عدد المقالات 168
منذ أيام يقوم وفد أميركي بجولة في المنطقة العربية، ويتألف الوفد من مبعوث ترمب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب ومستشاره. وقد زار الوفد عدة دول عربية، والتقى بالعديد من المسؤولين، ولم تصدر -حتى اللحظة- بيانات رسمية واضحة حول نتائج الجولة التي لم يغب عن جدول أعمالها ملف قطاع غزة، وتحدثت الأنباء عن مساعٍ أميركية لحل الأزمات الإنسانية في القطاع، أو التخفيف منها. صحيح أن الأزمات الإنسانية ازدادت في التفاقم خلال الشهور الأخيرة، إلا أنها موجودة منذ ما يزيد عن 12 عاماً، ومن غير المنطقي تخيل ظهور صحوة ضمير إنسانية دولية مفاجئة، إلا أن حراك غزة، ومظاهراتها، وبلالينها الحارقة، أمور ساهمت في إعادتها إلى الواجهة، لتكون -على ما يبدو- «غزة أولاً» على الأقل إعلامياً، أو في ما يتم تسريبه من أنباء حول «صفقة القرن»، أو خطط التصفية الحالية. جرى تجويع الناس في غزة، وخنقهم بالأزمات بوتيرة مرتفعة خلال الشهور الماضية، تمهيداً لإخضاعهم وتدجينهم، وحصر تفكيرهم بلقمة العيش، ودفعهم إلى التسليم تحت الضغط بمخططات تصفوية. غزة كانت -وما زالت- معضلة لصناع القرار الصهاينة، وتمنى بعضهم أن يبتلعها البحر، ويُراد اليوم لها أن تُبتلع من سيناء تدريجياً، حسب المقترح القديم الحديث للجنرال الصهيوني «غيورا إيلاند»، الذي يتحدث عن دولة فلسطينية تمتد من قطاع غزة إلى سيناء. ملامح عودة طرح هذا المقترح مجدداً تبدو من خلال ازدياد الحديث في الأوساط الصهيونية عن توظيف الحالة الإنسانية في غزة كمدخل لتنفيذ هكذا مقترح، عبر تدشين ميناء ومطار لقطاع غزة في سيناء، وإنشاء مشاريع استثمارية وتنموية، ومنطقة حرة في تلك المنطقة شبه الخالية من السكان حالياً، بعد العمليات الواسعة للجيش المصري فيها خلال السنوات الأخيرة التي شهدت العديد من العمليات التفجيرية لمجموعات «داعش». الكثير من التعقيدات حول المشهد في سيناء هناك، لكن ثمة مصلحة إسرائيلية كبيرة في تعقد أوضاع تلك المنطقة، وحتى لو حصلت غزة على مشاريع تخفف من معاناتها، فمن يضمن سلامتها من هذه الجماعات المجهولة، وما شابهها، وهل سيكون هذا الحل بوابة لمشكلات جديدة للفلسطينيين؟ ضغوط أميركية كبيرة من أجل إيقاف أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وهو ما أسفر عن تراجع كبير في عملها، الأمر الذي يؤثر سلباً على مجمل قضية اللاجئين، وعلى قطاع غزة، الذي أكثر من نصف سكانه من اللاجئين. وخلال الأيام الماضية، أصدر الاحتلال الأمر 1798، الذي لم يحظَ باهتمام كبير، رغم خطورته الكبيرة، باعتباره خطوة على طريق تفريغ الفلسطينيين من الغالبية العظمى من أراضي الضفة المحتلة التي تفوق مساحتها أضعاف المرات مساحة قطاع غزة، وفي القدس يحاول الاحتلال منذ أسابيع فرض سيطرته على منطقة باب الرحمة في محيط وداخل المسجد الأقصى المبارك، وهو تطور كبير باتجاه التقسيم المكاني للمسجد المقدس. يتضح لنا أن مناقشة مشكلة غزة ومحاولة وضع حلول إسعافية مؤقتة لمشكلاتها، لا يتسق مع تقليص «الأونروا» لعملياتها، ولا مع مشاريع الضم والاستيطان الكبيرة في الضفة، والقوانين العنصرية التي أصدرها الاحتلال خلال الشهور والأسابيع الماضية، وهو عبارة عن مسعى تضليلي تخديري وتضليلي، لتمرير ما يمكن تمريره من مخططات التصفية في بقية مناطق فلسطين. وكالعادة، التعويل على غزة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وطنياً، مع أن المخططات تستهدف كل فلسطين والفلسطينيين، وتستهدف أيضاً مصر وسيادتها، ومقدسات وعقيدة الأمة جمعاء.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...