


عدد المقالات 188
ثلاثة أعوام مضت، منذ أن فجر البوعزيزي روح الثورة في جسد الأمة الذي ظن الكثيرون بأنه مات ولم يعد مريضاً فحسب، ثلاثة أعوام، تغيرت فيها رؤى وعصفت بربيعنا رياح شتاء وخريف، ثلاث مضين وأنت أيتها العربة القديمة المتهالكة تصرين على أن تسابقين مركبات الرياح، لا كلل ولا ملل. قبل ثلاثة أعوام من الآن، كان العالم على موعد فجر جديد، فجر بدأت تباشيره وأشعته الأولى تطل علينا من مغربنا، من تونس الخضراء، حيث فجر حدث البوعزيزي بإحراق نفسه احتجاجاً على الوضع، ثورة الياسمين، لتطرد تلك الروح الخبيثة التي سكنت ديار العرب منذ نصف قرن خلا أو يزيد. لم تكن حركة احتجاج البوعزيزي سوى نفخة في روح أمة همدت لسنوات طويلة، فنهضت، ونهض معها مارد عربي ظل في قمقمه، وأريد له كذلك، غير أنه انتفض. نعم قد يكون هذا التاريخ غير مناسب لتقييم ما جرى عقب ثورة البوعزيزي، ربما يكون الوقت مبكراً ونحن إلى الآن نعيش في أتون عاصف من تداعيات تلك الثورات، وهو ما أجبر الكثير من مؤيدي تلك الثورات على تغيير وجهة نظرهم بهذه الثورات، وصاروا يغيرون لفظ ربيعنا إلى شتاء العرب أو خريفهم. صحيح كل ذلك، ولكن الصحيح أيضاً أن العرب قطعوا كل علاقة لهم مع ذاك العهد الماضي، قطعوا كل علاقة مع سنوات الخنوع وامتهان الكرامة وقمع الحريات. صحيح أن ثوراتنا قد تكون انقلبت علينا، ولكن الصحيح أيضاً أن الذنب ليس ذنب تلك الشعوب التي انتفضت وإنما ذنب عالم حقير ومتواطئ مع حكومات ذليلة، الصحيح أيضاً أن هذه الثورات التي انطلقت لم تكن إلا صرخة في دهليز الظلم الذي طال المكوث فيه، وبالتالي فإن تلك الصرخة أسمعت صوتها، وأنها باتت اليوم صرخة المظلومين في كل بقاع الدنيا. قد يعتقد البعض أن الثورات العربية لم تجلب لهذه الشعوب سوى الويلات، ويتساءلون ألم يكن من الأجدى لهذه الشعوب أن تبقى تعيش في ظل حكومات ظالمة، على أن تموت في طريق حرية بعيدة المنال؟ الأكيد لا، الأكيد أن الموت في طريق حرية وأن كانت بعيدة المنال، أرحم ألف مرة ومرة من البقاء تحت طائلة حكومات لا تعرف سوى تحقير الإنسان، ولا تعترف سوى بقمع حرية الإنسان، لا تعترف إلا بأن تكون الأوطان مزارع خاصة لها. الأكيد أن طريق الحرية لم يكن في يوم من الأيام معبدا بالورود، بل هو أصعب الطرق وأكثرها شوكا، وأكثرها نزفا، وفي بلادنا العربية تأخذ هذه الطريق أبعاداً أخرى، فهذه البلدان لم تكن في يوم من الأيام حرة، ولا يراد لها أن تكون، وبالتالي فإن طريق الحرية يكون فيها أصعب. القول بأن تلك الثورات فشلت في تحقيق أهدافها قد يكون فيه شيء من الصحة، وقد لا يكون بعيداً عن الصواب، ولكن السؤال لماذا لم تنجح؟ وإذا كانت الشعوب تعلم مسبقاً أن ثوراتها لن تنجح، هل كان عليها أن تبقى محكومة من قبل أنظمة الظلم والطغيان؟ لا أحد كان يعرف مآلات تلك الثورات، ولا أحد كان يدرك أين ستصل وإلى الآن لا أحد يعرف ذلك، وبكل الأحوال فإن هذه الثورات كان يجب أن تنطلق، بغض النظر عن مآلاتها، لأنها ثورات شعوب، ولحظة تاريخية كان لابد منها، وبالتالي فإن الحديث عن فشل هذه الثورات إنما هو حديث لإحباط العزيمة، ولإخراج ما جرى خلال ثلاث سنوات مضت من عمر الثورات العربية، كأنه كان مسرحية أخرجها الآخرون، ولم نكن نحن فيها سوى ممثلين فاشلين. سأبقى مؤمنا بالثورات العربية، لأنها ببساطة نجحت في إعادة تشكيل وعي هذا الإنسان العربي، نجحت في أن تكشف عن عوار وخوار من يسمون أنفسهم بالمفكرين، أولئك الذين صدعوا رؤوسنا سنوات طويلة بالتنظير. سأبقى مؤمنا بالثورات لأنها كشفت وجوه قميئة وشعارات صدئة وتجار سياسة لم يجدوا من بضاعة سوى أحلامنا وتطلعاتنا. سأبقى مؤمنا بالثورات العربية لأنها منحتنا أرضية يمكن أن نبني عليها، أن ننطلق منها بعيداً عن الشعارات الصدئة، بعيداً عن الدول الكارتونية والمؤسسات العسكرية العربية التي لم تصنع ويرصف عليها إلا لحماية الحاكم. أبقى مؤمناً بالثورات، وأخص بالذكر منها ثورة الشام، ثورة السوريين الأبطال، لأنها نجحت في أن تضع نصر الله وإيران في إطارهم الذي يجب أن يكونوا فيه، فهذه الثورة المباركة تحلف عن كل الثورات العربية السابقة، ففي تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن، كانت الشعوب تسعى للإطاحة بحاكم ظالم، إلا في سوريا، فإنها تسعى وستنجح بإذن الله، في فضح منظومة خونة ابتدأ من حكام طهران مرورا بحاكم بغداد نوري المالكي وصولا إلى جنوب لبنان حيث دجال المقاومة الأكبر نصر الله، وطبعا دون أن تنسى أن تطيح برأس الظلم في شامة العز.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...