alsharq

عبدالوهاب بدرخان

عدد المقالات 307

مسلسل واقعي من خارج السباق الرمضاني

25 مايو 2020 , 02:12ص

وسط عشرات المسلسلات الدرامية في الموسم الرمضاني، وسوادها الأعظم رديء، كان من الطبيعي أن يبرز واحدٌ من خارج السباق، ومن الواقع المعاش لا من قصص متخيّلة أو مقتبسة. أُعطي أسماء عدة، لكن أفضلها كان «صراع الطاغية والتايكون». أما الأول فهو رئيس النظام في سوريا، وقد اكتسب لقب الطاغية بفعل تصفية نصف شعبه ما بين تقتيل واختطاف وتعذيب وتهجير. وأما الآخر فهو رجل أعمال واستحق اللقب الصيني - الياباني الذي يُشار به إلى المحتكر فاحش الثراء. وبالنسبة إلى السوريين عموماً فإن الرجلين كانا واحداً، خصوصاً أنهما نسيبَان: بشار الأسد يحتكر السلطة التي ورثها عن والده الراحل حافظ الأسد، وابن خاله رامي مخلوف الذي ورث عن والده محمد مخلوف تكليفاً بإدارة أموال آل الأسد وحراستها. عندما عصفت الأزمة بسوريا ثم تفاقمت، راح بشار يتصرّف بالبلد وبالنظام مستنداً إلى خزينة ما لبثت أن خَوَت، فيما راح مخلوف الأب يتصرّف ببعض الثروة لـ «تأمين الدعم» الروسي للنظام، وأصبح شبه مقيم دائم في موسكو، حيث اشترى عقارات، كما تصرّف مخلوف الابن ببعض آخر من الثروة مؤسّساً جمعية خيرية سمّاها «البستان»، وأرفقها بميليشيا خاصة عُرفت بالاسم نفسه، وتولّى إيرانيون الإشراف عليها تسليحاً وتدريباً. في الأثناء توفّيت والدة بشار أنيسة مخلوف التي كانت واسطة العقد الأسري وصاحبة التأثير الحاسم، وأدّى غيابها إلى ظهور تباينات بين العائلتين، تحديداً لأن الأسد كان يتجّه إلى ما يعتبره «انتصاراً» في الحرب، وبالتالي يريد السيطرة على وضعه المالي، لكنه وجد أن كلّ المعطيات عند آل مخلوف، وبدأ يرتاب بالمكانة التي يكتسبها ابن خاله رامي تحديداً في أوساط الطائفة العلوية «الحاكمة». ثمة تفاصيل كثيرة متداخلة بدأ تداولها منذ منتصف 2016 واستغرق الخلاف أربعة أعوام ليخرج أخيراً إلى العلن. قد تكون الخلفية العائلية هي الجانب المثير فيه، لكنها تبقى أقل أهمية من الدلالات السياسية. فالصراع هنا ليس على السلطة؛ لأن رامي لا يطرح نفسه ولا يمكن أن يكون بديلاً لبشار، بل هو صراعٌ على أموال وشركات وعقارات وأملاك يملكها مخلوف افتراضياً، ويعتبر الأسد أنها ملك عائلته. ما يدعم ذلك أن رامي، ووالده من قبله، ما كانا ليتمكّنا من مباشرة أي أعمال لولا تكليف الأسد الأب وزوجته، وعندما تولّى رامي المهمة ما كان ليستطيع التوسّع في الاستحواذ على أنواع شتّى من الأعمال والتحكّم بنسبة كبيرة من الاقتصاد السوري لولا تمتّعه بغطاء بشار وحماية النظام وأجهزته. هذا ما يعرفه الجميع في سوريا، لا سيما رجال الأعمال الذين عانوا كثيراً من جشعه وتنمّره. ما جرى ويجري لا يختلف في شيء عن أي خلاف بين زعيمي عصابة على أموال مسلوبة أصلاً. الفارق أن أحدهما يفترض أن ديكتاتوريته تملّكه كلّ شيء، أما الآخر فاعتقد أنه «شريك» لا يُستغنى عنه. يستطيع الدكتاتور إقصاء «الشريك» بأي طريقة، لكن أولويته استرجاع الأموال، لكن «الشريك» هرّبها إلى مخابئ خارجية شتّى بداعي إنقاذها من العقوبات الدولية، لذا عهد الأسد إلى زوجته وأجهزته لوضع اليد على الأموال تحت غطاء «القانون» و»مكافحة الفساد». وهكذا تفجّر الخلاف في توقيت بالغ الحساسية ليكشف حقيقة النظام والدولة، فالأسد ليس في أفضل أيامه خارجياً، بعدما أصبح «صداعاً» لحليفه الروسي، ولا داخلياً بعدما فقدت حاضنته الموالية الأمل في قدرته على تخفيف معاناتها.

