alsharq

إياد الدليمي

عدد المقالات 188

ثورة العراق تحاصر إيران

25 يونيو 2014 , 12:00ص

نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك، لأن الذين انطلقوا بثورتهم المسلحة ضد نظام القمع والطائفية والتمييز والإقصاء الذي يقوده نوري المالكي، يدركون جيدا أن معركة بغداد لن تكون سهلة وبالتالي فإن وقوف الثوار على مشارف العاصمة يمكن أن يكون في واحد من أسبابه هو ما أشرنا إليه. يقول رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان البارزني: إن العراق لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه قبل 10 يونيو، تاريخ سيطرة المسلحين على محافظة الموصل، والرجل، نيجرفان، يعني تماما ما يقول، ويدرك جيدا أن عراقا جديدا يتشكل بدأت ملامحه بسيطرة المسلحين على ما يقارب من نصف مساحة العراق، وفشل القوات الحكومية من استعادة شبر واحد من تلك الأراضي، بل إن المسلحين يواصلون تعزيز مواقعهم ويتمددون باتجاه محيط العاصمة بغداد. لعل من بين ما أفرزته الثورة العراقية الكبرى هو ما يمكن أن نصفه بإعادة ترتيب أوراق المنطقة وليس العراق فحسب، فمن يشاهد الارتباك الدولي الذي ساد خلال الأسبوعين الماضيين، يدرك جيدا أن هذه الثورة جاءت لتغيير، وجاءت لتفرض واقعا آخر غير الذي كان سائدا، بل إن الثورة العراقية الكبرى جاءت لتعيد التوازنات الكبرى في منطقة تعيش أتون صيف لاهب لا ينتهي. إيران إلى اللحظة هي الخاسر الأكبر مما جرى ويجري، فهي الأخرى لم تكن تحسب أن الأمور في العراق ستجري على هذا النحو، وهي التي وضعت كل ثقلها خلف حكومة نوري المالكي منذ العام 2006 وحتى اليوم، وهي التي كانت تعتقد أن العراق أضحى حديقتها الخليفة ولا يمكن لأي قوة في الأرض أن تعيد العراق إلى حضنه العربي. إيران تدرك جيدا اليوم أنها في حال خسرت العراق فإن ذلك يمكن أن يكون بداية النهاية لنظامها الذي تغلغل ونجح في إيجاد نفوذ قوي له في كل دول المنطقة العربية خاصة العراق ودول بلاد الشام بالإضافة إلى الخليج العربي. سارعت إيران لتدارك الموقف، فأرسلت قواتها وأوفدت مندوبها الأهم والأبرز والأكثر تأثيرا، قاسم سليماني ليخطط ويشرف على إدارة المعارك، فالعراق، إرثها الاستعماري الذي ترفض إيران حتى اليوم الاعتراف باستقلاليته، سيرتد إلى الداخل الإيراني، وفقدان سيطرته على هذا الجزء المهم سيفقدها أيضا حليفها الآخر، باشر الأسد، خاصة أن العراق في حال فقدته إيران، سيساهم سريعا في إسقاط نظام الأسد من خلال عدة عوامل أولها قطع طريق الإمداد الذي كان يربط طهران بدمشق عبر بغداد، وثانيها ما لوحظ من عودة الآلاف من ميليشيات أبي الفضل العباس والميليشيات الشيعية الأخرى إلى العراق بعد سيطرة المسلحين، الأمر الذي أخلى الساحة بشكل شبه تام أمام قوى المعارضة السورية للتقدم إلى وسط دمشق. هناك اليوم حقيقة على الأرض، هي أن المسلحين باتوا مقنعين أكثر بكثير من أي وقت مضى، فلقد نجحوا في إدارة مدينة كبيرة بحجم الموصل، فلم تسجل أي حادثة اعتداء أو سرقة حتى ولو كانت بسيطة، بخلاف بعض الحوادث التي عدت فردية، من بينها حادثة تفجير تمثال ابن الأثير المؤرخ الموصلي الشهير، والتي جوبهت باستنكار ورفض من كل القوى المسلحة التي تسيطر على الأرض، بخلاف هذه الحادثة فإن الموصل، تعيش أحلى أيامها، على حد وصف طبيب أسنان موصلي وضع صور المدينة ليلا والناس تملأ حدائقها العامة. الثورة العراقية الكبرى أتاحت فرصة مثالية للسياسيين، السنة تحديدا، للتفاوض بقوة مع القوى السياسية الأخرى، كما أنها أتاحت فرصة لا يمكن أن تتكرر للقوى العربية، وتحديدا الخليجية منها، وعلى رأسها العربية السعودية، لاستغلال الوضع بغية إجبار إيران على مراجعة موقفها من مختلف القضايا العربية، سواء في العراق أو في سوريا أو في لبنان، ناهيك عن تدخلها في دول الخليج العربي وعلى رأسها البحرين. هناك اليوم فرصة مثالية للعراقيين من كل الطوائف والعرقيات والمذاهب لخلق عراقهم الجديد، عراقهم الذي لا يعترف إلا بالمواطن، بعيدا عن أية تأثيرات أخرى، وأيضا فإن الفرصة مثالية لهذه القوى والتيارات العراقية لطرد النفوذ الإيراني، وإعادة ترتيب البيت الداخلي بعيدا عن إملاءات حكام طهران.

بهذه الأفعال تحاربون داعش؟

في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...

هل تعود أميركا لاحتلال العراق؟

لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...

وضاعت صنعاء.. فمن التالي؟

نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

الحكومة العراقية الجديدة... القديمة

في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...

سنّة العراق والخيارات المرة

ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...

أين العالم من تهجير سنة البصرة؟

انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...

ماذا بقي من العملية السياسية في العراق؟

أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...

التقسيم ليس حلاً للعراق

تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...

حتى لا يضيع العراق مرتين

لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...

لماذا تأخرت معركة بغداد؟

منذ أكثر من عشرة أيام والعالم يراقب بدقة ما يجري في العراق، فبعد أن نجح المسلحون في السيطرة على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية وامتدت المعارك لتصل إلى مشارف العاصمة العراقية بغداد، كان الجميع يتوقع...