


عدد المقالات 188
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً لنوري المالكي، إلا أن واقع الحال يشي بأنها أعقد وأعمق من ذلك بكثير، كونها باتت اليوم حرب أجندات وصراعات يسعى العراقيون أنفسهم أن يجدوا لهم مكاناً بينها، كونها في الغالب تجري بعيداً عن تلك المدن التي دفعت ثمن تهور نوري المالكي رئيس الحكومة المنتهية ولايته، وإصراره على إقصاء العرب السنة واستخدام كل أساليب القمع والإذلال بحقهم حتى أوصلهم إلى مرحلة اللاعودة، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدا. الأزمة العراقية الحالية، وإن كانت قد دفعت الآلاف إلى ترك مدنهم وقراهم بعد أن بدأ طيران المالكي بقصفها، إلا أنها يمكن أن تمثل فرصة كبيرة لأطراف كثيرة، تساعد من خلالها على تصحيح مسار ما جرى في العراق عقب غزوه واحتلاله في ربيع عام 2003. الدول العربية وتحديداً الخليجية منها، يجب أن تبدأ فعلياً بالتحرك نحو العراق، ليس من أجل العراق والعراقيين وحسب وإنما من أجل مصالحها، خاصة أن هذه الدول وعلى رأسها العربية السعودية كانت قد تركت العراق عقب غزوه عام 2003 واعتمدت سياسة النأي بالنفس، كونها كانت تعول على دور أميركي سوف يكون قادراً على تحقيق التوازن الذي تريده السعودية، إلا أن العم سام كما هي عادته، باع الجميع، وراح سريعاً يفتش عن قصعته وحصته، بل ورتب الأمر مع الجارة الشرقية للعراق، إيران، حتى وجدت العربية السعودية ودول المنطقة العربية والخليجية، أنهم أمام مشهد بالغ القتامة، بعد أن تمكنت إيران من حكم العراق عبر وكلائها السياسيين، حتى دفع هذا الوضع، أن يصرح نائب في البرلمان الكويتي أن عراق صدام حسين الذي غزا الكويت أقل خطراً علينا وعلى الخليج من العراق الحالي. اليوم هناك فرصة أمام هذه الدول بعد أن تفجرت الثورة العراقية المسلحة، فلا يجب أن تكتفي العربية السعودية بدعوة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى ضرورة تشكيل حكومة عراقية تضم كل الأطياف، ولا يجب أن تذهب السعودية مع ما ذهب إليه الإعلام الغربي بأن المسلحين هم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبالتالي دعوة أميركا لتوجيه ضربة عسكرية إلى هذا التنظيم، فدراسة أخيرة لمعهد فريدوم هاوس، أظهر بأن نسبة مقاتلي تنظيم الدولة في العراق لا يتجاوز الـ%20. المطلوب اليوم، موقف عربي وخليجي تحديداً مما يجري في العراق، فبعد أن تدخلت إيران مباشرة في العراق لحماية حلفائها، فإن على الدول الخليجية أن يكون لها موقف واضح ومحدد، وأن تجلس مع إيران والولايات المتحدة لوضع حد لمذلة السيطرة الإيرانية على هذا البلد، خاصة أن هناك واقعاً على الأرض فرض نفسه وبات لدى تلك الدول الخليجية ورقة للضغط على واشنطن وطهران. الساسة السنة ممن دخلوا العملية السياسية العرجاء منذ يومها الأول، أمامهم فرصة كبيرة وكبيرة جداً ليعيدوا الأمور إلى نصابها ويفاوضوا من موقع القوي لا من موقع الضعيف الذي لا يملك أية قوة، فهذه القوى والأحزاب السياسية التي فقدت قوتها عقب تعطل مشروع المقاومة العراقية إبان الاحتلال الأميركي، جاءت إليها فرصة ذهبية تتمثل بهذه الثورة المسلحة التي يمكن استثمارها لتحقيق مطالب الثائرين من جهة وأيضاً إرساء عملية سياسية جديدة قادرة على أن تعيد العراق إلى طريق السلامة بعد أن دخل نفق الموت منذ 11 عاماً ونصف. وكما أن الفرصة مواتية للعرب السنة ممثلين بالأحزاب السياسية، فإن الأمر كذلك يعد فرصة أمام العرب الشيعة ممن يرفضون سياسة الاحتواء التي تطبقها طهران بحقهم، ويرفضون سياسات الحكومة الحالية وأحزابها، أمام هؤلاء فرصة كي يعبروا بالعراق مرحلة الطوائف والإثنيات والمحاصصات، ويخرجوا من عنق الزجاجة ومرحلة الصمت ويعيدوا اللحمة الوطنية والنسيج المجتمعي الذي عملت على تفتيته الولايات المتحدة وإيران وأحزاب السلطة. نعم الضريبة التي يدفعها العراقيون خاصة العرب السنة، الآباء الشرعيون للثورة، كبيرة وكبيرة جداً، فهناك اليوم ما يقارب المليون ونصف المليون نازح، ترافقها أوضاع إنسانية صعبة للمحافظات الثائرة، ولكن عسى أن يكون ذلك بداية الطريق لتحرير فعلي للعراق، يعيد لهذا الوطن بريقه الذي احتطفه مؤامرات القوى الدولية والإقليمية، وبعض أقزام السياسة من أبناء جلدته. • Iyad732@yahoo.co.uk
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...
منذ أكثر من عشرة أيام والعالم يراقب بدقة ما يجري في العراق، فبعد أن نجح المسلحون في السيطرة على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية وامتدت المعارك لتصل إلى مشارف العاصمة العراقية بغداد، كان الجميع يتوقع...