alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

المستهدف غزة وليس «الحمد الله»

26 مارس 2018 , 01:01ص

مضى أسبوعان على حادثة استهداف موكب رامي الحمد الله، ومنذ الدقائق الأولى للاستهداف سارعت السلطة في رام الله -عبر ناطقيها ومنصاتها الإعلامية- إلى تحشيد الرأي العام ضد حركة حماس، واتهامها بتنفيذ التفجير. وهذا التسرع في إطلاق الاتهامات المرسلة، والتحشيد وشحن الأجواء قبل الشروع في التحقيقات، أو الوصول إلى الجناة، معيب ولا يليق، وينم عن تهور يستهدف مساعي ومحاولات إنهاء الانقسام، ولا أراه البتة سياقاً بريئاً، نظراً لحساسية التوقيت، وتعقيدات الظرف العام. لم تتسرع وزارة الداخلية بقطاع غزة في إطلاق الاتهامات، بل باشرت التحقيق على الفور من أجل الوصول إلى الجناة، وقطعت شوطاً كبيراً في ذلك -حسب ما صدر عنها من بيانات رسمية، دلت عليها المعطيات على الأرض- وهذا يُحسب لها، كما يحسب لها كفاءتها العالية في الحفاظ على الأمن والسلم المجتمعيين. وما يجري من محاولات لتنحية الأجهزة الأمنية في قطاع غزة عن القيام بدورها، تحت شعار «التمكين»، هو فصل من فصول العبث، لضرب ما تبقى من مناحٍ مستقرة في القطاع، فرغم تسلم حكومة الحمد الله للوزارات وإداراتها المختلفة، والمعابر وجل الملفات الحكومية بالكامل، إلا أن السكان لم يشعروا بتحسن ملموس في معيشتهم، بل على العكس زادت الأزمات والعقوبات. لا توجد ضمانة لتحسن الأوضاع في حال تسلمت حكومة الحمد الله القطاع كاملاً، وبدون شراكة مع حكومة غزة السابقة، وهو ما يخالف مفهوم الوحدة الوطنية، عدا عن كونه يحمل في طياته مخاطر كبيرة لا حصر لها، تتعلق بمستقبل شعب وحقوق عشرات الآلاف من الموظفين، الذين لم تصرف لهم حكومة الحمد الله أية رواتب، بعد استلامها مهامها في القطاع منذ عدة شهور. لم تقدم السلطة ولا حكومة الحمد الله، بوادر حسن نية ملموسة، من شأنها أن تخفف من معاناة القطاع المحاصر، واستمرت العقوبات ضد سكان غزة، رغم الوعود الكثيرة برفعها في حال حُلت اللجنة الإدارية، التي كانت تدير القطاع. الاحتلال يتوسع في الضفة والقدس كل ساعة، وتضاعفت خطواته التهويدية والاستيطانية في الفترة الأخيرة، ومع انسداد الأفق أمام المفاوضات بين السلطة والاحتلال، وانهيار الرهانات عليها مع انتهاء ما يسمى بحل الدولتين، وفي ظل السعي الصهيوني لضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، وفي هذه الفترة المفصلية التي تتهدد شعبنا وأرضه وقضيته، خرج محمود عباس مهدداً سكان قطاع غزة بفرض عقوبات جديدة. عباس يزعم مواجهته لصفقة القرن، إلا أن الصفقة -التي تجري بعض فصولها هذه الأيام بسلام- لم تتأثر بتهديداته الخطابية، وعلى العكس كانت العقوبات أفضل هدية لها، ذلك أنها تكرّس الانقسام، وتشغل القوى الفلسطينية في المناكفات الداخلية، بينما الاحتلال يتوسع ويتمكن في القدس والضفة، ويستكمل مع شركائه مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية. العبوة التي استهدفت الموكب كانت خالية من الشظايا، وكانت أقرب لكونها قنبلة صوتية، والواضح أن المقصود منها لم يكن قتل الحمد الله ولا ماجد فرج، بل المستهدف غزة والقضية الفلسطينية، وربما وجد فيها عباس مخرجاً من المأزق السياسي الذي تعيشه السلطة. إلا أن أطرافاً أخرى قد تكون لها مصلحة من هذا التفجير، من أجل خلط الأوراق، وترسيخ الانقسام بما يفيد مخططات التصفية، أو طمعاً بدخول منظومة الحكم عبر بوابة القطاع أو من فوقها، وربما هي خليط من المصالح والمآرب، يشترك فيها أكثر من طرف، أو عدة أدوات يتحكم بها الاحتلال خفية وعلانية، وهذا ما قد تفصح عنه الأيام المقبلة.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...