عدد المقالات 84
هنالك فئة من الناس كلما تحادَثْتَ معهم لبعض الوقت إلا وغمروك بالسعادة ونقلوا إليك موجات إيجابية. عادةً، هؤلاء الناس هم من أصحاب المستوى المعيشي والاجتماعي المتوسط والبسيط الذين لا يتذمرون من شيء ولا يكترثون بصعوبات الحياة. والغريب أنك عندما تجالس فئةً من الناس الذين يبدون ميسوري الحال أو مُتْرَفيه، تجدهم غالبا في حالة من التشاؤم، أو التذمر من أبسط الأمور بل وأتفهها أحيانا إلى الحد الذي ينقلون معه إليك موجاتهم السلبية. إنه التذمر.. ذلك المرض الذي تحوّل إلى داء عضال وحالة إدمان لا إرادي لدى كثير منا. لربما بدا الأمر أكثر انتشارا في مجتمعاتنا العربية أكثر من الغربية. ولربما في منطقتنا الخليجية يبدو الأمر أكثر تأثيرا، وقد يكون لحالة الترف الاجتماعي في الحالات العظمى، التأثير المباشر. يتذمر الكثير منا من أبسط الأمور إلى حد مبالغ فيه. لا بل قد يصبح التذمر حاضرا حتى في غير موضعه.. فتخيلوا حتى في مناسبات الفرح والزهو التي يُفترَض فيها التفاؤل والانشراح وحب الحياة، تجد صاحبنا يتذمر من نوعية العشاء ويتأفف من طريقة تقديم القهوة ويعلق على أصناف الحلوى!!.. مُطْلقا ذلك اللفظ العجيب («اِف ف ف»). بالله عليكم هل يُعقل مثلا أن يتذمر أحدهم من مجرد ازدحام مروري أو حفريات في الطرق والحال أن الغرض منها هو حسن التجهيز لاحتضان حدث سيُكتب في تاريخ الوطن مدى الحياة وهو كأس العالم؟! الأغرب من هذا كله أن تلك الحالة المَرَضيّة، فيروس التذمر، ربما تنتقل مع صاحبها حتى إلى خارج حدود الوطن.. فيتمنى بعضهم أن يتصل بسفارة بلده لا لشيء إلا لأنه لم يجد «مجبوس» ولحم في أحد المطاعم الأوروبية؟! أو أنه تعطل قليلا في طابور الانتظار في إحدى الكافتيريات؟؟ إن التذمر هو فن «متقن» باستحضار النكد اليومي.. أتعلمون أن نسبة كبيرة من أسباب الطلاق تعود إلى كثرة تذمر ونكد أحد الزوجين.. وربما كليهما؟! يا أخي.. يا مدمن التذمر.. حاول أن تجد دائما الحل بدل التركيز على المشكلة.. هذا إن كانت من أصلها تستحق أن تصل إلى درجة المشكلة... نعم،، بدل أن تلعن الظلام، أوقد شمعة! وتذكر أنه عندما لعن الناسُ النار والحرق اكتشف أحدهم إطفائية وعندما لعن الناسُ البحر والغرق ابتكر أحدهم سترة نجاة.. نعم بدل أن تلعن فشل ابنك الدراسي، أحط به ووفر له كل محفزات التعلم، وعوض أن تلعن تقييمك في العمل، حاول أن تجد مكامن الخلل في شخصك ومواطن القصور في أدائك. ضع نصب عينيك دائما تلك الحكمة البالغة للفيلسوف ديفيد هيوم: «الوقت الذي ستضيعه في التذمر من شيء، استغله في محاولة تحسينه» وكما قلت.. بدلا من أن تلعن الظلام، أوقد شمعة... ولا تقل لي لكن ماذا لو لم تكن لديَّ شمعة؟! فحينها تؤكد لي فعلا بأن حالتك ميؤوس منها. في الختام.. عزيزي القارئ، إذا شعرت بالملل من مقالي هذا، فالأفضل أن تنتهي من قراءته، المهم ألا تتذمر. وتحياتي الخالصة.. بلا تذمر
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...