتكار آخر، وأتمنى أن تكون مخرجات أي مؤتمر أو مبادرة أكبر من مدخلاتها سواء المادية أو المعنوية حتى تكون رافعة فعلية للمشروع الوطني ومساندة لصمود الفلسطينيين على الأرض وإلا سنبقى ندور في حلقة مفرغة.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...