alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

ما زالت الإجابة تونس

26 سبتمبر 2019 , 12:23ص

من منظور الإيمان بالديمقراطية، والاحتكام إلى اختيارات الشعوب من خلال صندوق الانتخابات، والانحياز إلى فكرة التداول السلمي للسلطة، فإن تونس تبقى هي الحل، الدولة النموذج، ونقطة الضوء الوحيدة في ظلام تجارب دول الربيع العربي. وعلى هذا الأساس، فليس من المهم من سينجح في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية القادمة خلال الأيام المقبلة، ومن سيشقّ طريقه وتنفتح أمامه أبواب قصر قرطاج، سواء كان الشعبوي نبيل القروي أم الأكاديمي قيس سعيد؛ فالأمر هنا يتساوى؛ فهو رئيس جاء باختيارات الشعب، وهو المسؤول عن اختياراته، سيقوم بمهمة محددة خلال دورة رئاسية، والحكم في نهايتها للشعب، فإن أنجز الرئيس فله دورة ثانية، أما إذا أخفق فسيعود لمنزله مواطناً عادياً، وهذا ما يدفعني دفعاً إلى عدم التوقف كثيراً عند التوصيفات والتقييمات التي حفلت بها التقارير والتحليلات حول نتائج المرحلة الأولى، من نوعية أنها «صاعقة»، أو أنها تصويت عقابي .. فالمهم لدى المراقب المحايد أنه استحقاق ديمقراطي جاء في موعده المقرر، وإن كان قد تم تقديمه فترة بسيطة لوفاة الرئيس السبسي. هذا الاستحقاق شكّل إجماعاً وطنياً على دفع البلاد نهائياً إلى إرساء التقاليد الديمقراطية، ودخول مرحلة جديدة تقوم على تحقيق أحلام الناس، والالتفات إلى قضاياهم، الأولوية فيها للقضايا الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما ميّز الحملات الانتخابية للمترشحين، الذين ركّزوا على المسألة التنموية بشكل كبير هذه المرة. ولا يمكن أن نكيل الاتهامات للشعب التونسي على اختياراته؛ فهو مثلاً لا يختلف عن الأميركي الذي اختار دونالد ترمب ليسكن البيت الأبيض وهو من خارج الطبقة السياسية تماماً ونموذج غير مسبوق في سجل رؤساء أميركا. والتوانسة لا يختلفون عن الشعب الإيطالي عندما انحازت نسبة معتبرة منه تُقدّر بحوالي 15 % لنبيل القروي، وهو النموذج التونسي من سيلفيو برليسكوني الذي تولى رئاسة الوزراء في إيطاليا رغم اتهاماته بالفساد المالي وتعدّد علاقاته النسائية، حيث أثمرت المساعدات التي قدّمها للطبقات الفقيرة طوال 3 سنوات التأثير على عملية التصويت، ووجوده في السجن حوّله عند البسطاء ومؤيديه إلى سجين سياسي، رغم أنه متهم بالتهرّب من الضرائب، واستغل قناته الإعلامية في الترويج لحملته الانتخابية. الشعب التونسي رغم عمر تجربته الديمقراطية المحدودة، يتشابه مع أعرق ديمقراطيات العالم، من خلال إسقاط الكبار في الانتخابات، منهم عبدالفتاح مورو القيادي في النهضة ورئيس مجلس النواب، وعبدالكريم الزبيدي وزير الدفاع، ويوسف الشاهد رئيس الوزراء، وكانت كل التوقعات أن يصلوا إلى مرحلة الإعادة. والأخير ضرب نموذجاً في الرقيّ عندما اعترف بالهزيمة، واعتبر في تصريحاته بعد الدور الأول أن النتائج رسالة من الشعب إلى النخب السياسية، وطالب الشاهد القوى الديمقراطية أو من وصفه بـ «الصف الديمقراطي» بالتقاط تلك الرسالة قبيل الانتخابات التشريعية التي ستجرى الشهر المقبل. نحن أمام مشهد سياسي مختلف، يغلب عليه إمكانية أن يكون قيس سعيد رئيساً لتونس؛ فهو الأقرب إلى تيارات مهمة، كما جاء في المركز الأول رغم أن حملته خلت من أي مظاهر دعائية، ورفض الحصول على أي دعم مالي من مؤسسات اقتصادية أو رجال أعمال، ومارس حملته بالتواصل المباشر، ووعد بإحداث تغييرات جذرية في النظام السياسي، وكسر مركزية السلطة، ومكافحة الفساد، والحدّ من امتيازات المسؤولين. أما الطبقة السياسية، فعليها أن تستعيد ثقة الشارع من خلال الجولة الثالثة من الماراثون السياسي الذي تعيشه تونس خلال هذا العام، وبدأ بالانتخابات البلدية، وفازت حركة النهضة بالأكثرية، والرئاسية وكانت نتائجها أشبه بزلزال. ولم يبقَ سوى الانتخابات النيابية التي ستجرى أوائل الشهر المقبل، وهي قد تزيد أهميتها عن الرئاسية، حيث يتحكم البرلمان في عملية التشريع ومراقبة أعمال السلطة التنفيذية، ويقتصر دور الرئيس على رئاسة مجلس الأمن القومي القيادة العليا للقوات المسلحة، وإعلان الحرب وإبرام أي اتفاقيات دولية بعد موافقة مجلس النواب بأغلبية ثلاثة أخماس أعضائه، وإرسال قوات إلى الخارج بموافقة رئيس مجلس نواب الشعب والحكومة، وكلها أمور تبتعد عن إدارة شؤون البلاد الحياتية والتعامل مع التحديات الاقتصادية التي تهم جموع الشعب التونسي. هنيئاً لتونس ديمقراطيتها، فاز من فاز وأخفق من أخفق.

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...