ليبيا في لجّة نظام دولي «متضعضع تماماً»

لفت المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، بعد صمت أربعة أشهر منذ استقالته، إلى أن هذه الاستقالة كانت قراراً متأخراً. هو لم يقل ذلك، لكن تركيزه على الإحباط الذي سبّبه هجوم خليفة حفتر على...

«ضمّ الأراضي» كجريمة يقاومها العالم بالكلام

في جلسة مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، قيل الكلام الأخطر والأسوأ للتحذير من جريمة إسرائيلية يجري ارتكابها علناً. إذا كان هذا المجلس بمثابة مرجع «قضائي»، باعتبار أن الشعوب تشكو إليه ما تعتبره مظلمة تقع بها، أو...

صدمة بولتون: ترمب أقلّ تطرّفاً مما ظنّه!

هل كانت شهادة جون بولتون لتغيّر كثيراً في محاولة تنحية دونالد ترمب؟ يحاول مستشار الأمن القومي السابق الإجابة في مذكراته عن الفترة التي أمضاها في المنصب، المفارقة من جهة أن بولتون يصف رئيسه بأنه غير...

إزالة «التماثيل» بين تصحيح الحاضر ومراجعة التاريخ

فجأة تحوّلت التماثيل والنصب التذكارية من معالم تاريخية ومفاخر تاريخية وجواذب سياحية، إلى رموز خزي وعار وموضع إدانة ومساءلة، أصبحت آيلة للإزالة ليس من أمام الأنظار فحسب، بل أيضاً من الذاكرة والسجلات، وحتى من التعليم...

هل تحتمل أميركا والعالم ولاية ثانية لترمب؟

لم يخطئ دونالد ترمب أبداً بالنسبة إلى معاييره الشخصية، حتى في مقاربته لواقعة مصوّرة، مثل قتل الشرطي الأبيض ديريك شوفين المواطن الأسود جورج فلويد؛ إذ أذهل الرئيس الأميركي مواطنيه جميعاً بتعامله الفظّ مع ردود الفعل...

تغطية عربية للسطو الإسرائيلي على الضفة

ما يظهر على السطح رفضٌ واستنكارٌ دولي لعملية ضم إسرائيل 30 % من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ما يحدث تحت السطح أن حكومة الائتلاف اليميني باشرت إجراءات الضمّ هذه على الأرض، ولا تنتظر الموعد...

بين واشنطن وإسرائيل مجرّد تصويب للأولويات

لكي يخرق وزير الخارجية الأميركي الحظر «الكوروني» ويسافر إلى إسرائيل، ذهاباً وإياباً من دون توقّف، لا بدّ أن ثمّة شديداً قوياً يتطلّب ضبطاً، رغم أن طبيعة العلاقة بين إدارة دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو لا تعاني...

خيار الكاظمي بالعراق في مسار صعب وواعد

مع رئيس الوزراء الجديد يفتح العراق صفحة غير مسبوقة، منذ سقوط النظام السابق، ذاك أن مصطفى الكاظمي لا ينتمي إلى أي حزب عقائدي ديني، كما كان أسلافه إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبد...

ما بعد «كورونا».. هل هو فرصة لمنطق الطغيان؟

السؤال مطروح غرباً وشرقاً، سواء باسترشاد ما يُعتقد أن مكافحة الصين لوباء «كورونا» كانت نمطاً نموذجياً لم يتمكّن العالم الغربي من اتباعه، ولذا فقد تبوأ المراتب الأولى في أعداد الإصابات والوفيات، أو ما يمكن أن...

في انتظار اللقاح.. أي دروس من الجائحة؟

ملامح كثيرة للتغييرات المقبلة بدأت تتراءى أمام العيون وفي المخيّلات وفي دروس المحنة الفيروسية على كل المستويات الفردية والجماعية، بغضّ النظر عما إذا عانى الشخص أو لم يعانِ فقداً في عائلته أو صداقاته، وعن مدى...

بين فيروسات وبائية وفيروسات سياسية

لن تختلف تقديرات الخسائر كثيراً في حال «كورونا» عما هي في أي حرب عالمية. ولا يمكن توجيه اللوم لجهة أو لأحد بالنسبة إلى الوباء، رغم أن الانفعالات اندفعت هنا وهناك إلى مزالق سياسية وعنصرية شتّى،...

حتى «صفقة» ترمب لم تساعد نتنياهو

كان الشيء الوحيد الذي لم يستطع دونالد ترمب تقديمه إلى صديقه بنيامين نتنياهو أن يوقف الملاحقة القضائية له بتهم الفساد. قبل الانتخابات الأولى في أبريل الماضي أهدى إليه هضبة الجولان السورية المحتلة، ولم تكن كافية...